مظاهرات لدعم البحث العلمي في أمريكا (أرشيف)
مظاهرات لدعم البحث العلمي في أمريكا (أرشيف)
الأحد 23 أبريل 2017 / 16:23

آلاف المتظاهرين في الولايات المتحدة دعماً للبحث العلمي

في أعقاب المسيرات المتعددة المنظمة في بلدان عدة دعماً للعلوم، تجمع آلاف المتظاهرين أمس السبت، في قلب واشنطن تحت الأمطار في مسيرة للدفاع عن البحث العلمي الذي بات في نظرهم على المحك في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وانضم إلى المتظاهرين عشرات العلماء، من بينهم المسؤولة عن برامج علم الفلك في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، نانسي رومان، فضلاً عن فرق موسيقية اعتلت المنصة المنصوبة قبالة البيت الأبيض في خلال 5 ساعات.

وانطلقت مسيرة إلى مبنى الكابيتول مقر الكونغرس الأمريكي حمل المشاركون فيها لافتات كُتب عليها مثلاً "العلم وليس العقيدة" و"الحقائق العلمية مهمة".

وبهذه المسيرة اختُتمت هذه الفعاليات المنظمة بمناسبة اليوم العالمي للأرض.

ونُظمت تجمعات أخرى من هذا القبيل في عدة مدن أمريكية، من بينها لوس أنجليس ونيويورك، إلى جانب أكثر من 500 مسيرة في أنحاء العالم أجمع، من لندن إلى أستراليا، مرورا بباريس وغانا ونيوزيلندا.

بدأ الحديث عن تنظيم هذا التجمع في اليوم التالي لتنصيب ترامب، في الـ21 من فبراير (شباط)، أثناء تظاهرة للدفاع عن الحقوق المدنية جمعت أكثر من مليوني شخص في العالم، من بينهم أكثر من 500 ألف في واشنطن.

ومع أن أصحاب فكرة هذه التظاهرات، وهم علماء أمريكيون، يشددون على أن التحرك ليس سياسياً ولا يستهدف الرئيس الأمريكي بشكل خاص، وإنما يناصر تعزيز البحث العلمي والارتكاز إلى خلاصاته في تصميم السياسات العامة للدول، إلا أن وصول دونالد ترامب ذي المواقف المثيرة للجدل إزاء العلوم إلى الرئاسة عجّل في تنظيم هذه التظاهرة من دون شك.

وكان ترامب أثار قلق العلماء حين كرر أثناء حملته الانتخابية أن الاحترار المناخي "خدعة صينية"، لكنه أبدى بعد فوزه شيئاً من المرونة مع هذا الملف.

وهو تعهد أيضاً قبل انتخابه بأن ينسحب من اتفاقية باريس حول المناخ التي وقعت في العام 2015، لكن يبدو أن هذا القرار ما زال محل نقاش في البيت الأبيض.

وبعد فوزه في الانتخابات، عين على رأس وكالة حماية البيئة سكوت برويت، الذي يشكك أصلاً في حقيقة الاحترار المناخي وأثره على البيئة.

إضافة إلى كل ذلك، اقترح ترامب في أول مشروع للموازنة قدمه في ولايته الرئاسية تخفيض الأموال المرصودة لوكالة البيئة بنسبة 31%، واقتطاعات من ميزانيات الأبحاث العلمية حول المناخ والصحة.

ونشر البيت الأبيض السبت، بياناً قال فيه الرئيس دونالد ترامب إن "العلم المتين ضروري للجهود التي تبذلها إدارتي للوصول إلى الهدف المزدوج القاضي بتعزيز النمو الاقتصادي من جهة وحماية البيئة من جهة أخرى...من خلال تخفيف الأعباء الملقاة على عاتق العمال والشركات الأميركية".

وجاء في البيان الذي صدر بعد دقائق من مرور سيارة الليموزين الرئاسية إلى جانب متظاهرين في واشنطن "إدارتي متمسكة بتقدم البحث العلمي الذي يساعدنا على التعمق في فهم بيئتنا والمخاطر البيئية".

وقالت كايثي إيلوود وهي عالمة بيوكيمياء حضرت للمشاركة في المسيرة: "أنا قلقة من الخطاب المشكك في العلوم المعتمد في هذه الإدارة ونقص معارفها العلمية".

وأضافت العالمة الستينية، "عليهم أن يدركوا أن الحقائق العلمية لا صلة لها بالمواقف السياسية وأن يصغوا إلى العلماء".