منشأة نفطية تابعة لأرامكو السعودية (أرشيف)
منشأة نفطية تابعة لأرامكو السعودية (أرشيف)
الثلاثاء 28 مارس 2017 / 16:49

السعودية: خفض ضريبة أرامكو يعزز الطرح الأولي للشركة

يقول محللون وخبراء إن خفض الحكومة السعودية ضريبة الدخل التي تدفعها شركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو، سينعكس إيجابياً على الشركة من نواحٍ عدة، أبرزها دعم خطط الطرح العام الأولي للشركة، وانضمام المملكة للمؤشرات العالمية.

وسيساعد الخفض على تسهيل الطرح الأولي لأسهم الشركة في العام المقبل، والذي يُتوقع أن يكون الأكبر من نوعه في العالم، وسيجتذب المزيد من المستثمرين العالميين، ويرفع كفاءة عملاق النفط الحكومي، ويُعزز السيولة لديها.

وحدد مرسوم ملكي صدر الاثنين ضريبة بـ 50 % على الشركة بأثر رجعي، بدايةً من 1 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وكانت أرامكو تدفع في السابق 85 % إلى جانب رسوم امتياز بـ 20% في مرحلة مختلفة.

ولم يتطرق الأمر الملكي إلى رسوم الامتياز.

تخفيف عبء
ويبدو أن الخطوة تهدف على الأرجح إلى تخفيف الأعباء الضريبية عن كاهل أرامكو، بخفضها عشرات المليارات من الدولارات، ما يزيد من جاذبية الشركة لمستثمري القطاع الخاص.

وأبلغت مصادر رويترز أن السلطات السعودية تعكف على دراسة التعديل منذ أشهر.

يقول  رئيس الأبحاث لدى الراجحي كابيتال مازن السديري"نزول الضريبة بنحو 40% أمر إيجابي للغاية، ولن ينعكس فقط على الطرح العام، لكنه سيرفع كفاءة الشركة واستثماراتها، ويُعزز إدارة سيولتها".

وتهدف الحكومة لبيع ما يصل إلى 5% من أسهم أرامكو، وإدراجها في الرياض وفي بورصة أجنبية واحدة على الأقل، لجمع السيولة من أجل الاستثمار في قطاعات جديدة، مع سعي المملكة لتنويع موارد اقتصادها، وتقليص الاعتماد على صادرات النفط في ظل تدني أسعار الخام.

أكثر من تريلوني دولار
وتوقع مسؤولون سعوديون أن يقدر الطرح الأولي قيمة أرامكو بتريليوني دولار أو أكثر، وإن شكك محللون آخرون في ذلك، بتقدير القيمة بأقل من تريليون دولار، لكن خفض الضريبة إلى 50% يجعل قيمة الطرح تقترب من تريليوني دولار.

وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان في بيان عن خفض الضريبة "هذا الأمر الكريم يحمل في أبعاده الاستراتيجية مصلحة المملكة ورفاهية أبنائها والمحافظة على المكتسبات الوطنية للأجيال القادمة".

وتحاول السعودية، أكبر مصدري الخام للصين، جذب الشركات الصينية للاستثمار في الطرح العام لأرامكو.

وقالت سينوبك كورب، إن رئيس أرامكو زار الشركة وأن الطرفين سيجريان مباحثات حول الطرح الأولي.

وقال رئيس سينوبك كورب وانغ يو بو في لقاء حول النتائج المالية للشركة في هونغ كونغ الليلة الماضية "أرامكو تؤمن أن الصين سوق كبيرة، الصين تجتذبهم باعتبارها محركاً رئيسياً لنمو الطلب على النفط والغاز، هم يأملون إشراكنا في محادثات حول الطرح الأولي، والخطوة المقبلة ستشهد ترسيخ الاتصالات والتعاون".

وقال مسؤولون تنفيذيون إن الطرح الأولي سيساعد أرامكو على توسيع أنشطتها بما يتفق مع مبادئ السوق، وإقامة علاقات شراكة مع شركات من القطاع الخاص في أنحاء العالم.

وقال الرئيس التنفيذي لأرامكو أمين الناصر في بيانٍ إن خفض الضريبة سيُساهم في تطوير الشركة بجعلها متوافقة مع المعايير الدولية.

المؤشرات العالمية
من ناحية أخرى ترى المجموعة المالية هيرميس أن خفض الضريبة، سيُسرع وتيرة إدراج السعودية على المؤشرات العالمية.

وقالت هيرميس  إن القرار "سيؤهل أرامكو بسهولة للإدراج السريع على مؤشرات فايننشال تايمز وإم.إس.سي.آي، بمجرد حصول المملكة على مرتبة سوق ناشئة".

وأضافت "أرامكو ستكون مكوناً رئيسياً على مؤشرات الأسهم العالمية، وخفض الضريبة يعني المزيد من الارتفاع للقيمة السوقية للشركة".

تعويض موارد
تواجه الحكومة صعوبة في سد عجز الميزانية بعد تدني أسعار الخام والذي بلغ 79 مليار دولار العام الماضي.

وتجني الحكومة أكثر من 60% من إيراداتها من النفط، ومن ثم فإن التعديل الضريبي قد يؤثر على ماليتها العامة.

لكن بعض المحللين استبعد أن يكون للإجراء تأثير كبير، إذ من المتوقع تعويض الإيرادات الضريبية بتوزيع أرباح من أرامكو.

ولم تكشف الشركة عن سياسة توزيعاتها بعد الطرح الأولي.

وقال الجدعان "أي انخفاض في إيرادات الضرائب المفروضة على الشركات المنتجة للنفط والمواد الهيدروكربونية العاملة في المملكة سيُعوض بتوزيع أرباح مستقرة من قبل تلك الشركات التي تملكها الدولة، وتدفقات مالية أخرى تُدفع للحكومة بما في ذلك التدفقات الناتجة عن أرباح الاستثمارات".

وفي وقت لاحق قال الجدعان رداً على سؤال عن تأثير خفض ضرائب أرامكو على ميزانية 2017 "الأمر الملكي الخاص بتعديل الضريبة على أرامكو السعودية، وغيرها من شركات النفط، والمواد الهيدروكربونية العاملة في المملكة، وضع في الاعتبار بميزانية 2017، لذا لن يؤثر في مجمل الإيرادات الحكومية، ولا في الخدمات العامة للمواطنين".