من معرض الشارقة لكتب الأطفال.(أرشيف)
من معرض الشارقة لكتب الأطفال.(أرشيف)
الأحد 2 أبريل 2017 / 19:29

الشارقة وبولونيا.. مشروع كلمات

ما تعمل عليه الشارقة من مشروع حضاري يتقاطع مع تجربة بولونيا، ويؤكد أن مستقبل الشعوب يبدأ من مرحلة الطفولة

الثاني من إبريل (نيسان) هو اليوم العالمي لكتاب الطفل، وإذا كان مارس (آذار) شهر القراءة في الإمارات، فإن إبريل هو شهر الكتاب والطفل، ويشهد على ذلك شاهدان من أهل الكتاب: شاهد من الشرق هو الشارقة الباسمة، وشاهد من الغرب هو مدينة بولونيا الإيطالية.

وإذا كان الثالث والعشرين من إبريل قد استوحى ميلاد شكسبير فيه ليرسخ هذه الذكرى يوماً عالمياً للكتاب وحقوق المؤلف، فإن الثاني من إبريل استوحى من ميلاد الكاتب الدنماركي هانس كريستيان أندرسن، ذلك الكاتب الذي فجر الخيال في أدب الأطفال بقصصه الملهمة كفرخ البط القبيح، وملابس الملك الجديدة، وجندي الصفيح، تلك القصص التي تحمل رمزية وإيحاء ألهم أجيالاً وأجيالاً من القراء.

وفي ذكرى هذا اليوم يفتتح منذ أربع وخمسين سنة واحد من أعرق معارض كتاب الطفل في العالم، إنه معرض بولونيا، الذي يعتبر الملتقى الأهم على المستوى الدولي لرسوم وكتب الأطفال واليافعين. وفيه تحضر هذه المدينة بعراقة الثقافة والأصالة، فجامعتها التي تأسست منذ ما يقارب القرن هي الأعرق في أوروبا، وكانت لفترة أهم منارة علمية في عصر النهضة، إذا ضمت ألفي طالب من كل أنحاء أوروبا.

البولونيون معروفون بجرأتهم وانغماسهم في الحياة الثقافية، وأعلنت مدينتهم في عام 2000 عاصمة للثقافة الأوروبية، كما تم تحويل سوق الأسهم المحلي القديم إلى أكبر مكتبة متعددة الوسائط في إيطاليا مما جعلها تستحق اسم مدينة المثقفين. وتكون الشاهد الأول على أن نهضة الأمم تبدأ من الطفولة.

أما الشاهد الثاني فهي المدينة التي حصلت على لقب المدينة صديقة الطفل، إنها الشارقة التي تحتفي منذ عقود بمهرجانها القرائي للطفل، وتتوالى فيه دورات ودورات لترسخ من هذا المهرجان القرائي تقليداً جديداً في العالم العربي للمعارض المتخصصة في كتب الأطفال.

إن ما تعمل عليه الشارقة من مشروع حضاري يتقاطع مع تجربة بولونيا، ويؤكد أن مستقبل الشعوب يبدأ من مرحلة الطفولة. كما يؤكد أن للكلمة شأناً في بناء الطفولة، وهذا ما عملت عليه سمو الشيخة بدور بتأسيسها لدار نشر أصبحت رقماً صعباً في العالم العربي، وهي كلمات.

نبارك لكلمات حصولها على جائزة الشيخ زايد للكتاب، وسوف ننتظر ما يحمل معرض بولونيا من أخبار جديدة وتباشير كلمات.