مقاتلون من حزب الله في عرض عسكري.(أرشيف)
مقاتلون من حزب الله في عرض عسكري.(أرشيف)
الثلاثاء 25 أبريل 2017 / 14:17

نيويورك تايمز تنتقد الرسائل الأمريكية المتضاربة لإيران

24- زياد الأشقر

جاء في افتتاحية صحيفة نيويورك تايمز إن مقاربة إدارة ترامب حيال إيران مليئة بالرسائل المتناقضة، وأن ثمة ميلاً مشؤوماً لشيطنة إيران وتحريف التهديد الذي تشكله، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى مواجهة خطيرة وغير ضرورية.

ما يقلق ترامب عندما يقول إن إيران لا تلتزم "روح" الإتفاق هو الدور المزعزع للإستقرار الذي تلعبه طهران في الشرق الأوسط

واعتبرت أن الردود المختلفة والمتضاربة للإدارة على الاتفاق النووي مع إيران لعام 2015 هي مثال على ذلك. فالاتفاق، الذي يعتبر من الانتصارات الرئيسية لإدارة أوباما، يدعو إيران إلى كبح جماح نشاطاتها النووية في مقابل رفع العقوبات عنها. وخلال الحملة الانتخابية، وصف الرئيس ترامب الإتفاق بأنه "أحد أسوأ الاتفاقات التي رأيتها" ووعد بتمزيقه ومعاودة التفاوض عليه إذا فاز في الإنتخابات. ولكن الأسبوع الماضي لمحت رسالة من وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى رئيس مجلس النواب بول ريان، إلى عزم ترامب إلتزام الإتفاق.

وتتحدث الرسالة عن أن إيران تلتزم الإتفاق، الذي تم التفاوض في شأنه من خمس قوى عالمية بالإضافة إلى الولايات المتحدة وإيران. وتوصلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تراقب الإتفاق عن كثب وبتكنولوجيا متطورة، إلى النتيجة نفسها في آخر تقرير لها.

رعاية الارهاب
ومع ذلك، يشدد تيلرسون في الرسالة على أن "إيران تبقى دولة رائدة في رعاية الإرهاب، والإدارة تجري مراجعة لمعرفة ما إذا كان تعليق العقوبات لا يزال يصب في المصالح الأمريكية". ويزيد تشويش وجهات نظر الإدارة، ما صرح به تيلرسون للصحافيين الأربعاء من أن الاتفاق "أخفق في تحقيق هدف جعل إيران غير نووية" وإنه "فقط يؤخر هدفهم (الإيرانيين) بأن يصبحوا دولة نووية".

الاتفاق سارٍ
والخميس اتهم ترامب طهران بعدم التزام "روح" الاتفاق. ومع ذلك أكد وزير الدفاع جيمس ماتيس خلال زيارة لإسرائيل أن الاتفاق "لا يزال سارياً وأنه يبدو أن إيران "ملتزمة بالجزء المتعلق بها". وفي اليوم ذاته أبلغ ترامب إلى الأسوشيتدبرس أنه "من المحتمل أن لا نبقى" في الاتفاق.
ومن هذا المنطلق، رأت الصحيفة أن مثل هذه التشويشات المتتالية ليست بالأمر الجديد بالنسبة إلى مواقف إدارة ترامب في ما يتعلق بالقضايا المهمة للأمن القومي. ومن بين هذه المواقف تلك العائدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وجمهوريين وديمقراطيين ممن يعارضون الاتفاق ويعتقدون أن لديهم صديقاً ثابتاً في ترامب.

كبح البرنامج النووي
وأشارت الصحيفة إلى أن سبباً رئيسياً محتملاً وراء وقف ترامب انتقاداته ألا وهو إن الإتفاق قد كبح البرنامج النووي الإيراني. كما إنه خفض بنسبة كبيرة كمية اليورانيوم المسموح لإيران بتخصيبها وفرض عمليات تفتيش تسمح للأسرة الدولية بمعرفة ما إذا كان ثمة خداع. فضلاً عن ذلك فإنه إذا انسحبت أمريكا من الإتفاق، فإنها ستتحمل اللوم في شأن انهياره وستغضب قوى عالمية أخرى.

ولفتت الإفتتاحية إلى أن ما يقلق ترامب عندما يقول إن إيران لا تلتزم "روح" الاتفاق هو الدور المزعزع للإستقرار الذي تلعبه طهران في الشرق الأوسط، علماً أن الغرض من الإتفاق هو إيجاد حل للتهديد الأخطر- منع إيران من حيازة قنبلة نووية، ولا شأن له باحتواء تدخل إيران في سوريا ولبنان واليمن، ودعمها للمتطرفين وقدرتها على النفخ في التوترات الإقليمية.

ورأت أن من الأفضل لترامب والاستقرار العالمي وضع استراتيجية تسعى إلى مواجهة سلوك إيران المزعزع للإستقرار، والسعي أيضاً إلى التعاون حيث من المتاح ذلك. ومن أجل ذلك يتعين على الإدارة إجراء حوارات منتظمة مع الحكومة الإيرانية. ومن أجل خفض التوتر الإقليمي وابقاء الإتفاق النووي على المسار، فإن العمل مع الإيرانيين هو خيار أكثر منطقية من خيار تحديهم.