نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد يتسلم تقرير "العربية لغة حياة". (أرشيف)
نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد يتسلم تقرير "العربية لغة حياة". (أرشيف)
الإثنين 24 أبريل 2017 / 19:58

العربية لغة حياة... إنه قرار

لا بد لألسنة ما فتئت تشيد وتتغنى باللغة "البهية الجلية"، "الجليلة الفضيلة"، "المشرقة المورقة" أن تترك الهتاف للغة العربية، وتبدأ العمل لها

 لست أدري لم وجدت نفسي يوم أمس أقلب مجدداً التقرير الذي أطلقه منذ سنوات صاحب السمو محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزارء، نائب رئيس الدولة، حاكم دبي، بعنوان "العربية لغة حياة". ذلك التقرير الذي لم يصدر للغة العربية في العصر الحديث منهجًا أقوم منه، ولا فكرًا أهدى منه.

والحقيقة أن ما أعاد الكتاب إلى ناظري، وجعلني أقلب صفحاته مجدداً هو حالة النشوة والبهجة بالقرار الذي أصدرته وزارة التربية ومجلس أبوظبي للتعليم بإلزامية أن تكون اللغة العربية هي لغة التدريس والتخاطب والتواصل والتفاعل في المجتمع المدرسي.

وبصرف النظر عن جدلية القرار أو الاختيار، والإلزام أو الالتزام، فإن ما ورد وصدر يعد مكسبًا لا بد للعربية أن تستثمره، ولا بد لألسنة ما فتئت تشيد وتتغنى باللغة "البهية الجلية"، "الجليلة الفضيلة"، "المشرقة المورقة" أن تترك الهتاف للغة العربية، وتبدأ العمل لها.

علم نفس المجتمع يؤكد أن الأيام المقبلة سوف تحفل وسائل التواصل الاجتماعي فيها بمقاطع من أصحاب الظل الظريف والعقل الخفيف، يتندرون فيها على أنفسهم، ويحسبون أنهم يتندرون على العربية، ويسخرون من واقعهم ظانين أنهم يسخرون من هذا القرار.

لكن علم اللغة الاجتماعي، وعلم التخطيط اللغوي، يدرك أن أي تهريج إعلامي لن يكون سوى فقاعة، أما الأساس الراسخ والعمل الواعي والتخطيط السليم فسوف يؤدي إلى نتائج ملموسة لها أثر ليس في مستقبل التعليم، بل في مستقبل الأمة.

أدرك أننا نعاني من ضعف مخرجات التعليم العام، لكن تتبعي للشأن التربوي يجعلني أدرك أن أحد أرقى أنظمة التعليم العالمية، وجد قبولاً في كثير من الدول، وخرج كفاءات أفادت المجتمع، هو بسبب مبدأ رئيس من مبادئ التعليم فيه، هذا المبدأ لا يتعدى أن يكون أربع كلمات، لكنها تحمل خلاصة الفكر التربوي، هذا المبدأ هو "كل معلمٍ معلمُ لغة".

وفي الإمارات حيث تقود رؤية 2021 إلى أن تكون الإمارات مركز الامتياز في اللغة العربية، وتقود استراتيجية 2071 إلى ريادة عالمية في التعليم خصوصا، وفي التنافسية العالمية عموماً، وتقود توجيهات القيادة إلى التمسك بالهوية وثوابتها، لتحقيق الريادة ومتطلباتها، فإن الخطوة الأولى قد تكون هذا القرار، من أجل لغة تتسم بالحياة، وستكون لغة حياة.