في دبي.(أرشيف)
في دبي.(أرشيف)
الأربعاء 26 أبريل 2017 / 19:55

أجوبة شافية للمّنبهرين ..لماذا الامارات بلدًا آمنًا؟

رغم تراكم الأدلة على قدرات إماراتية استثنائية ما بين الحزم والصرامة على مقارعة الظلم وصد العدوان، لا تفرط الإمارات بالقيم الإنسانية الأصيلة

كشف تقرير الدول الأكثر خطرا في العالم، واستند مؤشر الخطر على مستوى الأمن الإجتماعي للمواطنين القاطنين ومستوى الجريمة والسرقة، بالإضافة الى النزاع المسلح والجريمة والتهديدات الارهابية. التقرير يحتوي على قائمة تضم حوالي 136 دولة، واحتلت فنلندا المركز الأول بين الدول الاكثر امناً في الترتيب وتلتها دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك وفقا لتقرير حديث أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي .

بيت القصيد أن هناك حقائق لا بد من تأكيدها، بأن أوطاننا عظيمة بقياداتها الذين يصنعون الفارق ويرسمون لوحة المستقبل المشرق، ومتانة تلاحم الشعب مع قيادتهم. وأثبتت الإمارات للقاصي والداني أنها "المعجرة" لا في قدرتها على نشر الأمن في الداخل فقط بل التحدي الحقيقي حينما تصبح البلد الآمن وسط إقليم جغرافي ملتهب ومتفجر في الغالب ، كما إنه مليء بالصراعات والأزمات، ما جعل الإمارات "الإعجوبة الأمنية" لتتصدر بهذه الريادة مقعدها الحضاري والتنويري بين الأمم .

وغني عن البيان، نجحت السياسة الخارجية الإماراتية لترويج الاسلام السمح عالمياً، وهو نوعية من الثقافة الإنسانية تتسم بالروحانية والتسامح، والرحمة للعالمين، وهذه المعايير باتت مطلبًا مهماً للمسلم المعاصر إذا كنّا فعلًا نريد الحياة أو العيش الآمن الهادئ البعيد عن العنف والظلم والقهر.

كما ركزت الإمارات على مجابهة قوى التطرف والإرهاب، وتوضيح زيف وفساد أفكاره، وعدم إيجاد الحواضن الثقافية لأفكار الغلو والعنف، لتتفرغ حينئذٍ لرسالتها الأخلاقية والمعرفية بنشر الآداب والمعارف والفنون، كي لا نترك الشباب نهباً للأفكار المتصارعة أو للتيارات التي تفرخ العنف في سبيل الحصول على ما تريد من مكاسب اجتماعية وسياسية.

فالأمة العربية تحيا واقعًا أليمًا اليوم ومناخًا غير مسبوق من التوتر والتعصُّب والتمذهب والطائفية والإثنية، بل انهيارًا حضاريًّا في كل الميادين الخيّرة، فنعمة الأمن في الأوطان العربية باتت أملاً مفقودًا، وبلدًا فاقًدا للاستقرار يترصده الخوف من كل حدب وصوب حيث لا يوجد الأمن إلا بوجود مقوماته، ولا يدوم إلا بدوام أسبابه"، والسر بالقطع "صنائع المعروف" " فعل الخيرات" "إغاثة اللهفان" ومن ثم "الاحتراز الأمني". لهذا وعد الله للأمم والمدن والقرى أن لن يهلك أهلها ما داموا مصلحين خيرين، سنن كونية أرادها الله لتكون آية لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد.

لن تتراجع الإمارات عن مكانتها الأخلاقية العالية وذلك حينما تدافع عن أوطاننا العربية وتثبّت أسس الأمن والاستقرار، ولكن لا بد أن يتماشى مع ذلك تفعيل دور المساعدات الإنسانية الإغاثية والصحية والإنمائية، وتولي اهتمامها الخاص لكل النازحين واللاجئين وتوفر لهم كلّ الإعانات الضرورية بحيث لا تصبح معاقل للإرهاب، وقد حققت في هذا الصدد إنجازات مشهودة على كل الصعد.

ورغم تراكم الأدلة على قدرات إماراتية استثنائية ما بين الحزم والصرامة على مقارعة الظلم وصد العدوان، لا تفرط الإمارات بالقيم الإنسانية الأصيلة، واللمسات الحانية للبشر في كل مكان في العالم، وبالنقيض لا تتهاون مع كل من تسوّل له نفسه في زعزعة استقرار المنطقة، كما إنها تعرّي الزيف وتنزع الظلم بقواتها المسلحة كما تزرع التنوير والأمل .

وكل هذه التضحيات من قوافل الشهداء إما مِنْ أجل عطاء إنساني "لحفظ الأمن العربي" فقد جاءت الإمارات في صدارة الدول التي تجاوبت مع الأزمة الإنسانية في اليمن وسوريا وليبيا..إلخ وإما من أجل الأعمال الخير، مد يد العون إلى إخوانهم في الإنسانية، فنهج الإمارات في المساعدات الخيرة الباعثة للأمل، وتطوير برامج التنمية البشرية.

كلّها جوامع من الخير حفظت الإمارات وشعبها من كلّ نوائب الدهر ومصائبه، وبالخير نزعت فتيل الكراهية وأغلقت بالتسامح باب الحسد والحقد، فالتاريخ شاهد عبر مراحله بأنّ الأمن والأمان هبة إلهية للشعوب الخيرة، لهذا كلمة للتاريخ قالها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "كلما أعطينا أكثر زادنا الله من نعمه عطاء واستقرارًا وأمنًا وأمانًا وراحة وحياة كريمة"