الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.(أرشيف)
الجمعة 24 مارس 2017 / 15:12

الماكينة الدعائية لأردوغان.. سوريالية وسخيفة

وصفت بارسين يينانج، كاتبة سياسية في صحيفة حريت التركية الآلة الدعائية للحزب الحاكم في تركيا، بأنها سخيفة أو خيالية لا تمت للواقع بصلة.

هناك استراتيجية محسوبة بدقة من وراء كل تصريح يدلي به إردوغان، وأقواله لا تأتي من فراغ

فعند الاستماع لبعض تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو مستشاريه، قد يجد المرء نفسه كأنه يعيش في عالم آخر. ووصل الأمر لدرجة أن أحد كبار مستشاري الرئيس أوحى بأن قوى أجنبية حاولت في عام 2013 "قتل أردوغان بواسطة تحريك أشياء عن بعد".

افتراض

وبرأي يينانج، لو لم يفترض أن الغالبية العظمى من المجتمع التركي جاهلة إلى درجة تصديق كل ذلك الهراء ، لربما كان صعباً فهم قدرة أردوغان على ضمان الفوز في انتخابات متعاقبة، وهو محاط بهكذا فريق غائب عن الواقع.

3 مستويات
وهناك ثلاثة مستويات من البروباغندا العاملة في خدمة قيادة آي كي بي. أولاً، تقول يينانج، هناك المستوى المعتدل من الحزبيين، وهم يمثلون الخط الأول من التواصل مع الناس، وليس بينهم حاملو شهادات علمية مرموقة. ويشكل هؤلاء جزءاً من الرسالة التي يريد آي كي بي إيصالها للأتراك البسطاء. وهؤلاء لا تحكمهم أو تديرهم نخب سياسية، بل أشخاص عاديون مثلهم. إنهم يريدون أن يتطلع الأتراك إلى الكوادر ويقولوا: "نعم واحد منا يحكمنا".

وقع مخيف

والمستوى الثاني يتمثل برجال ونساء مهمتهم الرئيسية تنظيم حملات لتشويه سمعة معارضي آي كي بي، وتشكيل حالة من الخوف من جميع المعارضين. ويسعى هؤلاء لتشتيت أفكار الأتراك وصرفهم عن قضايا رئيسية. وهناك أيضاً صنف آخر من الأشخاص من نفس المستوى. وتتلخص مهمة هؤلاء في تضخيم الأشياء. فإن كانت تركيا مثلاً على خلاف مع روسيا، يهاجمون روسيا. وإن قررت الحكومة إصلاح الجسور مع روسيا، فهم يدافعون عن حسنات التصالح مع روسيا.

والمستوى الثالث خفي ويكمن في العقل الحقيقي الذي يرسم استراتيجيات التواصل. هؤلاء يوظفون كل الوسائل العلمية الممكنة للسيطرة على أفكار الناس. إنهم يوجهون جميع الأخبار الدولية والمحلية، ويستخدمون تكنولوجيا متطورة لقياس مدى تأثير الأخبار أو التصريحات، أو عدم اكتراث الأتراك لها.

استراتيجية محسوبة

وبحسب الكاتبة، هناك استراتيجية محسوبة بدقة من وراء كل تصريح يدلي به أردوغان، وأقواله لا تأتي من فراغ. وفي مقابل شبكة العمل المعقدة تلك يقف حزب الشعب المعارض، الذي أخفق في تطبيق نفس الاستراتيجية. فالحزب يشتكي دوماً من استخدام آي كي بي لجميع الآليات الرسمية للترويج لحملاته، وبأن جميع خطوط الاتصالات مغلقة أمامه. ولكن يفترض بحزب الشعب إيجاد بديل، ووسائل أكثر ابتكاراً من أجل إيصال رسالته.

إخفاق
وتقول يينانجي، أخفق حزب الشعب التركي المعارض في الترويج لحملاته بسبب افتقاره لفريق تواصل قادر على منافسة المهارات الفكرية والتقنية التي يمتلكها الفريق التابع لآي كي بي.
ومن خلال استراتيجية التواصل الناجحة والمهنية التي يمتلكها آي كي بي، قد يتبادر للأذهان أن الحزب الحاكم في تركيا سيطبق نفس النهج والحرفية في مجالات آخرى، كالاقتصاد أو السياسة الخارجية التي صارت ضحية بروباغندا الحكومة التركية.