د. نورة الكعبي ود. علي بن تميم
د. نورة الكعبي ود. علي بن تميم
الجمعة 14 أبريل 2017 / 20:00

لماذا نتفاءل بهلال نورة الكعبي وعلي بن تميم؟

في السنوات الأخيرة، عاشت المنطقة واحدة من أصعب سنواتها، وتمثلت التحديات في استخدام الخصوم لتقنيات جديدة منها التواصل الاجتماعي والمنصات الثقافية، ولكن ما جرى لم يكن ليحدث لولا وجود قنوات تلفزيونية ركزت عملها لخدمة "خريف ٢٠١١" ومنابر ظلت تلهب بالخطب "المسمومة" الشعوب وتدعو لتثوير المجتمعات وتبديل أفكارهم والتشكيك في المسلمات.

ولم تستطع الدول والشعوب المغلوبة على أمرها المقاومة، وسقطت في الفخ، لأن مناعتها كانت ضعيفة. وأرى المناعة هي "منظومة الإعلام والاتصال الثقافي". لذلك كان مهماً ما يجري في هذا الحقل، واليوم أرى تعيين معالي نورة الكعبي، في قمة الهرم الإعلامي في أبوظبي، وضع للمسة الأخير لإبراز نموذج التحصين الذاتي. فكيف ذلك؟

قبل سنتين كتبت مقالاً عن معالي نورة الكعبي، قبل تعيينها في مجلس الوزراء، وكنت متفائلاً بها؛ لأنها متحدثة ذكية، مرتبة الأفكار، دقيقة الملاحظة، وتتميز بقدرة على الإنجاز وقيادة فريق العمل، يشهد لها نجاح twofour54 التي أدارتها بذكاء، واستطاعت عقد شراكات إعلامية عالمية، ونجحت في الحضور على مستويات مؤثرة في المجال التلفزيوني، للدرجة التي جعلت الإعلام الأمريكي يصفها بأنها واحدة من أكثر عشرين شخصية مؤثرة في هذا القطاع، حول العالم.

إذاً فمعالي نورة الكعبي، قطعت شوطاً طويلاً في هذا الاتجاه، يؤكد لها الجدارة، وقدرتها على وضع خطة ورؤية كاملة، تتجاوز مجرد التحصين، إلى نشر ما يفيد الناس ويجعلهم قادرين على ممارسة حياتهم بعيداً عن المخاطر. والإعلام عندها يتعدى الخبر السريع، ليصل إلى إنتاج موسع لخفايا الأشياء، وتغطية للزوايا المعتمة، وتوصيل للنقاط التي تتوزع في رقعة واسعة.

قبل تعيين نورة بأشهر، كان تعيين سعادة الدكتور علي بن تميم، وهو مثقف من الطراز الفخيم، لديه وعي فذ ومعرفة بالتراث العربي وعمل في أضخم مشروع ثقافي للترجمة "مشروع كلمة" ولديه مبادرات ثقافية تجعله واحداً من أهم ٢٠ مثقف عربي مؤثر، وفوق هذا هو متواضع وتجده بين المثقفين، وكل واحدٍ منهم يرى في نفسه صديق الدكتور علي الوحيد.

وهذا يعني أنّ أبوظبي للإعلام تمتلك الآن الامتداد الرأسي والأفقي، ولديها الرؤية الكاملة والقدرة على التنفيذ، والثقة التي أولتها القيادة لهما، تجعلهم يؤديان واجبهما الكبير.

بدون مواربة وشك، وبقراءة موضوعية، لشخص يتابع التعيينات الجديدة، ويتابع الشركة ذاتها منذ سنوات وسنوات، يمكنني أن أقول إن أبوظبي للإعلام هي الشركة الأكثر قدرة على الإنجاز خلال السنة المقبلة، وستدخل إلى العالمية، بأفكار ملهمة وتسيطر على مجالات النشر، والدراما، والإنتاج السينمائي. هذه ليست معلومات ولكني أدرك يقيناً أن سقف الإبداع والطموح، ارتفع عالياً، منذ هلّ علينا هلال نورة الكعبي، وعلي بن تميم.