جانب من إحدى ورش مشروع الطفل القرائي
جانب من إحدى ورش مشروع الطفل القرائي
الخميس 20 أبريل 2017 / 09:27

رسالة الدكتور سلطان

ابن الديرة - الخليج

المستقبل يبدأ الآن وهنا، من ثقافة الطفل، ومن حث أو "تحريض" الطفل على القراءة، وهو ما يحققه، ضمن مشروعه الثقافي والتنموي المهم واللافت، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ولعل المهرجان القرائي للطفل أحد الشواهد الدالة على توجه سموه إلى تأسيس ثقافة "تأسيسية" للطفل الإماراتي والعربي، وصولاً إلى تحقيق فكرة المعرفة كرافعة للمجتمع. التركيز هنا على تعامل الشارقة مع الثقافة باعتبارها سؤالاً شاملاً، وكذلك على تمويل الثقافة باعتبارها عملاً استثمارياً حقيقياً.

الدكتور سلطان إنما يستثمر في الإنسان حين يخصص الميزانيات المجزية للحركة الثقافية بكل مكوناتها من مسرح وتشكيل وشعر وسرد وتراث وكتاب، وعبر هذا العمل المتفرد والمؤثر يوجه الدكتور سلطان رسالة واضحة إلى العرب والعالم: التقدم إنما يكون بالفكر والثقافة والمعرفة، والنهضة إنما بالإنسان والعلم.

ما ينفق على الثقافة في هذا السياق المضيء استثمار وعائده يأتي، بل إن عائده ملموس منذ الآن لكل بصير حصيف، ورسالة سلطان تمثل النقيض الموضوعي لمن يظن، وهذا ملاحظ على المستوى العربي، بأن الإنفاق على الثقافة نوع من الهدر.

القصد أن التنمية الثقافية جزء أصيل من التنمية الشاملة المتوازنة، أضف إلى ذلك، أن الثقافة الجادة تصبغ التنمية حتى بالمعنى الاقتصادي بصبغتها وطابعها، وهذا ما أدركه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وعمل من أجله، وأسس من أجله المؤسسات التي امتد شغلها وفعلها الإيجابي المثمر إلى مناطق الوطن العربي من الماء إلى الماء.

في وعي الدكتور سلطان أن الثقافة اللبنة الأولى في بناء الإنسان والمستقبل، وهذا ما يؤسس ويمهد لوعي مجتمعي عام، وفي وعي سموه أن الإنسان الذي يحب الشعر ويشغف بالمسرح والسرد والتراث، ويتابع التشكيل ويتذوقه، هو إنسان أقدر على التعامل مع الآخر بدءاً من زوجته وأولاده بحب، وهو الأقدر على العمل والإنتاج، وهو الذي يتصرف بذوق وأخلاق، فيحترم الآخرين، ويسوق سيارته بفن وذوق إلى آخره.

هكذا يُؤْمِن صاحب السمو حاكم الشارقة بأن الثقافة وسيلة تغيير، وأنها لا يمكن أن تنفصل عن توأمها العلم، ومن هنا اهتم بدور وقصور الثقافة، كما بمراكز الدراسات والأبحاث، كما بالجامعات التي أصبحت مرموقة ولها سمعتها العالمية بسبب من إدارته وإشرافه المباشر.

بعد أيام الشارقة التراثية التي أقيمت في قلب مدينة الشارقة وفي مدن ومناطق عدة، واختتمت بإطلاق جائزة عالمية للتراث، بدأ مهرجان الشارقة القرائي للطفل، متوجهاً إلى قراءة العقل الإنساني وتفكيكه وتركيبه علمياً. هذه الرحلة في أيام متتالية بين التراث وثقافة الطفل التي تعتمد معرفة العقل، هي، في الواقع، تحقيق للهوية.

شكراً يا صاحب السمو، وإلى المزيد من أعياد الثقافة ومهرجانات الفرح.