إيمانويل ماكرون ومارين لوبان.(أرشيف)
إيمانويل ماكرون ومارين لوبان.(أرشيف)
الثلاثاء 25 أبريل 2017 / 14:18

أفول الجمهورية الخامسة.. تقدم ماكرون يعزز فرص لوبان!

مع وصول المرشح المستقل إيمانويل ماكرون وزعيمة الجبهة الوطنية المتطفة مارين لوبان إلى الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية، يقول آندرو هوسي، كاتب بريطاني مقيم في باريس يعمل في بي بي سي، ومؤلف كتاب "الانتفاضة الفرنسية"، أن الفرنسيين عازمون على التخلي عن التركيبة السياسية الرئيسية في بلدهم.

إذا تحقق طموحها، ستصبح لوبان ليست أول رئيسة لفرنسا وحسب، بل قد تجري تحولاً هائلاً في السياسات الفرنسية، وتزيد الخلل في الاتحاد الأوروبي

وكتب هوسي في مجلة نيو ستيتسمان أن الخاسر الأكبر ليلة الانتخابات قبل يومين، كان فرانسوا فيون من حزب الجمهوريين الذي ينتمي ليمين الوسط، والذي شغل منصب رئيس الوزراء من عام 2007 إلى 2012. فقد انتقل من كونه مرشحاً مفضلاً إلى شخصية دخيلة على السباق الرئاسي، عقب اتهامات بفساد مالي.

وفيون الذي نفى عن نفسه تهماً بارتكابه تجاوزات، فشل في الظهور في صورة رئاسية قديرة، بل أصبح مثار سخرية وازدراء من جميع الأطراف، وحتى من نفسه.

كذلك، يلفت هوسي لفشل بينوا هامون، مرشح الحزب الاشتراكي، حزب الرئيس المنتهية ولايته، فرانسوا هولاند، في تحقيق نتيجة أفضل من فيون. وكذلك كان حال باقي مرشحي الرئاسية باستثناء مارين لو بان زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، ومنافسها إيمانويل ماكرون، مرشح الوسط أو يسار الوسط، المصرفي السابق، وابن التاسعة والثلاثين عاماً، وربيب هولاند، حيث خدم كوزير، في عهده، للاقتصاد والصناعة والبيانات الرقمية.

خط مستقل

ويشير الكاتب إلى ابتعاد ماكرون عن الحزب الاشتراكي في عام 2016، وتقديمه لنفسه كمرشح مستقل بحركته الجديدة "إلى الأمام". كما يصف ماكرون نفسه بأنه يمثل صوت الاعتدال والحس المشترك. ويدافع عن الاتحاد الأوروبي، ومنطقة اليورو، ولا يخجل من كونه ليبرالياً عولمياً.

ولكن، وبحسب هوسي، يصعب تقبل الرجل الذي يصفه خصومه بأنه "انتهازي يخدم مصلحته، وليس جديراً بالثقة، والأسوأ منه، كونه يفتقر لخبرة سياسية عريضة".

هدية إلى لوبان
ويصف الكاتب ماكرون بالسذاجة وحدة الطبع، كما كان حاله عندما ظهر على شاشة التلفزيون الفرنسي وهو تحت ضغط هجوم من مارين لو بان، خلال مناظرة رئاسية.

وبحسب هوسي، جاء ماكرون كهدية إلى لوبان. فقد اتهمته بأنه جاهل ولا يدري شيئاً عما كان يتكلم عنه. وحتى أولئك غير المناصرين لحزب الجبهة الوطنية، الذين لا يوافقون بالضرورة على أرائها بشأن الأمن والهجرة، أقروا بأن لوبان أكثر إقناعاً منه. وكما قال أحدهم، وهو ليس مؤيداً للجبهة الوطنية: "كانت لوبان، ليلة المناظرة الرئاسية، السياسية الوحيدة القادرة على التعبير عن أرائها".

احتمالات
من هنا يرى الكاتب احتمال حصول ما كان مستحيلاً أو غير قابل للتصديق: فوز مارين لوبان لا في الجولة الأولى للانتخابات، وحسب، بل في الثانية. وإذا تحقق طموحها، ستصبح لوبان ليست أول رئيسة لفرنسا فقط، بل قد تجري تحولاً هائلاً في السياسات الفرنسية، وتزيد الخلل في الاتحاد الأوروبي.

تجميع صفوف
ولكن عندما عرض هوسي هذا الاحتمال على جان بيار ليغراند، زعيم الجبهة الوطنية في روبياكس، بلدة يسكنها 90 ألف شخص، وتقع في شمال فرنسا، هز رأسه قائلاً إنه يتمنى وصولها إلى الرئاسة. ولكن ليغراند أعرب عن مخاوفه من احتمال سعي جميع الأحزاب الرئيسية في فرنسا لرص صفوفها ودعم أي منافس للوبان. وقال: "هذا ما يجري دوماً. ولهذا السبب يبدو ما يسمى بالديمقراطية الفرنسية شكلاً فعلياً من الديكتاتورية. لا تستطيع أبداً أن تضع يديك على السلطة. إنها تعود للنخبة، لأشخاص من أمثال إيمانويل ماكرون".