الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشار الأمن القومي الجنرال ماكماستر.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشار الأمن القومي الجنرال ماكماستر.(أرشيف)
الأحد 23 أبريل 2017 / 15:04

السياسة الخارجية لترامب.. خطاب يرتقي إلى مستوى التحدي

في رأي ماثيو كروينغ، أستاذ مساعد للخدمة الحكومية والخارجية لدى جامعة جورج تاون، وزميل بارز في مركز برينت سكاوكروفت للأمن الدولي لدى مجلس الاطلنطي، أنه غالباً ما كانت التغطية الصحفية للسياسة الخارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلبية، داعياً إلى إعطاء الفريق المكلف إدارة الديبلوماسية مزيداً من الوقت.

تخلت إدارة ترامب عن خطاب اعتمدته إبان الحملة الانتخابية، وبدأت في تبني سياسات خارجية يمكن اعتبارها، في معظم الحالات، متوافقة مع تحديات محتملة

 ويشير كروينغ في مجلة فورين أفيرز لتركيز محللين على أخطاء أولية، وافتراض تباطؤ في تعيين مسؤولي الأمن القومي، فضلاً عن تصريحات مثيرة للجدل ومواقف اعتبرها البعض دليلاً على فشل السياسة الخارجية للرئيس ترامب.

ولكن، برأي الكاتب، أخفق النقاد في الإشادة بالسياسة الخارجية حيث يجب. فقد تخلت إدارة ترامب عن خطاب اعتمدته إبان الحملة الانتخابية، وبدأت في تبني سياسات خارجية يمكن اعتبارها، في معظم الحالات، متوافقة مع تحديات محتملة.

ويقول كروينغ إن ترامب ورث من الرئيس السابق أوباما نظاماً عالمياً متداعياً، ولكنه استطاع تشكيل فريق أمن قومي رفيع المستوى والكفاءة للمساعدة في حماية النظام العالمي وإحيائه. وفي الواقع، تتناغم معظم التصريحات المثيرة للجدل التي اتخذها الرئيس اترامب، مع ثوابت السياسة الأمريكية. وعندما تخلى عن تقليد ما، كان قصده، على الأغلب، إحداث تغيير ضروري.

تقدم سريع
وفيما يقول الكاتب إنه من المبكر إصدار حكم نهائي بشأن إدارة ترامب، لكنها حققت تقدماً سريعاً، فضلاً عن استعداد الرئيس الأمريكي لاتخاذ خطوات شجاعة، ما يوحي بأن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق المحنك، هنري كيسنجر، كان محقاً عندما قال لسي بي إس نيوز في ديسمبر( كانون الأول) الماضي، بأن رئاسة ترامب ستمثل "فرصة استثنائية للسياسة الخارجية الأمريكية".

إرث ترامب
ومن أجل قياس نجاح سياسة الرئيس الخارجية، يشدد كروينغ على ضرورة دراسة سجل سلفه المباشر. فقد ترك أوباما وراءه في كل من أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، عالماً أكثر خطورة مما ورثه في عام 2009.

وفي السياق نفسه، يقول الكاتب، لأول مرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تعيد اليوم روسيا رسم خريطة أوروبا تحت تهديد السلاح. وفي مواجهة رد ضعيف من الغرب، يواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العمل على تهديد وتقويض الولايات المتحدة وحلفاء الناتو في مسعى لتدمير التحالف.

صورة أسوأ
ويقول كروينغ إن الصورة تبدو أسوأ في آسيا. فقد استولت الصين على مناطق من حلفاء أمريكا، وهي تراكم تواجداً عسكرياً ضخماً يأمل زعماء المنطقة أن لا يؤدي، في نهاية الأمر، لجعل الولايات المتحدة عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها حيال المنطقة الآسيوية ـ الباسيفيكية.

أما أكبر إخفاقات إدارة أوباما فقد تمت في الشرق الأوسط. فقد أشرفت الولايات المتحدة على تفكيك المنطقة، وبروز داعش. وتحول العراق وسوريا وليبيا واليمن إلى دول فاشلة أو مفككة، ما جعلها أماكن حاضنة للإرهاب.

إخفاق
كما أخفقت إدارة أوباما في مقاومة برنامج إيران الصاروخي المتقدم، ودعمها لتنظيمات إرهابية. واليوم تجري إيران تجارب على صورايخ باليستية بعيدة المدى، وتستعرض نفوذها عبر الشرق الأوسط، ما يضر بأمن الولايات المتحدة وشركائها.

في كل منطقة
ويشير كروينغ إلى أنه في كل منطقة هامة للولايات المتحدة، أدت سياسات أمريكية اتبعت خلال السنوات الثماني الأخيرة لتمكين أعداء، ولإثارة أعصاب حلفاء، ولانتشار الفوضى. وبرأي الكاتب، كما تعهد ترامب في حملته، شكل حوله فريق من ألمع رجال السياسة في أمريكا. فوزير الدفاع جيمس ماتيس ومستشار الأمن القومي ماكماستر يعتبران من بين أكثر الضباط تأثيراً في جيلهما. وكلا الرجلين ليس من الزعماء الاستثنائيين وحسب، بل هما مفكران يملكان رؤية استراتيجية بعيدة المدى. وهناك وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيليريسون بسجل وظيفي يشهد له بإدارة شركة إيكسون موبيل لأكثر من عشر سنوات، ولنجاحه في تحقيق أرباح للشركة يفوق الناتج المحلي الإجمالي لعدة دول صغيرة.

ويضيف كروينغ تأكيده على وجوب منح إدارة ترامب مزيداً من الوقت قبل إصدار أحكام جائرة متسرعة غير محايدة، في معظمها.