شرطي بريطاني يوجه سلاحه الى منفذ هجوم لندن.(أرشيف)
شرطي بريطاني يوجه سلاحه الى منفذ هجوم لندن.(أرشيف)
الأحد 26 مارس 2017 / 20:06

بعد هجوم لندن.. هل ينجرّ الغرب وراء المشروع الإرهابي؟

هناك تداعيات سلبية ستلقي بظلالها على المنطقة من الناحية السياسية، وبينها تأجيج الكراهيه للمسلمين

تزامن الاعتداء الإرهابي الذي نفذه شخص في محيط البرلمان، مع الذكرى السنوية الأولى لاعتداءات بروكسل، واجتماع دول التحالف الدولي ضد الإرهاب في واشنطن. وبدأ الهجوم بعملية دهس استخدم فيها المهاجم سيارة رباعية الدفع ضد مشاة على جسر وستمينستر، في ذروة الحركة، فقتل أربعة على الأقل وأصاب أكثر من 29 آخرين معظمهم في حال الخطر.

وييندرج الموقف الإماراتي المندد بالهجوم في سياق الموقف الثابت في إدانة الإرهاب وينطلق من ركائز أساسية أهمها أن الإرهاب يعتبر من أخطر التحديات العابرة للحدود، وهو موقف يرى فيه خطراً على الأمن والاستقرار العالميين؛ فضلاً عن أن الإمارات تقف دائماً إلى جانب الدول التي تتعرض له وتساندها في أي مكان من العـالم.

لا غرو أن طريقة الدهس بصمة واضحة للتنظيم- داعش- واختياره البرلمان ناجم من موقعه السياسي وبحكم تاريخه وقدمه وتأثيره في نفوس مواطنيه. وتوسع للعمليات الإرهابية هو رد على الخسائر الجغرافية على الارض، لان المناخات والاضطرابات والصراعات الدموية ما زالت تتفاقم يومًا بعد يوم، فالعمليات الإرهابية قابلة للتوسع، والهدف من هذه الأعمال الإجرامية جلب الكراهية المعاكسة، في ظل عدم وجود أي استراتيجية حقيقية لمقارعة الإرهاب، وتقديم الحلول العملية والصادقة في مرحلة يعيشها التنظيم خسائر أرضية فادحة تقلص قبضته من المناطق التي تمت السيطرة عليها.

وما لا يدع مجالاً للشك أن التحالف الدولي لمحاربة الارهاب أثبت فشله الذريع، لهذا لا بد من تعاون إقليمي وبلورة إرادة دولية واستراتيجية جديدة للمواجهة وصد نفوذ الإرهاب في العالم ولكي يدفع الامور في اتجاه محاصرته حتى يتم القضاء على أيديولوجيته الإجرامية.

أخطر أساليب التنظيمات الجهادية هي غزو الفكر من خلال الإعلام الإلكتروني والتواصل الاجتماعي الذي بات على مستوى التجنيد أو الدعاية أو نشر التوجهات الضالة التي حولت مسارات الجماعات إلى أن تصبح أكثر عنفاً ودموية.

والغرب ليس فى أمان، وربما قد يتلقى صفعات مماثلة لضربات الارهاب، ما دام يلهو بإدارة الصراع في المناطق الملتهبة، وكانت النتيجة أن تعمقت فجوة الارهاب بحيث أصبح خارج السيطرة أو التحكم. وعلى أوروبا أن تكون أكثر جدية بشأن محاربة الارهاب، بعدما تأكد للعالم كله مدى أولوية الحرب على الارهاب. وهو ما يتطلب طرقاً مختلفة وحازمة لصد الإرهاب وتأكيد من خطورته.

هناك تداعيات سلبية ستلقي بظلالها على المنطقة من الناحية السياسية، وبينها تأجيج الكراهيه للمسلمين وما سيحدثه هذا التشويه الإعلامي لصورة الإسلام، وتشويه الحقائق وخلط الأوراق، وتضليل الرأي العام، وتبرير للجرائم الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين،وتعزيز موقف الغرب الداعمة لاسرائيل والحركة الصهيونية، وعدم تأثرهم بالاعتداءات الصهيونية المستمرة على فلسطين في ظل أوضاع مزرية يعيشها هذا الشعب المغلوب على أمره.

ولهذا يواجه الإسلام اليوم جملة من التحديات تختلف عن كل الأشكال الأخرى من التحديات التي عرضت له في تاريخه؛ وقد لعب العنصريون الفاشيون منهم على وتر تخويف الأغلبية المتعايشة والمسالمة من المتطرفين المسلمين، وإنكار أن الأغلبية المسالمة من المسلمين منتجين وفاعلين في مجتمعاتهم، إنه عهد جديد من إحتكار الحقيقة وتزيفيها التي قد تكتسح مظاهرها أوروبا.