الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأمريكي ريك تيلرسون.(أرشيف)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأمريكي ريك تيلرسون.(أرشيف)
الإثنين 24 أبريل 2017 / 15:08

هذا ما اقترحه تيلرسون للروس عن الحل في سوريا

24- زياد الأشقر

تناولت نشرة ميدل إيست بريفينغ في مقال زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لموسكو، قائلاً إن من الخطأ الافتراض أنها انتهت بالفشل، إذ إن فور مغادرته نشرت صحيفة برافدا أن تيلرسون لم يفقد الأمل في إقناع روسيا ببدء التعاون مع الولايات المتحدة ورفض دعم الرئيس السوري بشار الأسد.

هناك مشكلة تتمثل في تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي عدم تقرير مصير الأسد من جانب واحد

وقال نائب سكرتير الغرفة الروسية المدنية سيرغي أورديونيكيجي، إن الاجتماع انتهى "إن لم يكن بالتنسيق، فإنه بترابط الخطوات المتبادلة والمقاربات للحل".

وباختصار، تقول النشرة إنها لا تعتقد أن اجتماعات تيلرسون في موسكو انتهت إلى الفشل. وعلى العكس، لقد أثبتت عملياً أن الولايات المتحدة لن تتوانى عن استخدام القوة العسكرية، وأن جهداً جديداً بدأ لوضع حد للحرب السورية، مضيفة أن "الدبلوماسية لا يمكن ان تكون فعالة إذا ما اعتمدت على الكلمات الطنانة والمناشدات العاطفية".

وفي الاجتماعات التي عقدت في 14 أبريل (نيسان)، مع وزيري الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والسوري وليد المعلم، سمع الرجلان تحذيراً روسياً واضحاً بضرورة عدم تكرار الهجوم الكيميائي الذي حصل في خان شيخون. وتذكر النشرة بأنه "قبل ثلاثة أسابيع كانت الدول الثلاث تستعد لقتال شرس من أجل استعادة إدلب. واعتقد الأسد أنه يمكن أن يمهد الطريق نحو إدلب بالأسلحة الكيميائية. وقد كرر الروس على مسامع سوريا وإيران أنهم لا يريدون رؤية خان شيخون أخرى. وأكثر من ذلك، نقل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المطالب الأمريكية. وفي مقدمتها، أن الوجود الإيراني في سوريا يجب خفضه من أجل تبديد قلق العرب وإسرائيل".

إيران والأسد
وأوضحت النشرة أن النقطة المركزية للروس تبقى التوصل إلى اتفاق مع واشنطن لوضع حد للنزاع وتسخير الموارد المتوافرة لقتال الإرهاب. إن موسكو لا تريد أن يكون تورطها بلا نهاية. وعندما استخدمت الولايات المتحدة صواريخ توماهوك فإن ذلك من أجل تأكيد موقفها، وكانت الرسالة أن الأمريكيين يمكن أن يتدخلوا، وان هذه الرسالة يمكن أن تتواءم مع خطط روسيا لتقصير جهودها العسكرية إلى أقصى قدر ممكن. وكانت المشكلة الأصعب دائماً هي إيران والأسد. وتصر طهران على أن يكون لها منفذ إلى حزب الله في جنوب لبنان، فيما الأسد يتمسك بالاحتفاظ بالكرسي. وفي إمكان كليهما التثشبت بموقفيهما، لكن ربما ليس إلى الحد الذي لا تريده أمريكا التي تملك إمكانات كافية في المنطقة وسوريا. وفي حال سحبت روسيا دعمها، فإن إيران والأسد سيبقيان عالقان حيث هما الآن.

موقف أمريكا

وأشارت النشرة إلى أن رسالة واشنطن كانت على الشكل التالي: لا نريد التدخل عسكرياً، لكن إذا كان علينا ذلك، فمن أجل إنهاء المجزرة. وإذا لم نعمل سوياً على إيجاد مخرج، فإن النتيجة لن تكون جيدة سواء بالنسبة لنا أو بالنسبة إليكم. إن حليفيكما (إيران وسوريا) لا يتصرفان بمسؤولية. وساعدت التوماهوك تيلرسون في تأكيد وجهة نظره.

اقتراح روسي للإيرانيين
وأضافت أنه بعد زيارة تيلرسون، أفادت بعض التقارير أن اجتماعات لافروف مع ظريف والمعلم تضمنت نقل اقتراح روسي للإيرانيين يقضي بسحب حزب الله من أراضٍ سورية قريبة من إسرائيل في مقابل توفير ممر آمن للحزب. وتحدثت تقارير أخرى عن تفاهم جديد بين تيلرسون ولافروف، وأن الاقتراح الروسي للإيرانيين هو جزء من هذا التفاهم.

مستقبل الأسد
ولفتت إلى أن إيران تريد السيطرة على سوريا كلها، الأمر الذي يرفضه العرب وإسرائيل وتركيا. والأسد يريد البقاء في السلطة حتى الموت، والسوريون، أو على الأقل جزء مهم منهم، لا يمكنه التعايش مع ذلك. وإذا لم تحل هاتان المسألتان فإن الأزمة ستستمر. ولدى تيلرسون بعض الأفكار لمعالجة المشكلتين. فبالنسبة إلى مستقبل الأسد، لا تزال هناك خلافات مع الروس، لكن ليست من النوع الذي لا يمكن معالجته. ومن بين هذه الأفكار أن يغادر الأسد السلطة بعد فترة انتقالية قصيرة. وترمي الخطة إلى الحفاظ على الدولة واختيار سني معتدل، من المحتمل أن يكون ضابطاً كبيراً، رئيساً للدولة.

خفض التدخل الروسي
ومع ذلك، هناك مشكلة تتمثل في تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي بعدم تقرير مصير الأسد من جانب واحد. وكل ما في استطاعته فعله، إذا ما رفض الإيرانيون الاقتراح الروسي، هو الانسحاب من سوريا وخفض التدخل الروسي، وترك الحرب للإيرانيين والأسد الذين لا يمكنهم الذهاب بعيداً وحدهم. وحجة موسكو لدى حليفيها ستكون أنه لا يمكنها المخاطرة بمواجهة الولايات المتحدة إذا كانت هذه الأخيرة قد اتخذت قراراً حاسماً بالتدخل العسكري، كما أنه لا يمكن روسيا أن تواصل الدفاع عن أفعال مثل الهجوم الكيميائي على خان شيخون أو الانتظار كي يمضي الطرفان في حل عسكري والسيطرة على "كل شبر" من سوريا.