الإثنين 20 مارس 2017 / 14:04

هزاع بن زايد والتعليم المبكر.. حاضر الإمارات ومستقبلها

تُشكّل مبادرة نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، الخاصة ببرنامج "الطفولة المبكرة" في مرحلته الأولى، تأسيساً لمنظومة التعليم وصناعتها المستقبلية، بما يتناسب مع واقع الإمارات، انطلاقاً من التطور والتحديث في مختلف المجالات، ومنها بالطبع مجال التعليم، هذا أولاً.

أما ثانياً فهذا الأمر يُمَكِّن المؤسسات التعليمية والتربوية من القيام بدورها، وخاصة مؤسسة التنمية الأسرية التي ترأسها "أم الإمارات" الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وثالثاً: بما يؤهل الإمارات على أن تكون شريكا فاعلاً على المستوى الدولي، عبر ما سيتم من تطور في مؤسسات التعليم ومنظومتها من خلال الرؤى والاستراتيجيات، وتحقيق الأهداف الدولية ذات الطابع المستقبلي.

وتُشير القراءة الأولية لفكرة البرنامج إلى أن الاهتمام بالتعليم في الإمارات لم يعد مٌكْتَفِياً ـ على مستوى التنظير، وتبعات ذلك على مستوى التطبيق ـ بالمراحل: الجامعية والثانوية والإعدادية والابتدائية، بل هو يسعى إليه اليوم، بدءاً من أبريل المقبل إلى إيجاد أرضية تعليمية تهيئ الأطفال إلى المراحل التعليمية المقبلة، دون أن يكون لذلك تأثير على الجانب العاطفي لجهة العلاقة مع الوالدين والأسرة عموما في هذه السن المبكرة، كما لا يؤثر سلباً على حاجة الطفال للتسلية واللعب.

الرهان إذن على التربية الحديثة للأطفال من خلال تمكين الأطراف المعنية بهذه المسألة لأجل مستقبل أفضل للأجيال المقبلة، كما جاء في كلمة الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان:" إن تمكين الأسر والمختصين ضرورة لتربية الأطفال وفق مناهج تفاعلية حديثة وناجعة.. .أن رعاية الأطفال بصورة علمية سليمة في مرحلة ما قبل رياض الأطفال تضمن تنشئة أجيال تمتلك المهارات اللازمة لخوض تجربة تربوية فعالة ومخرجات معرفية متطورة "، وكل هذا من أجل المستقبل بما يحمله من رخاء وسلم و حفاظ على المكتسبات، وأيضا ما يتحقق من تماسك وتعاون بين أفراده، وهو بلا شك خطاب ينقل الحاضر بما فيه من استقرار وسلم اجتماعي وسعادة إلى المستقبل، ويعمل من أجل ان يكون المستقبل أفضل حينما يصبح هو الزمن المعاش.

مباردة الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، هي على النحو السابق حديث الحاضر والمستقبل، وهي أيضا العمل الجاد والهادف لدفع حركة المجتمع إلى الأمام، كون أن برنامج الطفولة المبكرة ـ كما أكد ـ " سوف يلقي الضوء على التجارب المجتمعية الناجحة على مستوى الأسر وسوف يفتح المجال لمزيد من المبادرات المبتكرة".

من ناحية أخرى فإن برنامج الطفولة المبكرة يعتبر منهجاً تكاملياً شاملاً يسعى لتحقيق ثلاثة أهداف أساسية، الأول: التطوير العملي للأطفال ليكونوا متمسكين بقيمهم وأبناء عصرهم، متفاعلين مع المدنيَّة الحديثة، ومتعايشين مع الثقافات الأخرى، وذلك من خلال تنمية مهاراتهم وإكسابهم المعارف الحياتية المختلفة، وتنمية قدراتهم الاجتماعية والعاطفية والحسية والبدنية والثقافية في سن مبكرة، تؤهلهم لأن يكونوا عناصر فاعلة ومؤهلة وقادرة على المشاركة في بناء مجتمعهم وتطويره.

الهدف الثاني: تمكين الأسرة والقائمين على تربية الأطفال وتزويدهم بالمهارات والوسائل والأدوات اللازمة لرعاية الأطفال وتنشئتهم وفق أسس علمية، حيث يوفر ورشا توعوية تفاعلية وتدريبية للأسر لتعزيز مهاراتها وخبراتها، إضافة إلى توفير مصادر تعليمية إلكترونية وغيرها من وسائل معرفية، بالإضافة إلى قنوات استشارية للأسر والقائمين على تربية الأطفال ضمن برنامج الطفولة المبكرة. ابتداءً من شهر أبريل 2017 في 15 مركزاً من مراكز مؤسسة التنمية الأسرية الغربية والوسطى والشرقية.

الهدف الثالث: توفير بيئة خصبة، ومصادر ومراجع للبحث العلمي في مجال الطفولة المبكرة، وإتاحة تلك المصادر والمراجع للباحثين والدراسين والأسرة.

هذا البرنامج المستقبلي يستهدف الأسر التي لديها أطفال من الشهور الثلاثة الأولى إلى الأربعة أعوام، ويقوم في مرحلته الأولى على تمكين وتوعية الأسرة والقائمين على تربية الأطفال بأهمية التنمية المبكرة للأطفال، كما سيتم استحداث فئات جديدة ضمن فئات جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك لأسرة الدار خاصة بهذا المجال لتعزيز الممارسات الأسرية المميزة والتعريف بها في المجتمع، وتسليط الضوء على النماذج الناجحة والمواهب المميزة، وفي ذلك كله انتصار للإمارات وهي تتجه نحو مستقبل يركز على التعليم في كل مراحله.