إيرانية أدلت بصوتها في انتخابات نيابية.(أرشيف)
إيرانية أدلت بصوتها في انتخابات نيابية.(أرشيف)
الأربعاء 26 أبريل 2017 / 14:30

كيف يؤثر التصعيد الأمريكي على الانتخابات الإيرانية؟

صدرت عن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدة تصريحات ومواقف عدائية تجاه إيران، ما دفع نشرة "ميدل إيست بريفينغ" للتساؤل عما كانت فرص الرئيس الإيراني الإصلاحي روحاني تقلصت في مواجهة مرشحين محافظين يعادون كل ما يتعلق بأمريكا، ويتمسكون بخطاب متشدد عالي النبرة.

تخطط إدارة ترامب لاتخاذ خطوات أخرى ضد إيران، قد تلحق مزيداً من الأضرار بالاقتصاد وتؤدي إلى امتناع حكومات أوروبية وآسيوية، ورجال أعمال من الاستثمار في إيران

وتلفت النشرة إلى أن عدداً من المراقبين للشأن الإيراني تفاجأوا عندما أعلن في 12 إبريل( نيسان) الرئيس السابق أحمدي نجاد، الذي تولى الحكم ولايتين رئاسيتين، ترشحه للانتخابات التي ستجرى في 19 مايو(أيار) المقبل، مصطحباً معه، عند زيارته لوزراة الداخلية الإيرانية، نائبه السابق، حامد بقائي، الذي ترشح أيضاً للرئاسة.

وقد جاءت خطوة أحمدي نجاد مفاجئة للكثيرين، لأن المرشد االأعلى في إيران علي خامنئي، قال صراحة في سبتمبر( أيلول) إن ترشح الرئيس السابق(2005-2013) سيحدث انقسامات وخلافات في إيران.

تحدي ظاهري
ويرى مراقبون أن تحدي نجاد لخامنئي ظاهرياً، وليس حقيقياً، وإنما يهدف لزيادة عدد المرشحين المحافظين في مواجهة الرئيس روحاني. وقال أحمدي نجاد: "سجلت اسمي لهدف واحد، وهو دعم حامد بقائي وسأعمل وفقاً لنصيحة القائد". ويضاف إليه ما ورد على لسان غلام حسين محسني إيجي، الناطق الرسمي باسم القضاء الإيراني أن الحكم النهائي في عدد من القضايا المرفوعة ضد نجاد وبقائي، لم يصدر بعد.

ظهور علني
وتشير نشرة "ميدل إيست بريفينغ" إلى ظهور أحمدي نجاد خلال الأشهر الأخيرة، مقدماً نفسه كبطل شعبوي، ومنتقداً للهجمات الصاروخية الأمريكية ضد سوريا، وقائلاً لوكالة أسوشييتد برس إن القصف لا يشكل، بأية صورة، تهديداً أو تحذيراً لإيران، لأن الولايات المتحدة "لا تستطيع إيذاء إيران". ويبدو أن تحدي أحمدي نجاد الظاهري لأوامر المرشد للبقاء بعيداً عن الانتخابات سيتردد صداه بين الناخبين الذين خاب أملهم من الحكم الديني لإيران.

تراجع نفوذ

ولكن، بحسب النشرة، لنجاد هدف آخر. إنه يسعى إلى دعم فصيل المحافظين الذي تراجع نفوذهم، وقد يهزمون نهائياً في الانتخابات المقبلة. فقد منع من الترشح لمنصب الرئاسة في عام 2013، إصفانديار رحيم مشائي، مستشاره الاستراتيجي السابق، ورئيس هيئة موظفيه. كما لا يعد بقائي، نائب نجاد سابقاً، مرشحاً جاداً.

اجتماع حاشد
وتلفت النشرة لاجتماع حاشد عقده التيار الرئيسي من المحافظين الإيرانيين في بداية شهر إبريل( نيسان) لتنسيق عملية دعم مرشح واحد. وفي ذلك الاستطلاع( الاجتماع)، تقدم إبراهيم رئيسي على أربعة مرشحين، بمن فيهم محمود باقر قاليباف، عمدة طهران. ورئيسي محقق سابق، عينه خامنئي في مارس( آذار) 2016 كقيِّم على ضريح الإمام رضا في مشهد. وهو عضو مجلس الخبراء.

عدة عوامل
وتشير النشرة إلى أنه إذا برز رئيسي كمرشح محافظ وحيد لمنافسة الرئيس الحالي حسن روحاني، فمن المتوقع أن تكون نتيجة الانتخابات شديدة التقارب. فقد ضعفت مكانة روحاني جراء عدة عوامل، بداية بغياب ثلاثة رجال دين معتدلين، منهم الرئيس الأسبق، علي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي توفي في العام الماضي.

وكما في عهد روحاني الذي فاز بفارق ضئيل في عام 2013، واصل الاقتصاد تراجعه حتى بعد التوصل إلى صفقة 5+1، ورفع بعض العقوبات عن إيران. وخلال العامين الأخيرين من حكم أحمد نجادي وفي عهد روحاني، تراجعت قيمة العملة الإيرانية من 10,000 ريال للدولار إلى 38.000.

نهج متصلب
وتلفت النشرة لاتخاذ الولايات المتحدة، ومنذ انتخاب دونالد ترامب، خطاً أكثر تشدداً ضد إيران. وفيما يتوقع من إدارة ترامب الالتزام بصفقة 5+1، تسعى الولايات المتحدة في نفس الوقت لفرض عقوبات قاسية رداً على سلوك إيران العدواني في المنطقة.

خطوات أخرى
وبحسب النشرة، تخطط إدارة ترامب لاتخاذ خطوات أخرى ضد إيران، قد تلحق مزيداً من الأضرار بالاقتصاد وتؤدي إلى امتناع حكومات أوروبية وآسيوية، ورجال أعمال من الاستثمار في إيران، ولفرض عقوبات على شركات تتعامل مع الحرس الثوري الإيراني. وبحسب النشرة، من شأن تلك الخطوات أن تحد من فرص الرئيس حسن روحاني بالفوز بفترة رئاسية ثانية في إيران.