صورة تناقلتها حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لقائد فيلق القدس قاسم سليماني في حماه. (عن تويتر).
صورة تناقلتها حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لقائد فيلق القدس قاسم سليماني في حماه. (عن تويتر).
الأحد 2 أبريل 2017 / 15:16

ست قواعد لمواجهة أطماع إيران في المنطقة

شهد مارتن إنديك، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد بروكينز، ومبعوث أمريكي خاص سابق للمفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، في 28 مارس( آذار) الأخير، أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن "الاستراتيجية الأمريكية حيال إيران"، لافتاً إلى أن هذه الدولة تمثل تحدياً لمصالح أمريكا وحلفائها وشركائها في الشرق الأوسط، واستطاعت خلال العقود الأربع الأخيرة، إنشاء "هلال نفوذ"، يمتد من لبنان وسوريا في شرق المتوسط، وصولاً للعراق والبحرين على الخليج، وإلى اليمن على البحر الأحمر.

يرى الديبلوماسي أهمية سعي أمريكا لتحقيق أهداف معقولة، كالضغط على روسيا لمنع إيران من الاستفادة من إقامة ميناء خاص بها في سوريا

ورأى إنديك أن ما تحتاج إليه الولايات المتحدة هو تطبيق استراتيجية شاملة ومتكاملة ومستدامة للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة. وبحسب الدبلوماسي السابق، يجب أن تراعي أي استراتيجية أمريكية طبيعة ارتباط دول الشرق الأوسط ببعضها. فإذا طردت إيران من اليمن، قد تلجأ لذرع فتنة في البحرين. وإذا فرضت أمريكا عليها ضغوطاً في سوريا، قد تستخدم ميليشيات شيعية في العراق لتقويض الجهود الأمريكية الساعة للقضاء على داعش، ولتشجيع حماس على إطلاق صواريخ ضد إسرائيل من غزة .

ستة قواعد
وطرح إنديك استراتيجية من ست عناصر يرى أنها ستساعد على مواجهة الطموحات الإيرانية:

تطبيق صارم للصفقة النووية الإيرانية، لأنه مهما شاب ذلك الاتفاق من عيوب، فهو برأي إنديك، يوفر فرصة للمنطقة مدتها عشر سنوات، لتجنب تهديدات قدرات إيرانية نووية.

2- دعم الحكومة العراقية بقيادة العبادي والجيش العراقي في حملته للقضاء على داعش، ولاستعادة السيطرة على الموصل، ومناطق سنية في العراق. ويقول إنديك إن تقويض النفوذ الإيراني في العراق ليس بالمهمة السهلة، وخاصة نظراً إلى العلاقات الدينية والتاريخية بين البلدين الجارين، ولكن توفير توازن مضاد فعال للنفوذ الإيراني في بغداد أمر ممكن تحقيقه، وخاصة مع ترحيب الحكومة العراقية الحالية، وهو ما يختلف عن موقف حكومة المالكي السابقة. ومن الضروري، برأي الدبلوماسي المخضرم، أن تتعزز حكومة العبادي بدعم أمريكي لعدم السماح لميليشيات مدعومة إيرانياً من ملء الفراغ بعد طرد داعش، وللتأسيس لبناء جسر بري ما بين إيران وسوريا، عبر شمال العراق.

3- يشير إنديك على حكومته بالعمل على تشجيع التوصل إلى تسوية سياسية للحرب في اليمن، ولوضع استراتيجية ديبلوماسية لإنهاء تلك الحرب، ولإجبار الحوثيين على التعقل والتعامل بجدية في المفاوضات.

4- في ما يتعلق بالحد من نفوذ إيران في سوريا، يرى إنديك أن تلك ستكون مهمة صعبة ومعقدة، مشيراً إلى تمكن إيران من التأسيس لتواجد قوي على الأرض في سوريا، حيث تسلل إيرانيون إلى مؤسسات حكومية، ونشروا قرابة 30 ألفاً من القوات الشيعية في غرب سوريا( 5000 من الحرس الثوري الإيراني، والباسيج وقرابة 3 إلى 5 آلاف من مقاتلي حزب الله، وحوالي 20,000 من مسلحين شيعيين تم تجنيدهم من أفغانستان وباكستان).

ويشير إنديك لكون كلّ من روسيا وإيران تسعيان لإبقاء نظام الأسد في الحكم. ولكنهما تتنافسان على النفوذ في دمشق، وإن استثمار ذلك التنافس يخدم استراتيجية أمريكية للحد من النفوذ الإيراني في سوريا. ولكن روسيا لن تعمل على طرد إيران من سوريا من أجل شراكة أمريكية تشمل أيضاً رفع عقوبات عن روسيا. ولذلك، يرى الدبلوماسي أهمية سعي أمريكا لتحقيق أهداف معقولة، كالضغط على روسيا لمنع إيران من الاستفادة من إقامة ميناء خاص بها في سوريا، ما يمكنها من نقل أسلحة إلى حزب الله في لبنان، ومفاقمة الصراع بين إسرائيل وإيران، وهو ما تسعى روسيا لتجنبه.
 
5- ويشير إنديك على إدارته بالعمل على حشد قدرات حلفائها في المنطقة في إطار إقليمي أمني لمقاومة الأطماع الإيرانية الخطيرة.

6- ويرى الدبلوماسي العتيق أن على أمريكا وضع أسس مفاوضات تجرى مع إيران بشأن أطماعها وسلوكها في المنطقة. وقد أظهرت الصفقة النووية الإيرانية أنه من الممكن التوصل إلى اتفاقيات واجبة النفاذ مع إيران.