رسم تعبيري.(أرشيف)
رسم تعبيري.(أرشيف)
الخميس 9 مارس 2017 / 17:33

يوم المرأة العالمي.. الإماراتية أنموذج استثنائي

المرأة في الإمارات دونما النساء العربيّات نالت الأمان منذ البواكير الأولى للاتحاد، إيماناً بالاستراتيجيّة الأمنيّة المجتمعيّة التي أفضت إلى كثير من النتائج الإيجابيّة وعزّزت مفهوم المواطنة

بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يبحث في قضايا المرأة والعوائق التي تقف في طريق تحقيق المسّاواة وإلغاء التميّيز بين المرأة والرجل وتحقيق العّدالة لها بناء على الوثيقة التي صدرت عن المؤتمر العالمي الرابع، لا بد من معرفه مكانة المرأة داخل المنظومة القيميّة في المجتمع، وقياس مدى احترامها وتقديرها- ومن ثمّ النظر إلى مدى تطبيق واحترام قيم العدالة وما تمثله من خلفيات ومعانٍ أخلاقية وإنسانية يتجلى أثرها في المرأة أولًا ومن ثم المجتمعات.

من الاعتزاز والفخر أن نسلط الضّوء على النظرة الحضاريّة التي تتبنّاها دولة الإمارات العربيّة المتحدة للمرأة الإماراتيّة في الرؤية التنموية الشاملة وهي حقّها في الحياة المستقرّة والكريمة. ومن مميزات البيئة المحليّة لشعبنا أنّه لم تمرّ عليه رياح الغلو والتشدّد أو يطغى عليه الإجحاف بحق المرأة، فالتزمّت الدينيّ له أثر من موروث وعادات رجعيّة في قمع النساء، وباسمه ترتكب أبشع الانتهاكات ضدهنّ، ويبقين بين مطرقة الانفتاح الكامل غير المراعي لقيم المجتمع وسندان التشدّد، في كلا الحالتين ينتقص من إنسانيتهن ويحطّ من قيمة كرامتهن.

لكي يصبح الوطن نموذجًا وسطيًّا يحمل رؤية معتدلة لمشروع حضاري، لا بدّ لنا من صياغة تراثٍ دينيٍّ غنيٍّ بإنسانيته، يساهم في تصحيح تصوّراتٍ مغلوطةٍ عن المرأة، وإلّا كيف نعزِّز الاعتدالَ والتسامحَ والتعايشَ وتقبل الآخر واحتواء الثقافات إذا لم يكن من أولوياتنا مبدئيًا كسب التحدي مع المرأة، لهذا لا عجب أن تكون الإماراتيَّة صانعة ريادة التسامح والسعادة، لأنها تذوقت خصائصها ومارست معانيها وحان لها أن تقطف لوطنها ثمارها الزاهية.

لهذا تنعم المرأة في الإمارات بالامتيازات بكل أريحيّة ويُسر دون معاناه أو كفاح أو نضال من أجل تحصيل حقوقها ومكتسباتها الوطنية، ومن الإنصاف أن نقول ليس هناك أمام المرأة المواطنة الكثير من الحقوق لتنالها، بل لديها كثير من العطاء اللامحدود والطاقات الجبارة والإخلاص في العمل لرد الجميل وإسداء الخير لهذا الوطن المتسامح.

لا شكّ أن نجاح المرأة عمومًا وسعيها نحو التميز والتفرد يحتاج إلى آليات عمليّة كتوفير الأمن الإنساني بمفهومه الشامل. ففي منظومة الأمن تحرص النفوس على الإبداع والعمل والبنّاء للأوطان، ويسود الرّخاء وتعمّ التنمية.

أسباب الأمن الذي نعيشه ونتفيّأ ظلاله: قيادة رشيدة واعية، العدالة الاجتماعية وتأمين كلّ أسباب الرخاء والرفاهيّة للجميع وعلى نسق الآية القرآنيّة: (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) فهناك ارتباط قويّ كغريزة إنسانية بين الأمن وضده الخوف، ورغد العيش من جهة ونقيضه الجوع.

ومن القضايا المهمّة التي طالما غفل عنها الكثيرون حق المرأة في الأمن الإنساني والنفسي والجسدي، فالمرأة في الإمارات دونما النساء العربيّات نالت الأمان منذ البواكير الأولى للاتحاد، إيماناً بالاستراتيجيّة الأمنيّة المجتمعيّة التي أفضت إلى كثير من النتائج الإيجابيّة وعزّزت مفهوم المواطنة والتعايش بين أبناء الوطن، كما أسهم الأمن في تفوّق المرأة ونجاحها وتفعيل أدوارها، حيث حقّقت الأمان في التنقل من دون خوف، والحفاظ على كرامتها من دون المساس بحريّتها الشخصيّة.

وجود جهاز أمن حريص، وأنظمة رادعة، وسلطة تنفيذيّة قويّة تنفّذ الأوامر بكفاءة أخلاقيّة، وتحاسب من يخالفها وتحافظ على مكتسبات الدولة ومن ضمنها المرأة، سواء في حق الأمن والأمان في الأماكن العامة، أوالأريحيّة في ممارسة أدوارها وحقوقها الاقتصاديّة والسياسيّة وعدم غيابها عن مناصب صنع القرار، أو سيادة قانون صارم يجرّم كل من تسوّل له نفسه المساس بحق المرأة أو اعتراض سلامتها في الطريق. إنّ الأمن يسهم في تحقيق أقصى أهداف المواطنة الحقّة والصالحة، ومن خصائص الأمن المجتمعي القضاء على كثير من ظواهر الجرائم والتحرش بكلّ أنواعه، وقد زاردت أهميّة تفوّق المرأة وارتباطه بقضيّة الأمن الوطني، ودورها الإيجابي في خدمة أهداف المجتمع والمحافظة على هويّتها ودعم خطط التنمية والتقدّم فيه، ومواجهة الظواهر السلبيّة، وتفعيل دور التوعية المجتمعيّة بخطورتها.

وصفوة القول، إذ في تراثنا وتاريخنا الإسلاميّين يتم الثناء على الحاكم الصالح العادل عندما يؤمّن الطريق للمرأة والحجاج والمسافرين، فما نعيشه اليوم هو نتاج عقيدة وإصرار وعزم من حكّامنا على ترسيخ قيم التفاني والعمل الدؤوب، وهو من ثمرات الصدق في العمل وأداء الأمانة والوفاء للأوطان، وهو ذلك الإخلاص الذي جعله الله في عهد عمر بن عبدالعزيز الخليفة العادل، حيث كانت الذئاب تحفظ الماشية في عهده، وعمّ الخير والسعة في الأرزاق، وكانت المرأة تسافر وحدها من دون أن يصيبها مكروه، كما قال عمر بن عبدالعزيز (نحن قوم أصلحنا ما بيننا وبين ربنا فأصلح الله ما بين الذئب والغنم)