ضخ الرمال والماء في آبار استخراج النفط الصخري (لاستامبا)
ضخ الرمال والماء في آبار استخراج النفط الصخري (لاستامبا)
السبت 25 مارس 2017 / 15:53

تقرير: إنتاج النفط الصخري الأمريكي معرض للخطر بسبب ندرة الرمال

تتعرض صناعة استخراج النفط الصخري، إلى خطر حقيقي، ربما ينتهي بها إلى الانهيار، وفق تقرير لصحيفة لاستامبا الإيطالية السبت.

وأوضحت الصحيفة أن النفط الصخري، الذي مثل منافساً شرساً في السنوات القليلة الماضية، بعد ارتفاع الأسعار، للنفط التقليدي، يُواجه اليوم إلى جانب انهيار الأسعار التي أثرت كثيراً على مردودية القطاع، خطراً أكبر بكبير بسبب انهيار المخزونات من الرمل، وندرة الرمال الضرورية لحقن الفراغ التي يُخلفها استخراج النفط، من جوف الأرض، لتفادي الانهيارات الأرضية، والتسبب في تعاظم الأنشطة الزلزالية في مناطق الاستخراج.

ندرة رمال
ونقلت الصحيفة عن خبراء في النفط الصخري الأمريكي، أن كامل شركات الاستخراج تواجه مشكلة عويصةً اليوم بعد ندرة الرمال في الأسواق الأمريكية، وارتفاع سعرها الكبير والسريع، بعد تزايد الطلب عليها، ما يُعرض شركات النفط الصخري، إلى خطر التوقف تماماً في مطلع العام المقبل، بسبب تعذر الحصول على الكميات المناسبة من الرمال، التي تُعد المادة الخام الأولى لضمان استخراج النفط بكميات تجارية كبيرة ومستمرة.

وحسب الصحيفة فإن غياب النفط، يعني توقف هذه الشركات عن العمل، بما أن تقنية الاستخراج البسيطة في حد، تقوم على ضخ كميات ضخمة من الرمال والمياه، في جوف الأرض والآبار النفطية، لتفتيت الصخور في الأعماق وتفجيرها، لاستخراج نفطها.

وبهذه الطريقة يُمثل الرمل مخلوطاً بالماء، مادة التفجير المثالية للطبقات والصخور الأرضية، إلى جانب سد بعض الفراغات الناجمة عن تفتيت الصخور على أعماق كبيرة أحياناً.

وإذا كانت التقينة المستعملة لاستخراج النفط الصخرية بسيطة نسبياً، إلا أنها تقتضي في المقابل نوعية معينة من الرمال التي تتوفر فيها شروط ومواصفات فنية غير موجودة في أكثر الرمال الموجودة في البلاد المتحدة.

رمال خاصة وكُلفة
وحسب الصحيفة، فإن أفضل أنواع الرمل المستعمل في صناعة النفط الصخري، لايوجد إلا في بعض المناطق من الوسط الغربي الأمريكي، ومنها تنقل الرمال إلى مناطق الاستخراج خاصةً في تكساس جنوب البلاد.

ومع ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات هامة، شهد الاستثمار في النفط الصخري، بالاعتماد على الرمال، نمواً كبيراً، مع ما رافقه من اشتداد الطلب على المادة الخام الأساسية، لتتراجع بذلك كميات المخزونات الطبيعية غير القابلة للتجدد من الرمال، إضافة إلى ارتفاع الأسعار بعد زيادة الطلب، ما جعل كلفة نقل الرمل من الوسط الغربي، إلى تكساس التي تبعد أكثر من ألف كيلومتراً باهضة جداً، فضلاً عن قرب نفاذها بشكل كامل تقريباً. 

نفاد مخزون
وأوضحت الصحيفة أن نمو إنتاج النفط الصخري، سيكون في حدود 30% في 2017، و30% تقريباً أيضاً في السنة القادمة 2018، ولكن هذا النمو، معرض لانتكاسة كبرى مع بداية 2018، سنة عجز المخزون من الرمال في الولايات المتحدة عن تلبية احتياجات هذه الصناعة من الرمال الحيوية لها، ولاستمرارها في الإنتاج، بسبب تراجع الرمل المتوفر من جهة، ثم ارتفاع أسعار هذه المادة النادرة، ما سيؤثر بشكل كبير على مردودية هذه الصناعة في وقت قصير، وذلك في ظل المؤشرات على استمرار أسعار النفط التقليدي عند المستويات الحالية على امتداد فترات طويلة مقبلة.