الخميس 20 أبريل 2017 / 09:23

رصاصات الصومال ومساعدات الإمارات

محمد الحمادي - الاتحاد

من الذي أطلق الرصاص على وفد الهلال الأحمر الإماراتي الموجود حالياً في الصومال، ومن الذي وضع العبوة الناسفة في طريق من يحملون الدواء والغذاء والكساء للمحتاجين ويريدون أن يعيدوا الأمل والخير لتلك الأرض المحروقة؟!

ندرك تماماً في الإمارات قيادة وشعباً أن هناك من لا يعجبه الجهد الإنساني الكبير الذي تبذله دولة الإمارات لمساعدة المحتاجين في الدول المحتاجة والمنكوبة، وندرك تماماً أن هناك مستفيدين من تلك الأوضاع السيئة والمتدهورة في العديد من دول العالم، وندرك أن هناك من يتاجر بتلك الأوضاع بكل الطرق، لذا لا يمكن أن نتغافل عن أن طريق تقديم المساعدات أصبح طريقاً صعباً، ولم ننسَ بعد الجريمة النكراء التي طالت فريق مؤسسة خليفة الإنسانية في قندهار، واستشهد فيها عدد من خيرة أبناء الإمارات، وتوقع بعدها البعض أن تتردد الإمارات في جهودها الإغاثية والإنسانية تجاه المحتاجين، إلا أن رد الإمارات منذ اليوم الأول كان واضحاً، فعلى لسان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أكدت الإمارات أنه لا تراجع عن مساعدة المحتاجين وأن يد الخير ستبقى ممدودة، ولن تردها متفجرات، أو رصاصات جبانة، كذلك هم فرق العمل في الهلال الأحمر، أو مؤسساتنا الخيرية، فهم المقدمون على الخير للغير، ولا يتراجعون عن تقديم المساعدة مهما كانت الأخطار من حولهم، فتحية تقدير لأولئك الأبطال في الصومال، وأينما كانوا.

من أجل شعب الصومال أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، منذ أيام عن إطلاق حملة كبرى لمساعدة الصومال، وستنطلق هذه الحملة إعلامياً غداً عبر قنواتنا الفضائية المحلية لجمع التبرعات، وهذه الحملة التي أطلق عليها #لأجلك_يا_صومال تأتي ضمن مسؤولية دولة الإمارات الإنسانية والأخلاقية تجاه ذلك البلد الشقيق.

ولأن الإرهابيين ومن لا يريدون الخير للصومال يدركون أن حملة دولة الإمارات ستكون ذات قيمة فعلية وأن الأموال التي سيتبرع بها المحسنون من أبناء الإمارات والمقيمين فيها ستساعد في تخفيف آلام هذا الشعب الذي يعيش ظروف الحرب والجوع والإرهاب منذ عقود والعالم غير قادر على مساعدته في الخروج من محنته، لذا فإن الإرهاب يفعل كل ما يستطيع من أجل إيقاف المساعدات وتأبى الإمارات إلا أن تعمل من أجل استمرار تلك المساعدات.

مساعدات الإمارات للصومال لم تتوقف يوماً فمنذ سنوات والمساعدات الغذائية والدوائية مستمرة وبناء المستشفيات قائم، وهذه الحملة الكبرى التي أعلنت عنها الهلال الأحمر تبدأ بمائة مليون درهم، وكذلك تم بالأمس الإعلان عن تمويل "صندوق أبوظبي للتنمية" مشاريع في الصومال بقيمة 330 مليون درهم، فيد الإرهاب تقتل وتدمر، ويد الإمارات تبني وتعمّر.