الإثنين 10 أبريل 2017 / 15:45
يسري في عدة دولة عربية وعالمية حالياً قانوناً يسمى (قانون الطوارئ) والذي يفرض تزامناً مع الهجمات الإرهابية التي تستهدف تلك الدول بمقدراتها الدينية والقدسية المختلفة من قبل مجموعات متطرفة.
وقانون الطوارئ، عبارة عن حزمة تدابير وإجراءات تتخذها سلطات دولة على المستوى الوطني، أو في جزء معين من الحوزة الترابية للدولة، بهدف ضبط الأمن والحفاظ على النظام العام إثر وقوع أحداث استثنائية تهدد الأمن العام كمظاهرات عارمة، أو أعمال شغب واسعة النطاق، أو هجمات واسعة، أو كوارث أو شبه ذلك.
صلاحيات القانون
ويتضمن قانون الطوارئ سحب بعض الصلاحيات من السلطات التشريعية والقضائية وإسنادها إلى السلطة التنفيذية (الإدارية) ما يمنحها سلطات واسعة، ويتضمن القانون عادة تحديداً لحقوق وحريات المواطنين مثل إلقاء القبض على أي مشتبه به لفترات قد تكون غير محدودة.
كما تمكن حالة الطوارئ السلطات التنفيذية من منع حق التجمع أو منع التجول في أوقات وأماكن معينة. ويهدف القانون بشكل عام للحفاظ على سلامة وأمن البلد الذي يفرض فيه من مخاطر محتملة كالكوارث الطبيعية، حالات الشغب والتمرد المدني، النزاع المسلح..ألخ.
قانون الطوارئ الدولي
وتناول القانون الدولي حالة الطوارئ من خلال العهد الدولي للحريات المدنية والسياسية، الصادر عام 1966، محدداً الشرط الأساس لفرض حالة الطوارئ في وجود خطر عام واستثنائي يتهدد وجود الأمة، على أن يتم إعلان حالة الطوارئ بشكل رسمي وذلك منعا لشيوعِ الممارسات الضارة بالحريات في أوقات ليس لها طابع الاستثناء.
ويُشدد العهد الدولي على أن حالة الطوارئ يجب ألا تكون، في أي حال من الأحوال، ذريعة لحرمان الأفراد من حقوقهم الأساسية مثل الحق في الحياة، والحق في التفكير والاعتقاد، كما يجب ألا تكون ذريعة لترخيص الممارسات غير الإنسانية.
مصر
أمس الأحد، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حالة الطوارئ في مصر لمدة ثلاثة شهور، بعد اتخاذ الإجراءات القانونية والدستورية، وأعلن أيضاً تشكيل مجلس أعلى لمكافحة الإرهاب، بعد أحداث تفجيرات إرهابية طالت كنيستين للأقباط أسفرت عن مقتل 47 شخصاً وإصابة أكثر من مئة آخرين في يوم احتفال الأقباط بـ"أحد السعف".
وفي التاريخ المصري الحديث أعلن الرئيس السابق محمد حسني مبارك حالة الطوارئ عقب اغتيال أنور السادات في أكتوبر (تشرين أول) 1982 واستمرت تلك الحالة لمدة 30 عاماً ورفع عام 2012.
سوريا
تعتبر حالة الطوارئ في سوريا هي الأطول من نوعها في التاريخ الحديث، حيث فرض بعد الانقلاب العسكري الذي وقع في 8 مارس (آذار) عام 1963. وظل النظام السوري يُمددها نحو 4 عقود تحت ذرائع مختلفة، قبل أن يرفعها عام 2012 بفضل الثورة التي اندلعت ضده عام 2011.
تونس
أقرت السلطات التونسية حالة الطوارئ عدة مرات في تاريخ تونس المعاصر، خاصة في الفترة التي تلت الثورة التونسية التي أسقطت حكم زين العابدين بن علي في عام 2011.
وتستمر حالة الطوارئ في تونس بعد الهجمات الإرهابية التي استهدفت البلاد في نوفمبر (تشري الثاني) 2015.
وفي يناير (كانون ثاني) أعلنت السلطات التونسية تمديدها لشهر إضافي.
الجزائر
لجأت السلطات الجزائرية لفرض حالة الطوارئ عام 1992، بعد الانتخابات التشريعية التي فازت فيها للجبهة الإسلامية للإنقاذ. ودخلت البلاد إثر ذلك في دوامة من العنف السياسي استمرت لأكثر من عقد من الزمان. ولم ترفع هذه الحالة إلا عام 2011.
فرنسا
أعلن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، حالة الطوارئ في البلاد إثر هجمات باريس التي وقعت في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، واستهدفت ملعب فرنسا الدولي، وقاعة العروض باتاكلان، ومطعم لبتي كامبودج.
تركيا
قررت الحكومة التركية إعلان حالة الطوارئ في البلاد وفقًا لأحكام الدستور التركي لمدة 3 أشهر على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في يوليو (تموز) 2016.
ومددت السلطات التركية العمل بقانون الطوارئ في بداية يناير (كانون ثاني) لمدة 3 أشهر إضافية بعد التفجير الإرهابي الذي استهدف ملهى ليلي في إسطنبول وراح ضحيته 39 قتيلاً.
(اضغط للتكبير)
