مقاتلون يتابعون كلمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التلفزيون. (أرشيف)
مقاتلون يتابعون كلمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التلفزيون. (أرشيف)
الخميس 23 مارس 2017 / 14:15

التلفزيون وسيلة ترفيهية رئيسية.. لمحاربة داعش!

استجابة لأمر تنفيذي صادر عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قدم قادة عسكريون أمريكيون توصيات إلى البيت الأبيض لأجل تدمير خلافة داعش المزعومة في العراق وسوريا.

 وكتبت باولا دوبريانسكي، باحثة في مشروع مستقبل الديبلوماسية لدى جامعة هارفارد، وآرون لوبيل، مؤسس ورئيس موقع أمريكا أبرود، في مجلة بوليتيكو، أن خطة البنتاغون للقضاء على داعش أوسع وأشمل. وهي تقوم الخطة على الإقرار بوجوب استخدام "جميع عناصر القوة الوطنية"، لمهاجمة المصادر الرئيسية لداعش، بما فيها إيديولوجيته.

حركة فكرية راديكالية
يقول الباحثان إن ذلك الإقرار ليس جديداً. فقبل أكثر من عشر سنوات، وعندما كانت الولايات المتحدة تركز على تدمير القاعدة عسكرياً، لفتت لجنة 11/9 المشكلة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إلى أن التنظيم الإرهابي ليس إلا تجسيداً "لحركة فكرية راديكالية في العالم الإسلامي، ستشكل خطراً على الأمريكيين والمصالح الأمريكية، وإن تم قتل أو اعتقال أسامة بن لادن والمحيطين به".

هدفان
وخلصت اللجنة إلى استنتاج أنه "يجب أن تستند استراتيجيتنا لتحقيق هدفين: تفكيك شبكة القاعدة، والقضاء على إيديولوجية أدت لبروز الإرهاب". وتقول دوبريانسكي وزميلها لوبيل إذا "استبدلنا القاعدة بداعش، فإن توصيات اللجنة تبقى صالحة اليوم".

وبحسب الباحثان إن مجرد وجود داعش اليوم هو برهان على أن الأمريكيين لم يأخذوا تلك التحذيرات على محمل الجد. لم تكرس الولايات المتحدة أية موارد ضرورية للتغلب على إيديولوجية التنظيم المتطرف. وإن تحقيق ذلك يتطلب وضع برنامج لدعم وتمكين قوى معتدلة في العالم الإسلام، وإعلاء صوت من يسعون لنشر قيم التعددية وحكم القانون وحقوق النساء، والفكر النقدي والابتكار. ويمكن تطبيق أكثر الوسائل فعالية في تحقيق تلك الأهداف عبر التأسيس لشراكات جامعة مع أكبر المنافذ الإعلامية وأكثرها مصداقية في العالم الإسلامي.

حقيقة ثابتة
ويذكر دوبريانسكي ولوبيل بما قاله نابليون بونابرت: "في الحرب، يُخشى من أربعة صحف معادية أكثر من مائة حربة". ويرى الباحثان أن المتطرفين يدركون أن تلك الحقيقة ما زالت سارية حتى يومنا هذا. إنهم يكرسون موارد وطاقات هائلة لاستراتيجية التواصل التي توظف منصات إعلامية تقليدية وحديثة. ويقال إن هناك ما يزيد عن 120 قناة تلفزيونية تبث التطرف أو الطائفية في الشرق الأوسط، وتوجه عشرات الملايين من المشاهدين عبر موجات فضائية.

الاهتمام بالشباب
ويشير الباحثان إلى عدد من القنوات تلفزيونية في الشرق الأوسط التي يديرها متنورون يدركون أن الرد الأمثل على التطرف يتحقق عبر بث برامج تلهم وتقوي الشباب باعتبارهم يشكلون غالبية مشاهديهم. وتأكيداً لذلك، يستعيدان مسلسل" سيلفي" الذي عرض في رمضان الماضي، والذي ركز عدد من حلقاته الكوميدية النقدية على أفكار المتشددين، وكشفت زيفها في قالب نقدي كوميدي وصل إلى ملايين المشاهدين.

برامج ترفيهية
ويرى الباحثان أن ملايين من المشاهدين من شباب الشرق الأوسط بحاجة إلى هذه النوعية من الدراما والبرامج الترفيهية التي تعكس ثقافة الاعتدال في مجتمعاتهم، ويمكن تعميمها على محطات تلفزيونية إقليمية عدة، وهي توفر فرصاً لتوعية الناس، وتأصيل أفكار التسامح والاعتدال والتعاون بين جميع شرائح المجتمع.