جان لوك ميلونشون ومارين لوبان اللذان سيتواجهان في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية. (أف ب)
جان لوك ميلونشون ومارين لوبان اللذان سيتواجهان في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية. (أف ب)
الإثنين 24 أبريل 2017 / 15:06

زلزال سياسي في فرنسا.. الحزبان التقليديان خارج اللعبة

لن يكون أي من الجمهوريين أو الحزب الاشتراكي ممثلاً في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي يخوضها رئيس حركة "أون مارش" إيمانويل ماكرون كالمرشح الأوفر حظاً.

منذ أشهر راهن منافسو وزير الاقتصاد السابق على انفجار "فقاعة ماكرون" على غرار ما حصل مع آلان جوبيه خلال الانتخابات التمهيدية لليمين

وكتب جان باتيست غارا في صحيفة لوفيغارو الفرنسية، أن ما حصل أمس في فرنسا يعتبر هزيمة مزدوجة للجمهوريين والاشتراكيين، واختراقاً تاريخياً لليسار الراديكالي ومرشحه جان-لوك ميلونشون، معتبراً أن الانتخابات الرئاسية العاشرة في الجمهورية الخامسة تشكل زلزالاً لا سابق له منذ 1958. وقال ماكرون: "نقلب اليوم صفحة من الحياة السياسية الفرنسية".

الأوفر حظاً

فمع 23,72 % من الأصوات، فاز زعيم "أون مارش" بالجزء الأول من رهانه. فمنذ أشهر راهن منافسو وزير الاقتصاد السابق على انفجار "فقاعة ماكرون" على غرار ما حصل مع آلان جوبيه خلال الانتخابات التمهيدية لليمين. وفي اليسار كما في اليمين، اعتبر كثيرون أن حملته التي أطلقت بلا حزب ولا منصب منتخب، مصيرها الفشل. ولكن المصرفي الشاب البالغ من العمر 39 سنة لم يسقط قط. وعلى العكس، تقدم المستشار السابق لفرنسوا هولاند في الاستطلاعات وصار الأوفر حظاً للفوز في الدورة الثانية في السابق من مايو (أيار) في مواجهة مارين لوبن.

الحزبان التقليديان
ويقول غارا إن المفاجأة الأخرى الكبيرة في الدورة الأولى تتعلق بالحزبين اللذين احتلا المشهد السياسي الفرنسي في السنوات الأربعين الاخيرة واللذين رفضهما الفرنسيون. بالنسبة إلى الجمهوريين تبدو العقوبة غير مسبوقة، إذ لم يسبق لليمين أن فشل في الانتخابات الرئيسية للجمهورية الخامسة. فمع 19،2 في المئة من الأصوات، لم يتمكن فرنسوا فيون من التأهل وخسر الانتخابات التي افترض الجميع في اليمين أنه لا يمكن خسارتها قبل ثلاثة أشهر. وتقع المسؤولية الكبرى على الفائز في الانتخابات التمهيدية في نوفمبر (تشرين الثاني) الذي ارتأى مواصلة الحملة أياً كان الثمن، وقت كان بعض أصدقائه يضغطون عليه للانسحاب وسط السجال في شأن الوظائف الوهمية لزوجته وأولاده. ولا يزال غير واضح ما إذا كان الحزب سيكون قادراً على الحفاظ على وحدته في انتظار يونيو (حزيران) أو أن معركة خلافة ستبدأ منذ هذا الأسبوع. والاخبتار الأول سيكون الإشارات التي ستعطى للناخبين قبل الدورة الثانية.

الحزب الاشتراكي
ومن جهتهم، كان الاشتراكيون يتوقعون منذ أشهر 21 أبريل (نيسان) جديداً، بعد 15 سنة على إخراج ليونيل جوسبان في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية عام 2002. فبين جان لوك ميلونشون وماكرون، لم ينجح المرشح الرسمي للحزب الاشتراكي في إعادة تقويم حملة بلا روح ولا رؤية. ويوفر رصيده (6,8 %) القدرة على سداد كلفة الحملة الانتخابية للحزب، وهو عزاء صغير قبل فترة تصفية الحسابات الداخلية التي تؤذن بأنها ستكون دموية.

ميلونشون
ويقول غارا إن الحزب الاشتراكي يمكن أن يخشى ميلونشون الذي سجل الأحد نتيجة تاريخية. فقد نجح الوزير الاشتراكي السابق في جذب ناخبي فرنسوا هولاند والحصول على رصيد موقت من 19,23 % . ولكن هذا الأداء لم يقنعه على ما يبدو، هو المرشح الذي دحض توقعات مراكز الاستطلاع. وهو رفض خصوصاً إعلان موقفه حيال الدورة الثانية، تاركاً لمناصريه مسؤولية اتخاذ القرار في شأن التوجه الذي يريدونه، وهو ما يهدد تلاحم حركته.