حي الموصل الجديدة في العراق.(أرشيف)
حي الموصل الجديدة في العراق.(أرشيف)
الأحد 26 مارس 2017 / 15:13

الهجوم على الموصل يتوقف.. أكبر حصيلة قتلى مدنيين في غارة منذ عقود

مع تصاعد الغضب حيال الغارات التي أودت ب 150 شخصاً على الاقل في ضاحية الموصل الجديدة، كتب مارتن تشولوف وإيما غراهام- هاريسون في صحيفة أوبزرفر البريطانية أن العراق أوقف الهجوم على المدينة.

حادثة حي الموصل الجديدة تعد أسوأ حادثة منذ عقود قياساً بعدد الضحايا في ضربة جوية واحدة

 وتقول الصحيفة إن القادة العسكريين العراقيين تلقوا أوامر السبت بوقف تقدمهم لاستعادة الجانب الغربي في المدينة بعد تصاعد الغضب الدولي جراء حصيلة الضحايا العالية بين المدنيين بعد مقتل 150 منهم على الأقل في ضربات جوية على حي واحد.

أكثر الغارات دموية منذ 2003
وتضيف الصحيفة أن القصف الجوي الذي تعرض له حي الموصل الجديدة يعد أحد أكثر الغارات دموية على المدنيين منذ بدء الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. وكان المسعفون ينتشلون الجثث من تحت الأنقاض السبت، بعد أكثر من أسبوع على حصول القصف. وفي حينه أكدت قوات التحالف الدولي أن مقاتلاتها استهدفت مقاتلين ل"داعش" في المنطقة.وحصل الهجوم في 17 مارس (آذار) "بناء على طلب القوات الأمنية العراقية"، وقد فتح الآن تحقيق في التقارير عن ضحايا مدنيين، بحسب التحالف.

تحول الناس ضد التحالف
ويقول كريس وود، مدير مجموعة المراقبة "إيرورز" إن حادثة حي الموصل الجديدة تعد أسوأ حادثة منذ عقود قياساً بعدد الضحايا في ضربة جوية واحدة. ويحذر من أن تساقط القتلى في هذه الحادثة وهجمات أخرى في سوريا قتل فيها العشرات، يهدد بقلب مشاعر الناس ضد التحالف، مضيفاً أنه حتى وقت قريب "كنا نصف التحالف بأنه يعنى بتجنب وقوع إصابات بين المدنيين مقارنة مع ما يفعله الروس، ولكن منذ أواخر 2016 لاحظنا تصاعداً مطرداً في الإصابات بين صفوف المدنيين، وتحولت المشاعر الجماهيرية بشكل حاد ضد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة".

صدمنا بهذه الخسائر
وتنقل الصحيفة عن منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في العراق، ليز غراندي، قولها: "لقد صدمنا بهذه الخسائر الكبيرة بالأرواح".
ويروي أحد السكان في الموصل ويدعى مصطفى يحيى للصحيفة أن القصف "بدأ في الصباح وتواصل حتى الساعة الثانية ظهراً. وكان ثمة مسلحون من داعش على سطوح عدد من البنايات، كما كانوا يخوضون قتالا في الشوارع"، ولكن "الشيء الغريب أن البيت الذي كانوا يختبئون فيه، وغرفة (قيادتهم) العسكرية لم تصب".

التحالف لن يتخلى عن التزامه
وجاء في بيان للقيادة المركزية الأمريكية أن "هدفنا كان دائماً صفر ضحايا بين المدنيين، ولكن التحالف لن يتخلى عن التزامنا لشركائنا العراقيين بسبب التكتيكات غير الإنسانية لترهيب المدنيين، واستخدامهم دروعاً بشرية والقتال من مواقع محمية مثل المدارس والمستشفيات والمواقع الدينية والضواحي المدنية".

وأكد معاوية اسماعيل الذي خسر خمسة من قبيلته في الهجوم: "صحيح أنها منطقة معارك، وأن مقاتلي داعش كانوا هنا. كان لديهم نحو 15 مقاتلاً في المنطقة، وكانوا من مناصب قيادية. لكنهم لم يكونوا مزودين أسلحة ثقيلة. لا شيء يبرر هجوماً من هذا العيار. لم يكن الهجوم متكافئاً مع التهديد، وكان يمكن جنوداً التعامل مع الأمر".