محتجون أتراك (أرشيف)
محتجون أتراك (أرشيف)
الإثنين 13 مارس 2017 / 14:50

تركيا والصدام مع أوروبا.. تهديد قد يُمهد لاعتذار

24-القاهرة-أكرم علي

يبدو أن التصعيد المستمر بين أنقرة وهولندا لم يكن وليد الساعة وقد يكون نتيجة توتر مكتوم وفي الخفاء بين تركيا وأوروبا منذ فترة، ولاسيما عقب محاولة الانقلاب العسكري في تركيا يوليو (تموز) الماضي، وغيرها من الأمور الأخرى التي أثرت على مسار العلاقات وأبرزها تصويت البرلمان الأوروبي على تجميد مفاوضات انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، مما أدى إلى سرعة اشتعال الأزمة بين الجانبين مؤخرا.

مراقبون لتطورات الخلاف توقعوا عدم احتوائه سريعاً، بسبب ردود أفعال تركيا الصدامية والتي لا تعبر عن أي إشارات لتخفيف حدة هذا التوتر مع هولندا وغيرها من الدول الأوروبية الأخرى التي تحظر تجمعات يحضرها مسؤولون أتراك للحشد من أجل التصويت على التعديلات الدستورية في أنقرة.

أفعال انتقامية
ورأى سفير مصر الأسبق في تركيا رخا أحمد حسن أن ردود فعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزراء حكومته تبدو كأفعال انتقامية من الجانب الأوروبي بعد تجميد مفاوضات انضمام أنقرة إلى الإتحاد الأوروبي وهو الحلم الذي يعيش عليه نظام أردوغان منذ سنوات طويلة.

وقال السفير رخا حسن لـ24 إن أردوغان يواصل صنع عداءات دولية لبلاده من خلال ردود أفعاله الصدامية التي لا تؤدي إلى أي نجاح دبلوماسي في نهاية الأمر، وسيخسر المعركة في النهاية مثلما خسرها مع الجانب الروسي بعد أزمة إسقاط الطائرات العسكرية الروسية.

وأشار سفير مصر الأسبق في تركيا إلى أن تدخل الدول الأوروبية صاحبة النفوذ الأكبر مثل فرنسا وألمانيا سيكون لها ثقل كبير في الوقوف بجانب هولندا والسويد وغيرها من الدول التي تلقت تهديدات مباشرة من تركيا ولا يمكن الصمت عليها.

لا بديل عن الاعتذار
وتوقع مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير كمال عبد المتعال تقديم تركيا اعتذار لهولندا والدول الأوروبية الأخرى، لتهدئة الموقف وذلك في الموقف الصعب التي تمر به تركيا على الصعيد الدولي بعد أزمة روسيا وإجبار أنقرة على الاعتذار للحكومة الروسية بعد التهديدات التي أطلقتها.

وأوضح السفير عبد المتعال لـ24 أن هولندا من الدول التي لا تدخل في صدامات أو خلافات مع الدول الأخرى، ولكن هذه المرة هولندا رفضت الابتزاز وردت بكل دبلوماسية حتى ظهرت التهديدات الصدامية من قبل الرئيس التركي أردوغان مما دفع دول أوروبية أخرى للوقوف بجانب هولندا واتخاذ نفس النهج في التعامل مع تركيا.

وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق عبد المتعال إلى أن التصعيد الدبلوماسي ليس في صالح تركيا التي انجرفت لعدة صدامات قبل دخولها الاتحاد الاوروبي بما سيسفر عن تخوفات كبري.

وزاد التصعيد حدة، بعد أن منعت السلطات الهولندية في وقت لاحق، وزيرة الأسرة التركية فاطمة بتول صيان قايا، من حضور تجمع مماثل في نفس المدينة، حيث أعادتها السلطات الهولندية إلى حيث أتت، بينما اشتبكت قوات الأمن الهولندية مع متظاهرين، من ذوي أصول تركية في روتردام، كانوا يحتجون على منع اللقاء.

وشن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوما شرسا على السلطات الهولندية، واصفا ما قامت به بالفاشي والنازي، وملمحاً إلى أن تركيا قد تمنع دخول المسؤولين الهولنديين إليها، كما اتهم هولندا بالعمل لصالح معسكر الـ "لا" في الاستفتاء، الذي ستنظمه السلطات التركية يوم 16 أبريل (نيسان) المقبل، وشدد على أن "تركيا بتقدمها باتت تتحدى العالم بأسره، وأوروبا ترغب في الحد من هذا التقدم".