(أرشيف)
(أرشيف)
السبت 22 أبريل 2017 / 11:03

روسيا انتهت في سوريا

الرياض - مطلق بن سعود المطيري

التعهد الروسي بحماية بشار الأسد كرئيس يمثل الشرعية الوحيدة في سوريا، تعهد يحتاج للقراءة الجديدة بعد الضربة الأمريكية لقاعدة الشعيرات، فروسيا بعد العملية العسكرية الأمريكية حصرت وجودها في سوريا في حماية النظام فقط من كل المحاولات العسكرية التي تستهدف إنهاء فترة حكمة.

وهذا لا يعني أنها كانت قبل الضربة لم تكن ملتزمة بحماية النظام، ولكن كان أمامها فرص سياسية لإدارة الأزمة السورية عن طريق التفاوض ورسم نهاية لها تحفظ لروسيا مصالحها ووجودها، كالتضحية بالجنين من أجل سلامة الأم، والأم المقصودة هي النظام كمؤسسة وليس سوريا الدولة، وهذا التوجه يجعلها الدولة الوحيدة التي استطاعت إزالة حكم بشار وإنهاء القتال، وفتح الطريق أمام العملية السياسية وفقاً لأجندتها، وكان العالم سيعترف لها بالفضل على إنهاء الصراع، وإيجاد برهان قوي على تدخلها عسكرياً في سوريا.

بعد الضربة دخل لاعب قوي في الأزمة السورية لاعب لم يجعل الخيار العسكري لإزاحة النظام ومعاقبته احتمالاً، بل عمل فعلي ألقى بتأثيره على الأزمة السورية، لاعب تعهد بمطاردة الإرهاب على الأرض السورية، وهذا ما كان عملاً تعتذر موسكو بانفرادها به في الأراضي السورية ويساعدها به فقط طهران والنظام السوري، وجاءت الضربة وقلبت الطاولة على الحلفاء، وجعلت هؤلاء الحلفاء بين مجرم ومدافعين عن المجرم، وهذا ما يجعل واشنطن تدخل المفاوضات بقوة فعلية تفرز الخيارات السياسية وتحدد مكاسبها الاستراتيجية دون أن تكون مضطرة لمجاملة هذا الطرف أو ذاك، أو يكون حضورها حضوراً يشبه الغياب كما كان في عهد الرئيس أوباما.

هذا يعني أن روسيا ستخسر مصالحها أو بعضها في سوريا، وليس لها إلا ما تعاونت واشنطن به معها، رهان روسيا على إسرائيل في ضمان مصالحها أو استخدامها كوسيلة ضغط على واشنطن لم يعد رهاناً مجدياً في ظل وجود الرئيس ترامب المتعهد بحماية إسرائيل، وكذلك تعهده بمعاقبة حزب الله وطهران، شريكي روسيا في سوريا. الأزمة السورية تعقدت أمام روسيا، وانفرجت أمام واشنطن، فلا الحل السياسي سيكون من صالح روسيا وكذلك الحل العسكري، فموسكو لم تستطع حماية وجودها في سوريا، وحمايتها للنظام سياسة خاسرة، والتخلي عنه لن تكون مفيدة لها كما كان في السابق عندما كانت معظم خيوط الأزمة بيدها، فقد تأخرت كثيراً، ولم تكن تتوقع التدخل الأمريكي عسكرياً في سوريا، فأي عمل عسكري أمريكي آخر سوف يجعل إزالة بشار أمراً سهلاً فرجل سوري بسيط يستطيع أن يسحب بشار من رقبته ليخرجه من الحكم والتاريخ، وعندها ستعمل روسيا على خروجها الآمن من سوريا وليس بقاءها الآمن.