أولاد صوماليون.(أرشيف)
أولاد صوماليون.(أرشيف)
الجمعة 21 أبريل 2017 / 18:38

لأجلك يا صومال.. أكبر من حملة

حملة مثل لأجلك يا صومال، تصب ضمن مشروع دعم الدولة، وإنقاذ المجتمع من دوامة الهلاك، وترسيخ التعاون بين الدول

حينما أعلن سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، هذا العام عامًا للخير، أدركت أنّ المبادرات التي ستتوالى فيه، ستصيب أقرب الشعوب وأطيب القلوب، وتسد حاجتهم، وتروي ظمأهم، ولهذا فإنني أود الوقوف على حملة لأجلك يا صومال، وسأتجاوز الحديث عن الماديات والدعم، للنظر إلى زوايا خاصة وخالدة ظلت تمثل في داخلي الكثير.

قبل أيام تابعت على قناة سكاي نيوز في حلقة للإعلامي سليمان الهتلان حوراً أجراه مع المفكر الصومالي عبدي سعيد، وحينما كان يتحدث ظللت أشاهد من خلاله عشرات الذين عاشوا بيننا في الإمارات، من أبناء الصومال، وتركوا في قلوبنا ذكرى خاصة، وخلقوا عاطفة مميزة، لبلدٍ يعتد بالقبيلة ويقتات الكرامة ويسحرك بابتسامته السمراء القادرة على سكب المودة على القلوب.

الذي يجتاح الصومال، مع الفقر، والابتلاء، هو التطرف البغيض، والفكر المنغلق الذي تمت تغذيته بعقائد سياسية، وطموحات كثيرة، جعلت هذا البلد أحوج ما يكون لقلوب تثق بقدرته. لقد انهار الصومال في لحظةٍ قاسية في القرن الماضي، وكانت البداية لأزمة عدم الاستقرار حينما تقوّضت الدولة، وصار نموذج الصوملة، هو أن يصبح الخصوم على مستوى واحد من التسلح والعنف وانتفاء خيارات التسوية.

لذلك حينما قدّرت الإمارات أن تمد اليد والعون للصومال، فهي تنظر بجانب العمل الإنساني إلى رغبة جادة في دحر جحافل الإرهاب والتطرف، فمعالجة الفكر تقوم عليها منصات تدعم الأفكار المنفتحة وتحارب التطرف، وتستضيف المفكرين الذين يفككون الألغام الخطيرة. وفي جانب آخر، تقيم الإمارات علاقات دبلوماسية قائمة على الاحترام ومساندة المؤسسات ودعم الدولة، ومؤخرًا استقبلت الإمارات الرئيس فرماجو الذي أشاد بالدعم الإنساني الذي تلقاه وبلاده من الإمارات، وأبدى تقديره لدورها، وهذا جانب مهم.

إن حملة مثل لأجلك يا صومال، تصب ضمن مشروع دعم الدولة، وإنقاذ المجتمع من دوامة الهلاك، وترسيخ التعاون بين الدول. وإننا حينما نتذكر الطيبين من أحبابنا الصوماليين، فإنما نذكرهم بمحبة. فقد كانوا شركاء لنا في بناء كثير من المؤسسات، والعبقرية الصومالية، تحتاجها كل المنطقة لتعود لدفع عجلة التنمية في الصومال إلى الأمام، ونحتاج جميعًا للتعاضد للعمل الإنساني الذي يعين هذا الكنز ليزيّن خاصرة إفريقيا ويحتضن بحر العرب.

مزيج الفكر والعطاء، يحتاج أن نكمله بأقلام صومالية غالية، تسهم في بناء المستقبل، ومشاركة القضايا. فلنكتب مجددًا بحبر الوداد وبنية العطاء "لأجلك يا صومال".