التعلّق الزائد بالماضي يسبب التوتر
التعلّق الزائد بالماضي يسبب التوتر
الثلاثاء 21 مارس 2017 / 22:32

هل تعيش في الماضي أكثر؟ إليك طبيعة المشكلة والحل

24 - منال داود

الحنين إلى الماضي وذكرياته الجميلة شعور جميل وإيجابي يساعد على إبقاء أجمل الذكريات حية ما يعزّز الحالة المعنوية والثقة بالنفس. لكن في بعض الأحيان تسبب استعادة الذكريات بعض الآلام والأحزان، فإذا أدى الحنين إلى الحزن يصبح سلبياً. أما إذا كان الإنسان متعلقاً بالماضي ويعيش فيه أكثر من الحاضر يتحول الأمر إلى مشكلة نفسية تسبب التوتر وتستهلك طاقة الإنسان دون طائل.

على المريض أن يقول ويقنع نفسه بأن ما حدث في الماضي ليس قاعدة حاكمة للحاضر، ولا يتكرّر بالضرورة

إذا كان الأمر كذلك، ينصحك خبراء علم النفس بتذكّر أن الأمر بالكامل يحدث داخل ذهنك، فهناك 3 شبكات رئيسية نشطة داخل الدماغ، الأولى: شبكة التنبّه التي تنشط عندما يكون لديك مهمّة في يديك تنجزها. والثانية: الشبكة الافتراضية التي تنشط عندما تكون خاملاً فتعيش معها أحلام اليقظة أو تخاطب نفسك.

أما الشبكة الثالثة فهي: الشبكة الصامتة، التي تقوم باستعراض عمل كل من الشبكتين، وتقم بتنشيط الشبكة المناسبة حسب مقتضيات الحاجة. لذا عندما تكون الشبكة الافتراضية نشطة أكثر من اللازم مقارنة بالشبكتين الأخريين يزداد الاكتئاب، والقلق، والميل لتناول المخدرات.

لماذا يحدث ذلك؟ هناك أسباب عديدة لهذه الحالة، منها وجود صدمة أو صدمات نفسية في الماضي والتي تختلف درجتها وحدتها من حالة لأخرى. قد يكون سبب هذه الصدمات إهانات صغيرة لكنها متكرّرة حدثت أثناء الطفولة سواء من المشرفين على الرعاية أو المدرسين، أو من زملاء المدرسة.

تولّد هذه الصدمات مشاعر سلبية متجددة، فيشعر الإنسان بأنه لا قيمة له، أو بأنه غبي أو يفتقد الذكاء المطلوب إلى النجاح، ما يمنع شبكة التنبّه من النشاط كما ينبغي، فتقل المشاركة في الحاضر، وتتم رؤية الماضي دائماً باعتباره وثيق الصلة بالحاضر أو محكوماً بقوانينه.

ما العلاج؟ على المريض أن يقول ويقنع نفسه بأن ما حدث في الماضي ليس قاعدة حاكمة للحاضر، ولا يتكرّر بالضرورة، وعليه أن يلتمس كل إجراءات العون على إقناع نفسه بذلك، ورفع حالته المعنوية، وبناء ثقته في ذاته وفي إمكانية بناء حاضر مختلف.