عملات مشفرة أو ما يعرف ببيتكوين.(أرشيف)
عملات مشفرة أو ما يعرف ببيتكوين.(أرشيف)
الثلاثاء 25 أبريل 2017 / 14:16

هل يستخدم الإرهابيون عملات مشفرة؟

كتبت مجموعة من الباحثين البارزين لدى معهد راند غير الربحي، في مجلة فورين أفيرز عن احتمالات استخدام الإرهابيين لعملات مشفرة من أجل توسيع نشاطاتهم، متسائلين ما إذا كانت تقنيات حديثة أدت إلى انتشار تلك النوعية من العملات.

بيتكون وسواها من العملات تسمح لمستخدميها بتحويل أموال دون التعرف على هويات أصحابها، وبسرية جزئية

ومن الذين ركزوا على هذه القضية ديفيد مانهايم، وزميله العالم السياسي باتريك جونستون المتخصص في محاربة الإرهاب والحركات المتمردة، وجوش بارون، عالم معلوماتية متخصص في المعاملات الإلكترونية والكريبتوغرافي( علم التشفير) وسينثيا شوارز، محللة بارزة في مؤسسة راند.

أسوأ سيناريو
ويشير الباحثون لمخاوف عبر عنها، خلال السنوات الأخيرة، عدة خبراء بشأن إمكانية لجوء داعش وتنظيمات إرهابية أخرى للعملات المشفرة مثل(بيتكوين)، كسبيل جديد لتوسيع عملياتهم. ومع ذلك، لم تنتشر بعد العملات الرقمية بين الإرهابيين. إلا أن لا وسائل تمويل الإرهاب ولا تقنيات العملات المشفرة ثابتة، وقد يشهد العالم عما قريب أسوأ سيناريو محتمل. إذ إن زيادة شدة الضغوط على وسائل تمويل الإرهاب مرفقة بسهولة استخدام العملات المشفرة التي تمنع، إلى حد ما، الكشف عن هويات أصحابها، قد يدفع الإرهابيين لتبني هذه التقنية.

سرية محدودة

ولكن الباحثين يشيرون إلى أنه، في الوقت الحاضر، نادراً ما يلجأ الإرهابيون للعملات المشفرة، لأن معظم الأنماط المتوفرة لديهم تمنح سرية محدودة، ويصعب تحويل مبالغ كبيرة بسرعة عبر تلك الأنظمة. ويضاف إليه، محدودية قبول الأموال الرقمية في مناطق كالشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تنشط مجموعات إرهابية.

بديل جذاب
وفي ذات الوقت، تعمل وزارة الخزانة الأمريكية مع شركائها على منع الإرهابيين من الاستفادة من أقسام أخرى من النظام المالي الدولي. ويقول خبراء إن العملات الرقمية قد تستخدم للتمويل العام، ولغسيل أموال، أو لتسديد قيمة مشتريات شخصية ولإجراء معاملات عادية ما يساعد على تسريع عجلة الإرهاب. ولكن من الممكن وضع قيود بالاعتماد على نوعية التنظيم وكيفية تمويل عملياته.

وسائل تمويل
ويشير الباحثون لتلقي داعش معظم موارده من مصادر تتطلب السيطرة على مناطق بيع نفط وفرض أتاوات ومصادرة ممتلكات خاصة. ومع صعوبة إعطاء تقديرات دقيقة، يقال أن فرض داعش لضرائب عدة حقق للتنظيم ريعاً بلغ 360 مليون دولار سنوياً. وسيواصل داعش، على الأرجح، اعتماده على تلك الموارد حتى مع تقلص مساحة الأراضي التي يسيطر عليها في العراق وسوريا.

تقييد قدرات
ويلفت الباحثون لكون نموذج الدخل القائم على السيطرة على مناطق الذي يعتمده داعش، يقيد من قدرته على استخدام العملات المشفرة، وذلك لأنه من الصعب تحويل تلك العملات إلى شكل يمكن استخدامه في مناطق خاضعة للتنظيم. وحتى لو تم التغلب على هذه العقبة، فإن المبالغ الضخمة التي يحتاج إليها تنظيم كداعش ستحد أيضاً من قدرته على التحرك ضمن أسواق العملات المشفرة. ومع سعي قيادة داعش لتنويع مواردها، فليس من المحتمل أن يصبح من أوائل المتبنين للعملات المشفرة طالما أنه يواصل الاعتماد على سيطرته على مناطق لتمويل نشاطه.

خيار آخر
ويتساءل الباحثون عما إذا كان الكشف عن الهوية هو ما يمثل حالياً أكبر عقبة أمام الإرهابيين في استخدام العملات المشفرة. فإن بيتكون وسواها من العملات تسمح لمستخدميها بتحويل أموال دون التعرف على هويات أصحابها، وبسرية جزئية. ولكن حتى في ظل وجود تلك التقنيات، تستطيع حكومات غربية التعرف على مصادر تمويل تلك المجموعات واستهدافها. ويلفت الباحثون إلى أنه في حال فشل الإرهابيون باتخاذ احتياطات أمنية، فمن المستحيل إخفاء هوياتهم.

برامج متطورة
إلى ذلك، تمتلك الدول التي تقود جهود محاربة الإرهاب برامج متطورة ومعقدة. ويمكن، في تلك الحالة، وعبر استخدام مختلف أنواع الوسائل المتاحة، استهداف مصادر تمويل مجموعات إرهابية عبر نقاط ضعف غير معروفة للعامة. وحتى في ظل عدم وجود تلك المعوقات، ترتاب بعض المجموعات الإرهابية بأنظمة تمولها حكومات غربية. وقد تصل تلك الثقة المفقودة إلى عالم العملات المشفرة.