شرطي بريطاني أمام البرلمان.(أرشيف)
شرطي بريطاني أمام البرلمان.(أرشيف)
الجمعة 24 مارس 2017 / 15:07

كيف تحول رب عائلة خمسيني إلى متطرف عنيف؟

حاولت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية اقتفاء أثر خالد مسعود (52 سنة) منفذ هجوم وستمينستر، الذي تحول من رب أسرة إلى متطرف عنيف.

مسعود تحرك وحده في هجوم لندن، إلا أن معتقداته المتطرفة ليست معزولة

فبالنسبة إلى جيرانه والشرطة، ليست في حياة مسعود أمور كثيرة تشير إلى تحوله إلى الإرهاب. وعلى غرارالتحقيقات في الكثير من الهجمات في أوروبا، على المحققين جمع جانبي حياة الرجل - رب أسرة تقي ومتعصب عنيف - حتى تحاول أن تجد إجابة لكيف قرر أن يقتل آخرين في شوارع لندن باسم أيديولوجيته.

أسرة هادئة
وقال جيران مسعود إنه كانت لديه أسرة هادئة وكانوا يرونه يشذب الحشائش في حديقة المنزل بصورة منتظمة. وكان رافيار صديقي في متجره مساء الاربعاء عندما وقعت الأحداث التي جعلت هذه المنطقة الفقيرة في برمينغهام، ثانية كبرى المدن البريطانية، محط الأنظار. وقال صديقي للصحيفة: "أرى رجال شرطة مسلحين. يطلبون مني أن أذهب إلى الخلف، داخل المتجر". وعندما سمح لصديقي بالخروج، وجد الشرطة تقتاد رجلاً وقد غطت وجهه.

اعتقالات
وبعد الهجوم ألقت الشرطة القبض على عدد من الأشخاص في محاولة لمعرفة كيف تحول مسعود إلى التطرف. وقالت امرأة شابة تدعى عائشة حسين (24 عاماً) وترتدي الحجاب من مكان يعتقد أنه شقة مسعود: "مخيف جداً أن تعرف أن شخصاً يقيم هناك يمكنه أن يقوم بما قام به".

ورصدت الصحيفة صددمة واسعة في شارع هاغلي رود، حيث كان منزل مسعود، لافتة إلى أن أكثر المتاجر التي استهدفتها مداهمة الشرطة يملكها إيرانيون شيعة، وهم بحكم اختلاف المذهب، يعارضون ما يمثله التشدد السني وفكر جماعات مثل داعش.

وتقول الصحيفة أيضاً إن تحول مسعود للعنف كان أيضاً أمرا محيراً للخبراء، وفي كلمتها بعد الحادث، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي إن مسعود كان معروفاً لأجهزة الاستخبارات، ولكنه كان شخصاً هامشياً في التحقيقات. وتملك الاستخبارات الداخلية ملفاً لمسعود، وتقول الشرطة إنه يستخدم أسماء مستعارة عدة.

حلقات مفقودة
ومساء الخميس قالت الشرطة إنه مولود في دارتفورد ومسجل باسم أدريان إلمز وعاش في راي وكراولي وإيستبورن. وكان هدفاً محتملاً للمراقبة. ولكن ليس واضحاً بعد مدى الانتباه الذي أعطي له وما إذا كانت ثمة حلقات مفقودة. ويفترض خبراء بأنه ظهر على هامش واحدة من خطط إرهابية أحبطت في برمينغهام في السنوات الأخيرة.

وتقول السلطات إن مسعود تحرك وحده في هجوم لندن، إلا أن معتقداته المتطرفة ليست معزولة. فهو معروف بأنه قريب من أفراد راديكاليين في برمينغهام، بحسب قول مسؤول. وقد لا يكون الأفراد الذين اعتقلوا بعد الهجوم على اطلاع مباشر بنواياه، إلا أنهم قد يستطيعون إلقاء الضوء على الطريقة التي وصل بها إليهم. فالمسألة الأهم هي تحديد حجم الاتصالات التي يمكلها مسعود، إذا كانت موجودة، مع داعش أو القاعدة، وهو ما قد ما يكشف مخططات أخرى.