صورة تعبيرية.(أرشيف)
صورة تعبيرية.(أرشيف)
الأربعاء 1 مارس 2017 / 20:02

فيس بوك من دون زجاج

أصبح لديّ الآن أربعة متابعين: شرطيان من إدارة البوليس العامة، مخبرٌ سريّ، ومحللٌ نفساني

حاول أحد متصفحي فيس بوك أن يكتسب أصدقاء جدداً، بنفس آليات موقع التواصل الاجتماعي ومبادئه، ولكن ليس من وراء شاشة الحاسوب؛ إنما عبر الواقع المرئي. فماذا فعل؟ هذا تقريره الذي كتبه عن يومه وكيف مرّ، على موقع "Jokes of the Day"، وفازت نكتته بالمركز الأول قبل أسابيع قليلة. أترجمها لكم، لنتأمل ماذا نفعل كل نهار من عجائب على هواتفنا وحواسيبنا، ربما دون أن ندري.

يُكمل الكاتب تجربته الخيالية:
"... وهكذا، كنت كل يوم أتمشى في الشوارع وأنا أحكي للمارّة عن الطعام الذي تناولتُه، وبما أشعر الآن، وماذا فعلت بالأمس، وعمّا سأفعل لاحقًا بعد قليل، ومع من.

بعد قليل وزّعتُ عليهم صوراً لأفراد أسرتي، وصورة كلبي، وصورتي وأنا أعتني بحديقتي، وصورتي أنا أنظّم جراج السيارة، وصورتي وأنا أروي العشب الأخضر، وصورتي وأنا أقف أمام معالم بلادي الأثرية، وصورتي وأنا أقود سيارتي في جولة حول المدينة، وصورتي وأنا أتناول الغداء، وصوري وأنا أصنع نفس ما يصنعه كلُّ إنسان كلَّ يوم مع كلِّ الناس.

بعد ذلك وقفتُ أُنصت إلى محاورات الناس ونقاشاتهم مع بعضهم البعض، ثم أشير بإبهامي للأعلى علامة الرضا، وأنا أخبرهم بأنني معجبٌ بهم.
وبالفعل كان الأمر مجديًّا للغاية، تماماً مثلما هو في فيس بوك. أصبح لديّ الآن أربعة متابعين: شرطيان من إدارة البوليس العامة، مخبرٌ سريّ، ومحللٌ نفساني".

-
انتهت القصة، النكتة، التي حاول كاتبُها أن يرسم لنا بريشة كاريكاتورية طقوسنا اليومية على فيس بوك، وكيف ستبدو مضحكة وخارجة عن سياق العقل والرصانة إذا ما جرّدنا تلك الأفعال من إطارها الافتراضي على شاشات الحواسيب، وعيّرناها بمعايير الواقع المُعاش، الذي من المفترض أن يكون جادًّا. وفازت قصته الخيالية بالمركز الأول.

هناك نكتة أخرى طريفة فازت كذلك بمركز متقدم. ولكنها هذه المرة من داخل جدران أحد بيوت الزوجية. أترجمها لكم أيضًا. "في أحد الأيام، دخلتُ مع زوجتي لويزا في جدل بسيط. أنا أصفه بالبسيط، ولكن هي يمكن أن تسميه: "معركة في حلبة قتال". وكما هي طبيعتنا دائماً، لا أحد منّا بوسعه أن يرضخ ويعترف باحتمالية أن يكون على خطأ.
ولكي تضمن حقّها، قالت لويزا أخيراً: "اسمع، سأخبرك بأمر. سوف أرضخ وأعترف إنني مخطئة، فقط إن اعترفتَ أنت أنني كنتُ على حق".
فقلت لها: "حسنًا. موافق".
أخذت لويزا شهيقًا عميقًا، شخصت في عيني بعمق، ثم قالت: "أنا مخطئة".
هنا، ابتسمتُ لها ابتسامةً عريضة وقلت لها: "أنت على حق".

أما النكتة التي فازت بأعلى نسبة تصويت هذا الأسبوع، فتحكي عن زوج استطاع أن يعالج مأساة نسيانه الدائم لتاريخ عيد ميلاد زوجته، وتاريخ عيد زواجهما. حلّ المشكلة بأن فتح حساباً أبديّاً عند أحد محال بيع الزهور. اتفق مع المحل على إرسال باقتي زهور في هذين الموعدين الثابتين من كل عام. وبالفعل، طارت الزوجة من الفرح لأن زوجها لم يعد ينسى عيد ميلادها، ولا عيد زواجهما. وكانت الزهور تصلها بانتظام، فتملأ قلبها بالفرح، وتملأ البيت بالاستقرار والهدوء. وسارت الأمور جميلة على خير ما يُرام حتى جاء يوم حزين، عاد فيه الزوج التعس من العمل، فقبّل زوجته كالمعتاد وبطرف عينه رمق الزهور الجميلة في مزهرية فوق طاولة الطعام. فقال الزوج بعفوية شديدة "الله! ما أجمل هذه الزهور! من أين اشتريتها يا حبيبتي؟"