لقطة من فيلم "الريس" في سينما باسطنبول.(رويترز)
لقطة من فيلم "الريس" في سينما باسطنبول.(رويترز)
الخميس 23 مارس 2017 / 14:14

عبادة أردوغان لا تضمن الانتصار في الاستفتاء على الدستور

24- زياد الأشقر

في قاعة مسرح بوسط اسطنبول، كان شخصان فقط يشاهدان فيلماً عن نشأة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يتوقع أن يبقى رئيساً لتركيا حتى 2029 على الأقل.

اللعب على وتر القومية، هو أحد الوسائل الفضلى لحصول الحزب الحاكم على مزيد من الأصوات في سباق مشدود

 وكتبت مارغريت كوكر في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن الهبوط المفاجئ في الإقبال على شباك التذاكر لحضور فيلم "الرئيس" أو "ريس" بالتركية، يشير إلى الصعوبات التي يواجهها أردوغان وحزبه في إقناع الأمة بالتصويت بـ"نعم" في 16 أبريل (نيسان) على الاستفتاء على التعديل الدستوري الذي يعتبر تصويتاً على شعبية أردوغان نفسه.

وتوحي استطلاعات الرأي مأزقاً لدى الناخبين المحتملين في ما يتعلق بسلسلة من التعديلات المقترحة التي من شأنها إعادة تشكيل الديمقراطية في تركيا ويمكن أن تتيح لإردوغان تمديد فترة حكمه التي مضى عليها 14 عاماً، عقداً آخر.

مخاطر على الاقتصاد

وتقول كوكر إن تصويتاً بـ"نعم" سيدعم التحول في تركيا من النظام البرلماني إلى مؤسسة قائمة على الرئاسة التنفيذية التي تتمتع بصلاحيات مهمة لهيكلة التشريع وتعيين القضاة. وهذا ما يبرر الحماوة للحملة الانتخابية مع وجود مخاطر تهدد اقتصاد السوق الذي شهد ازدهاراً في مرحلة من المراحل. فأردوغان يحكم الآن بموجب حالة الطوارئ التي تلت محاولة انقلابية فاشلة في الصيف الماضي، لكنه يكافح في ظل اقتصاد متراجع وتهديدات إرهابية من داعش وحزب العمال الكردستاني.

ظروف غير عادلة
ويقول مسؤولو المعارضة إنه من شأن التغييرات الدستورية تقوية الاتجاه نحو حكم استبدادي. وينتقد أصحاب حملة "لا" المتوزعين على الطيف السياسي، ما يقولون إنه الظروف غير العادلة لعملية الاقتراع، التي تجري في ظل سجن عشرات النواب ومنتقدي الرئيس واغلاق نحو 160 وسيلة اعلامية معارضة. وتستأثر حملة "نعم" بأثير شبكات إما هي موالية للحكومة أو أنها تخشى الانتقام إن هي عرضت الآراء المعارضة لإردوغان.

القوميون الأتراك
ويقول حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه إردوغان إن الاستفتاء سيؤذن بعهد جديد من الازدهار لتركيا. فالحملة تهدف إلى الوصول إلى خارج قاعدة الحزب وجذب أصوات من القوميين الأتراك- وهم مجموعة تزدري إردوغان عموماً لكنها ساعدت حزب العدالة والتنمية على تمرير الإصلاحات الدستورية في البرلمان في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتشير الكاتبة إلى أن الحزب الحاكم يسعى إلى زرع شعور مناهض لأوروبا من خلال تبادل الاتهامات مع هولندا على خلفية رفضها السماح لوزراء من حزب العدالة والتنمية بالقيام بحملة في أوساط المهاجرين الأتراك هناك.

وتر القومية

وترى مؤسسات استطلاع أن اللعب على وتر القومية، هو أحد الوسائل الفضلى لحصول الحزب الحاكم على مزيد من الأصوات في سباق مشدود. وتشير إلى أن شريحة كبيرة من الناخبين المترددين تتوزع بين كتلتين ديموغرافيتين: قوميون ومحافظون أكراد دعموا في السابق حزب العدالة والتنمية. ويقول مؤسس مركز متروبول للأبحاث الاستراتجية والاجتماعية أوزير شنكار إن أي شخص يريد النجاح في هذا الاستفتاء عليه أن يحلل هاتين الديموغرافيتين.

ويقر بعض مسؤولي حزب العدالة والتنمية سراً بأنهم قلقون من أن ناخبي العدالة والتنمية سيقترعون ب "لا" بسبب قلقهم على الاقتصاد، مع ارتفاع البطالة للسنة السابعة على التوالي. ويهدد تراجع الاقتصاد إرث أردوغان الذي قاد اقتصاداً قوياً خلال فترة حكمه كرئيس للوزراء ورئيساً على مدى 14 سنة.