مقاتل في جوبر بضواحي دمشق. (أرشيف)
مقاتل في جوبر بضواحي دمشق. (أرشيف)
الخميس 23 مارس 2017 / 14:50

أي تأثير لمكاسب المعارضة السورية الأخيرة على محادثات جنيف؟

مع معاودة محادثات جنيف السورية اليوم الخميس، كتب الصحافي الفرنسي جورج مالبرونو إن شعوراً بالاحباط يسود المعارضة السورية.

في محافظ إدلب التي نقل إليها المعارضون من ضواحي دمشق وحمص وحلب، يهدد خطر التطرف التوازن مع التمرد غير الجهادي

ويقول في صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن الهجوم الأخير للثوار على العاصمة دمشق واستعادة بعض المواقع حول مدينة حماة لا يجب أن تثير أوهاماً. ويذكر بما قاله الباحث توماس بييريه بعد سقوط حلب في أواخر ديسمبر (كانون الأول الماضي) من أن "الانتفاضة ضعفت والمقاتلين محبطون...النظام لا يزال يسترد مناطق، وهو ما لن يضطره إلى القيام بأي تنازلات" على طاولة المحادثات.

تبدل المعادلة
فمنذ التدخل الروسي العسكري المباشر في خريف 2015، قلب النظام المعادلة. وإضافة إلى حلب الشرقية، خسر المعارضون مواقعهم القوية في ضاحية دمشق. وتتوقع غالبية الخبراء سقوط دوما أحد المعاقل الأخيرة للمعارضة في الضواحي الشرقية لدمشق. ويقول ديبلوماسي في بيروت إنه "خلال سنة لحقت هزيمة كبيرة بالمعارضة المعتدلة".

خطر التطرف
وفي شمال غرب سوريا، وتحديداً في محافظ إدلب التي نقل إليها المعارضون من ضواحي دمشق وحمص وحلب، يهدد خطر التطرف التوازن مع التمرد غير الجهادي، بحسب مالبرونو. فبعد إجلائهم القسري من من حلب، لجأ مقاتلون معتدلون إلى تركيا، وانضم آخرون إلى جماعات متطرفة، بينما دارت مواجهات بين كتائب معتدلة وجبهة فتح الشام التي تسيطر على إدلب.

أحرار الشام
ويرى مالبرونو أن تطور حركة أحرار الشام السلفية، وهي الأقوى بين الفصائل المسلحة غير الجهادية، ستكون مصيرية، متسائلاً: "في أي اتجاه ستقع؟ في اتجاه الراديكاليين الذي يطالبون بتحالف مع الجهاديين. في اتجاه الواقعيين والحريصبن على إبقاء الروابط مع قاعدتهم الخلفية، تركيا؟". ويضيف أن لجوء المتمردين إلى المناطق الريفية المحافظة في إدلب تهدد بخدمة الجهاديين المعتادين على العمل السري.

الأردن

وينقل عن مصادر وزارة الخارجية الفرنسية أن "الرعاة الإقليميين للمعارضة لا يبدون مستعدين للعودة إلى منطق المواجهة مع النظام". ويدير المنطقة الحدودية مع الأردن المحررة في غالبيتها من سيطرة النظام، نحو 20 ألف مقاتل. ويقول باحث آخر إن "هؤلاء المقاتلين صاروا حراس حدود لصالح الأردن وبموافقة السعودية".

ويوضح مالبرونو إنه منذ التدخل العسكري المباشر في سوريا، أقفلت عمان مركز العمليات العسكري الذي فتحته دول التحالف العربي-الدولي والمخصص لتزويد المقاتلين السلاح ووسائل الاتصالات. وبعدما طاولتها العمليات الإرهابية، أقفلت حدودها مع سوريا. وباختصار، صار مقاتلو المعارضة يركزون على القتال ضد الجهاديين من جيش خالد بن الوليد القريب من داعش، وإن كانوا يهاجمون أحياناً قوات النظام.

تركيا
وفي الشمال، على الحدود مع تركيا، ينطبق الأمر نفسه على أنقرة والفصائل المتحالفة معها في عملية "درع الفرات". فقد أقفل مركز العمليات العسكرية في تركيا أيضاً، بحسب مسؤول دولي مكلف الوضع في سوريا. ويقول المصدر في وزارة الخارجية الفرنسية إنه "ليس لأي من الأردنيين والأتراك مصلحة في إعادة إطلاق منطق المواجهة نظراً إلى التفوق الروسي والتهديد الإرهابي على أبوابهم والمعطيات الأمريكية الجديدة".

ويلاحظ بعض المراقبين انسحاباً ما للسعوديين من الملف السوري، و"لم يبق إلا قطر لتغذية التمرد". ويتساءل مالبرونو: "هل هي صدفة أن يشارك أحد وكلائها، فيلق الشام، القريب من الإخوان المسلمين في الهجوم على العاصمة إلى جانب جماعات جهادية؟".

ويقول مالبرونو: "أي خيارات باقية للمقاتلين غير المتطرفين؟ خيارات قليلة في الواقع"، مشيراً إلى النداء الذي وجهه الزعيم الجهادي محمد الجولاني أخيراً للانضمام إلى صفوف القاعدة، قائلاً: "الأبواب مفتوحة".