من اجتماعات قمة عربية.(أرشيق)
من اجتماعات قمة عربية.(أرشيق)
الثلاثاء 14 مارس 2017 / 20:02

على أجندة القمة العربية

العقبات التي تعترض تنفيذ مبادرة السلام العربية تضيق هوامش تجاهل النظام الرسمي العربي الخيارات الأخرى، ومن بينها خيار "الدولة الواحدة"

اختار النظام الرسمي العربي المراوحة في دائرة الاسئلة الصعبة عند اتخاذه قرار التمسك بحل الدولتين للالتفاف على استعصاءات القضية الفلسطينية وهو يتجه إلى قمته الدورية التي تعقد في ظروف غير عادية .

يستند التمسك بإطار الحل المتآكل إلى قلق متزايد من أثر غياب المرجعيات، لكنه يبقى أقرب للاكتفاء بالنظر الى الشجرة وتجاهل ما تخفيه الغابة من مفاجآت قد تظهر في أي وقت.

بعض ما يثير القلق الفائدة التي يجنيها اليمين الإسرائيلي من بقاء الوضع على ما هو عليه بعد تحويله السلطة الفلسطينية إلى غطاء لإجراءات فرض الأمر الواقع على الأرض.

في موازاة القلق من الاستغلال الاسرائيلي لبقاء السلطة هناك المخاوف التي تثيرها احتمالات رحيلها الذي يتيح للحكومة الاسرائيلية حججاً جديدة لتبرير الإمعان في معزوفة غياب الشريك وتحويل ضم الضفة الغربية من فرضية متداولة إلى حقيقة تؤسس لحلول من المنظور الإسرائيلي.

التقاء النتائج التي تفضي إليها احتمالات بقاء ورحيل السلطة في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية يقلص إمكانية التعامل مع حل الدولتين باعتباره خياراً استراتيجياً ويضعه في إطار التكتيك.

الهوامش المتاحة للتكتيك لا تعدم فرص الاستفادة من رياح التسويات الإقليمية الخجولة في التأثير على الأطراف الدولية الفاعلة، لكن المؤشرات المتوفرة لا توحي بإمكانية فرض مبادرة السلام العربية القائمة على حل الدولتين.

العقبات التي تعترض تنفيذ مبادرة السلام العربية تضيق هوامش تجاهل النظام الرسمي العربي الخيارات الأخرى، ومن بينها خيار "الدولة الواحدة" الذي وضعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مائدة التداول الدولي بعد أن كان يطرح على استحياء في دراسة هنا وتقرير هناك مما يفرض الاستعداد لقفزات أوسع من المناورة والتكتيك.

تقاصيل الواقع الإقليمي والدولي ـ وما يمكن أن يتمخض عنها على المدى المنظور ـ تملي على النظام الرسمي العربي التفكير في كيفية الحد من الخسائر المحتملة لدى التعامل مع مخرجات التحولات، ولا بد أن يعبر البحث عن حلول من خارج الصندوق منعطف التسليم باستنفاذ قوة دفع مؤتمر مدريد وتلاشي أوهام اتفاق أوسلو وتجاوز الأحداث لإمكانية تطبيق مبادرة السلام العربية، مما يتطلب إيجاد مرجعيات مختلفة .

تشابك القضية الفلسطينية مع بقية قضايا المنطقة والحاجة إلى مرجعيات جديدة لعملية السلام يتطلبان إطلاق أفكار مختلفة عن المطروح عربياً من بينها السعي لعقد مؤتمر دولي يفضي إلى تسويات كبرى وتوفير مناخات لتجاوز ذهنية حل الدولتين إلى إزالة الغموض عن فكرة الدولة الواحدة بصيغتها الترامبية وتطويرها بالشكل الذي يتيح العدالة والتعايش بين سكانها.