الإثنين 10 أبريل 2017 / 21:13

أبوظبي: قمة القيادات الثقافية العالمية 2017.. حدث عالمي لمواجهة الإرهاب وحماية الثقافة

24 - الشيماء خالد

شهدت القمة الثقافية 2017، المنعقدة في العاصمة أبوظبي، حوارات ونقاشات تفاعلية واسعة، مع أبرز الخبراء والمتخصصين، وحضور كبير من المهتمين بالثقافة والفنون، ممن استعرضوا أهمية علاقات التعاون المستقبيلة للعالم الجديد، وأثر الفنون في وحدة الشعوب ومواجهة التطرف والأزمات التي تعصف بالعالم اليوم.

وأشار وزير الثقافة وتنمية المعرفة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إلى النظام الثقافي العالمي الذي تحتضنه دولة الإمارات، وقال: "فيما مضى كنا نعيش ببساطة وحدنا، لكن كان لنا قائد قرأ المستقبل، وأراد ربطنا بالعالم من حولنا لتكون الإمارات هذه الدولة العالمية النفس التي نعرفها اليوم بخليط ثقافات، عرف ذلك شأنه شأن سعيه المستمر بتمكين المرأة والتركيز على الأجيال القادمة، ليكون للإمارات صوت في القتصاد العالي، ونحن نملك التزام بالقيم التي صنعنا وشكلنا، وأصبح المواطن الإماراتي مواطن عالمي".

وقال: "كانت أعظم أمنيات الشيخ زايد تتمثل في إغناء حياة القاطنين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتزويدهم بكل متطلبات العيش الكريم، والسعادة، وفي أبوظبي اليوم أدرك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بحكمته المعهودة، المساهمة الجوهرية للثقافة والفنون في تحقيق سعادة الإنسان".

وأضاف: "إن في استطاعتنا فهم أنفسنا من خلال الانخراط في حقيقة الإبداعات الفنية لأسلافنا القدامى، والمعاصرين على حد السواء، وسنكتشف ونعي مكانة موروثنا الفني كذلك عبر الانفتاح على فنون الحضارات الأخرى، مما يساعدنا على حسن وصقل تقديرنا لثقافتنا، فلنكرس أنفسنا لتطبيق معرفتنا ومهاراتنا داخل المشهد الثقافي العالمي".

جذور.. زايد
وقال مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي والمستشار الثقافي في وزارة شؤون الرئاسة، زكي نسيبة لـ 24: "من البداية حين كنت إلى جانب الشيخ زايد، شهدت ما يجعلني أدرك اليوم، أن ما نراه في هذه اللحظة المتجسدة في الإمارات، جذوره ضاربة بعمق منذ ذلك الزمن، وما يتحقق اليوم هو ثمار ما زرعه الشيخ زايد، الذي طالما دعا للاكتشاف والمعرفة والاعتزاز بالثقافة والهوية، وحب الآخر وفهمه بل وتقبله".

وتركزت العديد من النقاشات في القمة حول الحاجة الملحة للثقافة والتراث وحمايتهما في مواجهة التطرف والإرهاب، واستخدام الثقافة في الوقت نفسه لنبذ هذه القيم وتشجيع النماء والتسامح والأمان والابداع والابتكار.

الفئة الشاذة
وقال مدير عام الأرشيف الوطني الدكتور عبدالله محمد الريسي لـ 24: "نناقش في القمة أطياف الأصناف الثقافية، في زمن ملحّ، حيث نواجه التطرف والإرهاب، التي تهدد وجود الأمم، من خلال تدمير تراثها المادي والمعنوي، ودول الإمارات تدعم مبادرات ضمة حول العالم اليوم لحماية الثقافة والحضارة الإنسانية التي تتعرض لتدمير من الفئة الشاذة الضالة الإرهابية".

وأضاف "اليوم نواجه تحديات في العالم العربي والإسلامي، ويمكن لنا تدريس النموذج الإماراتي أو تصديره، حيث التعايش بين كل المختلفين في أمان ورخاء، وهذه القمة الثقافية تساهم في نقل هذا النموذج بشكل أو بآخر".

قادة .. وجدان
وقال المدير التنفيذي لمجموعة FP للنشر المالكة لمجلة Foreign Policy والأستاذ المشارك في معهد كارنيجي للسلام الدول، ديفيد روثكوف في حديث خاص لـ 24: " نحول خلق قادة عالميين ومجتمع كامل من المختصين بالثقافة والتعليم والتكنولوجيا والفن والإعلام والمفكرين وغير ذلك، كقادة ثقافيين بشكل خاص، للتعامل مع قضايا عديدة أبرزها الإرهاب، وتحديات التنمية المستدامة والاحتباس الحراري، وتمكين المرأة والتعليم والأطفال وغير ذلك من أهم الأمور".

ويضيف "الثقافة ستلمس الناس في قلوبهم، فالسياسة ربما تخاطب العقل فقط، لكن ما نفكر فيه مجموعات حية حقيقة تثير حراكاً هاماً".

ويقول روثكوف: "لنتأمل، لماذا يسعى المتطرفون والإرهابيون لتدمير التماثيل واللوحات والآثار، لماذا يركزون على ذلك؟، لأنهم يعرفون أهمية وقوة الثقافة وتأثيرها على المجتمعات، ولتحقيق نجاحهم يدمرون الهوية والتاريخ والوجود، وهذا خطر كارثي، ولا يحل فقط بالأساليب العسكرية والسياسية، بل بقلب الموقف، وخلق الثقافة وإحيائها، وزرعها في وجدان الناس".

وتستقبل القمة الثقافية 2017، التي تعتبر حدثاً عالمياً، لمدة خمسة أيام أكثر من 300 شخصية بارزة من قطاعات الحكومة ومجالات الفنون والإعلام والتكنولوجيا والسياسة والأعمال الخيرية وغيرها، لمناقشة عدة مواضيع مهمة تشغل الرأي العام والدور الذي يمكن أن تؤديه الثقافة في مواجهة التحديات الملحة التي يواجهها العالم في يومنا هذا.