الأحد 19 مارس 2017 / 08:36

مصطفى الآغا يكتب: وطن السعادة والإيجابية

أعيش على هذه الأرض الطيبة منذ 15 عاماً وفيها رأى ابني كرم وابنتي ناتالي النور، وبدأت رحلتي كأب في وطن نما أسرع مما نما ولداي، وكأنَّ الإمارات في سباق مع الزمن ولكنها لا تنافس سوى نفسها في هذا السابق.

وتشرفت بالتقاء العديد من مسؤولي هذا البلد الطيب، وتشرفت مؤخراً بهدية غالية جداً على قلبي، وهي نسخة من كتاب الشيخ محمد بن راشد الذي حمل عنوان "تأملات في السعادة والإيجابية" موقعة منه.

ومن يقرأ الكتاب الذي جاء على شكل قصص من تجارب الشيخ محمد بن راشد، سيعرف كيف ولماذا نهضت الإمارات ودبي..
وعندما وضعت بعضاً من عبارات الكتاب على حسابي بتويتر، كانت غالبية التعليقات تطالب باستنساخ ليس التجربة الإماراتية فقط، بل استنساخ أصحاب الفكر والمبادرة في هذا الوطن الذي أسس وزارات للسعادة والتسامح والمستقبل، وهي ليست شكلية أو بهرجة إعلامية، بل هي انعكاس لأسلوب حياة الإماراتي ومن يعيش على أرض الإمارات.

نعم نحن لسنا إماراتيين ولا نحمل جنسيتها، ولكننا ومن خلال تجربة سنوات طويلة نشعر أنه لا فارق بين مواطن ووافد في كل مجالات الحياة، ولهذا تجد الألماني والإيطالي والأميركي والأفريقي والعربي واللاتيني يرفع علم الإمارات في يومها الوطني، لأن هذا البلد أعطاه الحب والأمان والعمل والأهم الكرامة.

فالإيجابية هي طريقة تفكير والسعادة أسلوب حياة، فليس ما تملكه أو تفعله يجعلك سعيداً، بل كيفية تفكيرك بكل ذلك، هذا الكلام قاله الشيخ محمد بن راشد في توصيف دقيق لمعنى السعادة والإيجابية.

ولا أعتقد أنني يمكن أن أزيد على ما قاله الشيخ محمد بن راشد عندما كتب بكل شفافية: "ما دوري الحقيقي كقائد؟ ما وظيفتي الأساسية؟ أن أدير حكومة؟ ما دور الحكومة الحقيقي؟ هل دور الحكومة سن القوانين والسياسات وإنفاذها فقط؟ هل دورها هو حماية المكتسبات وحفظ الحقوق فقط؟ هل دورها هو توفير مقومات الحياة للمجتمع من صحة وتعليم وسكن وطرق وبنية تحتية فقط؟ ألا يمكن أن يكون لنا دور أكبر وأعمق وأكثر إلهاماً؟
نعم، يمكن أن يكون دورنا أعمق وأكثر تأثيراً وإلهاماً عندما نسعى لإسعاد الناس. دور الحكومات هو خلق البيئة التي يستطيع الناس من خلالها تحقيق أحلامهم وطموحاتهم وذواتهم، خلق البيئة وليس التحكم فيها.. نعم.. وظيفة الحكومات تمكين الناس وليس التمكن منهم".. نعم، وظيفة الحكومات تحقيق السعادة.

نقلاً عن صحيفة الاتحاد