آليات أمريكية في محيط منبج.(أرشيف)
آليات أمريكية في محيط منبج.(أرشيف)
الثلاثاء 14 مارس 2017 / 14:57

أين خطة ترامب لمحاربة داعش؟

24- زياد الأشقر

خلال الحملة الإنتخابية للانتخابات الأمريكية، ركز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على القتال ضد داعش. وعندما بات رئيساً، وقع أمراً تنفيذياً يمنح جنرالاته 30 يوماً لوضع خطة لإلحاق الهزيمة بالتنظيم الإرهابي، ورفع إليه وزير الدفاع جيم ماتيس الخيارات في 27 فبراير (شباط).

عندما كان مرشحاً، وصف ترامب استراتيجية أوباما ضد داعش بانها كارثية، مع أنه لم يقدم خطة بديلة

ومع ذلك، تقول صحيفة نيويورك تايمز إنه من غير الواضح ما إذا كان السيد ترامب وضع خطة جديدة لهزيمة داعش، وخصوصاً أن المهمات التي هي قيد التنفيذ في العراق أو سوريا قررها الرئيس السابق باراك أوباما. وفيما حققت هذه المهمات نجاحات تكتيكية، فإنها تشير إلى تعميق التدخل العسكري الأمريكي في البلدين. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو هل سيستمر السيد ترامب بهذا الإتجاه أو سيسرعه؟

زيادة القوات الأمريكية

والأسبوع الماضي، أعلن المسؤولون الأمريكيون خططاً لمضاعفة تقريباً عدد قواتهم في سوريا بإرسالهم 400 جندي إضافي وقيل إن البنتاغون يدرس إرسال ألف جندي إضافي إلى الكويت كقوة إحتياط. ويدرس العسكريون الأمريكيون أيضاً إرسال مزيد من القوات إلى العراق حيث يقوم خمسة الآف أمريكي بتدريب القوات العراقية ومساعدتها. وعلى رغم ذلك من غير المتوقع إنخراط الأمريكيين في القتال البري، وإن كانوا يقتربون من الخطوط الأمامية.

وعندما كان مرشحاً، وصف ترامب استراتيجية أوباما ضد داعش بانها كارثية، مع أنه لم يقدم خطة بديلة. وبعدما بات في البيت الأبيض، يجب ألا يتجاهل التقدم الذي تحقق. وتوضح الصحيفة الأمريكية أن القوى المحلية بمساعدة الضربات الجوية الأمريكية قد استعادت أجزاء كبيرة من سوريا والعراق التي كان داعش قد استولى عليها عام 2014. وقد تمت في الأونة الأخيرة استعادة الجزء الشرقي من الموصل، ثانية كبريات المدن العراقية. وفي 19 فبراير (شباط)، شنت القوات العراقية معركة لإستعادة الجزء الغربي من المدينة، حيث هناك مليون نسمة عالقون في ظروف يائسة. والأسبوع الماضي، سيطرت ميليشيات مدعومة من الأمريكيين في سوريا الطريق الرئيسي الذي يربط الرقة بالأراضي التي تسيطر عليها داعش في محافظة دير الزور، لتسد بذلك طريق الفرار على مقاتلي التنظيم.

ضربة مدمرة
وتلفت الصحيفة إلى أن داعش كان يستمد شرعيته بشكل أساسي من احتفاظه بالأراضي، ولذلك فإن هذه الخسارات لمعاقله تعد ضربة مدمرة له. وفي الوقت ذاته، قتل الكثير من المقاتلين الإرهابيين من دون أن يحل محلهم آخرون. وبحسب دراسة أجراها معهد راند للأبحاث، فإن عوائد التنظيم الإرهابي من النفط والضرائب قد هبطت من 1,9 مليار دولار في 2014 سنوياً إلى أقل من 870 مليون دولار في 2016.

تسليح الأكراد

وتضيف الصحيفة أن أحد الأسئلة الصعبة التي تواجه ترامب هي ما إذا كان سيسلح الأكراد السوريين لقتال داعش. فالعسكريون الأمريكيون يعتبرونهم شركاء أساسيين في أي حملة لاستعادة الرقة، حيث يتحصن نحو أربعة آلاف مقاتل من داعش. المشكلة هي أن تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، تعارض تسليح الأكراد السوريين لأنها تعتبرهم إرهابيين على علاقة بالأكراد الذين يشنون حرباً إنفصالية في تركيا. وإذا لم يجرِ تسليح الأكراد السوريين فإن معركة الرقة ستتأخر وينتهي الزخم. وإذا اتخذت واشنطن قراراً يتعارض مع تركيا، فإن بإمكان الأخيرة الانتقام من خلال حظر الولايات المتحدة استخدام قاعدة إنجيرليك الجوية.

تجنيد عناصر جدد

وعلى الجبهة الديبلوماسية، فإن وزير الخارجية ريكس تيلرسون اختار بحكمة الاحتفاظ بالمسؤول الأبرز في وزارة الخارجية الذي كان يدير الإئتلاف الدولي ضد داعش وأعلن عن اجتماع لأعضاء الإئتلاف في واشنطن هذا الشهر. وهناك المزيد للنقاش، بما في ذلك كيفية تلبية حاجات المدنيين الذين هجرهم داعش ووسائل حكم المناطق المدمرة وإدارتها. إن ذلك أمر حاسم، لأن داعش على رغم هزيمته عسكرياً، فإنه قد يكون قادراً على تجنيد عناصر جدد وتشكيل خطر لسنوات مقبلة. ومن المؤسف أن ترامب لا يساعد من خلال أمره التنفيذي حظر السفر، الذي يعزز فقط رسالة داعش ضد الغرب.