الأحد 23 أبريل 2017 / 09:21

الإمارات الأولى عطاءً

علي أبو الريش - الاتحاد

لأنها النهر فهي سيالة، جائلة في المكان والزمان من أجل الإرواء ومن أجل الاستواء على خير سبيل، هكذا هي الإمارات، في عطائها وسخائها وبهائها، كوردة على أنمل غصن، تعطي بلا شروط، وبلا خطوط متعرجة، أو ملتوية، فالهدف واحد لا سواه، ألا وهو إسعاد العالم، ومسح الدمعة عن عين طفل، ورفع الغصة عن قلب أرملة، وإغاثة ثكلى، وإسعاف عاجز من جهة الشرق حتى ناحية الغرب، العالم بين يدي بلد فياضة بالخير، تعطي ولا تنتظر خير الجزاء من أحد، وإنما هي تنطلق من قيم المؤسس ومبادئ قيادة رشيدة، وضعت على عاتقها ترتيب مشاعر الناس بمنع الحاجة وكف العوز، وإطلاق الابتسامة على الوجوه، إيماناً من قيادتنا أننا موجودون على الأرض، كي نجعل من السحابة نهراً، ومن القطرة جذراً، يكرس الأخضر، ويلوِّن الحياة بالبهجة، ويزخرف الكون بألوان السرور.

لذلك عندما تعلن لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي، تصدر الإمارات دول العالم في العطاء، فهذه الشهادة لم تأتِ من فراغ وإنما من نبع شلال أجزل بأفضل العذوبة وأنقى العطاء، هكذا هي الإمارات، وضعت الإنسان في المقام الأول وبروح إنسانية فذة، فالإمارات اليوم تبحر بالمراكب نحو كواكب لأجل رفع المناكب، ومن فيض السواكب تعطي بلا منة، وتقدم بأيدٍ بيضاء من غير سوء وقلوب نابضة بالحب والوفاء، ومن يحب لا يكره، ومن يحب يعطي بلا حدود، ومن يحب مثل النهر خالد في عطائه سائد في وفائه، رائد في سخانه، ماجد في وجوده، منغمس في الآخر كأنه هو متداخل، متواصل في النسيج الإنساني كخيط الحرير، كأهداب العيون الحور.

هكذا هي الإمارات في مساعداتها للعالم، التزام أخلاقي وديني وإنساني واجتماعي، هكذا هي الإمارات، وجدت نفسها هكذا، في خضم العطاء لتعطي، وجدت نفسها في مركز الدائرة، لتكون القُطر والوتر والنقطة على السطر، والغيمة والمطر والشراع الناصع والسفر والساحل المبهر والبحر والابتسامة الشفيفة والثغر والجبين اللجين وضوء القمر وأحلام يافعة وبوح الشجر والطير المغرد والناي وبيت الشعر والهوى والأشواق وما جاش وقت السَّحَرْ، هذه الإمارات ريانة بالحب، والحب منبعه صحراء ما دار في خلد البشر، هي هكذا قصيدة محملة بكل أنخاب الجمال والكمال وفضيلة الأتقياء الذاهبين بالحلم حتى آخر نجمة، حتى أول النعمة.