أولاد يطالعون كتباً. (أرشيف)
أولاد يطالعون كتباً. (أرشيف)
الأحد 12 مارس 2017 / 20:12

شهر القراءة

هل أمسك رب الأسرة كتابه، وهل جلست الأم على الأريكة كي تقرأ في لحظات صفاء وهدوء؟

اليوم العالمي للشعر سيكون في 21 مارس (آذار)، وهو عيد الأم، ومقدم الربيع، ويسبقه بيوم اليوم العالمي للحكاية، هل تكفي كل هذه الأيام الحافلة ليكون مارس شهر القراءة؟ أم يترك الأمر للشهر القادم الذي يحتفي باليوم العالمي لكتاب الطفل في الثاني من إبريل (نيسان)، واليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف في 21 إبريل، وتتموضع "أبوظبي تقرأ" في معظم أيامه؟

وسواء كان مارس أم إبريل، فإن الاستراتيجية الوطنية للقراءة أقرت شهراً للقراءة في الإمارات، ولجنة قانون القراءة تبذل جهداً ليس يخفى في تحقيق الهدف العام وهو ترسيخ قيمة القراءة في المجتمع. ويبقى التحدي هو كيف يمكن أن نصل للمجتمع القارئ؟

أجزم أني لن أجاوز الصواب حين أقول أن الوقت الراهن لا يحمل في ثناياه اهتماماً رسمياً من أي حكومة يمكن أن يسبق اهتمام حكومة دولة الإمارات بالقراءة عبر مشاريع محلية وإقليمية وعالمية، ومبادرات خلاقة وفاعلة، ويمكن أن نشير إلى الحضور الإماراتي في معرض لندن للكتاب ومعرض بولونيا للكتاب حيث لا حضور يتجاوز الحضور الإماراتي، ويمكن أن نتحدث عن مشاريع مثل: أمة تقرأ، أو تحدي القراءة العربي أو ترجمان أو كلمة أو تقرير المعرفة العربي. هذا لا جدال فيه ولا نقاش.

إلا أن ما يجب أن نقف عنده هو الأمور الصغيرة، التفاصيل الدقيقة، الممارسات اليومية، المشاهدات العادية، إنها المحك، وهي الفيصل، وأزعم أنها تحتاج عملاً جاداً وربما بعيداً عن وسائل الإعلام.

بدءاً من البيت، هل أمسك رب الأسرة كتابه، وهل جلست الأم على الأريكة كي تقرأ في لحظات صفاء وهدوء؟ هل أعلن عن مسابقة في البيت بين الأبناء لأفضل قارئ في شهر القراءة؟ هل أزيلت طبقات الغبار عن رفوف مكتبة المنزل، واعتني بها عناية تعوضها عن أيام الهجر والغياب؟

وفي الشأن المدرسي، درس الطلاب فهل قرأوا؟ ذاكروا فهل اطلعوا؟ امتحنوا فهل رافقوا الكتاب؟ أين هي الاحصائيات التي أعلنت أن 80% من طلاب الإمارات يقرؤون وجاءت نتائج الامتحانات لتقول إن 20 % هم من نجحوا في الامتحانات؟ ونحن نعرف أن القارئين لا يهزومون في الحياة فكيف بامتحانات المدرسة!! هل الخطأ في الاحصائيات أم أنه في نظام التقويم؟ أما بيئة العمل، فربما يكون هذا الشهر فرصة لمن أسس مكتبة للقراءة وافتتحها في حفل بهيج ثم نسيها.

شهر القراءة ليس احتفاء وفعالية، إنه ثقافة وسلوك.