الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.(أرشيف)
الخميس 27 أبريل 2017 / 14:46

ترامب في ثاني مائة يوم.. لجم إيران ودعم قوى سنية أقليمية

كيف ستكون عليه المائة يوم التالية من حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟ سؤال حاولت الإجابة عليه ريفا غوجون، نائبة رئيس معهد غلوبال آناليزيس.

القوى السنية الرائدة في المنطقة، تركيا والسعودية ودول الخليج، ستجد الرئيس ترامب أكثر استعداداً للمساعدة في لجم إيران مما كان عليه سلفه أوباما

مع مرور مائة يوم على تنصيب ترامب، نشرت الصحف تقارير وتحليلات حول ما حققه الرئيس الأمريكي على المستوى الداخلي والخارجي، فانتقده بعضهم وأشاد به آخرون. وبدأ بعض الخبراء يستشرفون ما ستكون عليه سياسات ترامب خلال المائة يوم التالية من عهده. 

مسار تجاري 
وتلفت غوجون لوصف ترامب غالباً بكونه رئيس الصفقات، بمعنى أنه ينظر إلى العالم باعتباره طاولة مفاوضات حيث يستطيع أن يوظف فيها خبرته في عالم المال والتجارة للحصول على أفضل الشروط والاتفاقيات لصالح العمال والشركات الأمريكية. ومن ثم سيحاول ترامب التركيز في أجندته على ما يعتبره من صلب اختصاصه: الاقتصاد والتجارة الأمريكية.

وتمضي الكاتبة للقول إنه حتى لو كان الاقتصاد المحلي أحد أقرب الأشياء للمنطقة الآمنة بالنسبة للرئيس، فهي التي واجه فيها أيضاً حواجز تنظيمية عدة. كما يواجه ترامب عقبات على طريق إجبار دول أخرى لتعديل الميزان التجاري مع أمريكا.

معضلة كوريا الشمالية
وتقول غوجون إن ترامب أعلن للعالم أن الضغط التجاري الذي مارسه على الصين سيحقق أشياء "لم تلمس سابقاً" في إدارة الأزمة الكورية الشمالية. وعبر وصف الصين كمتلاعب بالعملة، يحاول ترامب اتباع تكتيك تفاوضي بقصد دفع بكين لفرض مزيد من الضغوط على كوريا الشمالية. ولكن في حين يسعى الرئيس الصيني جي بينغ لتعزيز سلطته الداخلية قبيل انعقاد مؤتمر الحزب الشيوعي في العام الجاري، وفي صد هجمات تجارية من قبل واشنطن، كان حذراً في استخدام مزيج من الحوافز التجارية والتحركات العسكرية مع جيرانه من توسيع مساحة نفوذه في الجوار القريب، وإستبعاد الولايات المتحدة. نتيجة لذلك كله، لم تستجب الصين لمطالب أمريكا للضغط على كوريا الشمالية، التي يتوقع أن تواصل تجاربها الصاروخية والنووية.

علاقة مضطربة
وترى الكاتبة أن علاقة الولايات المتحدة مع روسيا ستبقى مضطربة خلال الأشهر المقبلة، حيث يرجح عدم رفع عقوبات عن موسكو طالما استمرت تحقيقات في الكونغرس بشأن تدخل الروس في الانتخابات الأمريكية. وإذا أجرت موسكو وواشنطن مفاوضات من أي نوع خلال الأيام الـ 100 المقبلة، فسوف تتركز على الحد من التسلح. وستواصل روسيا سعيها لدعم حركات شعبوية ناشئة في أوروبا، بهدف تقويض الاتحاد الأوروبي.

ترتيبات خطرة
وفيما تجري انتخابات وتحولات في أوروبا وآسيا، ستنشغل أمريكا، خلال الأشهر القليلة المقبلة، بتلافي فجوات تحدثها رمال سياسية تتحرك عبر الشرق الأوسط. ويوفر الميدان السوري فرصاً لشن عمليات عسكرية حاسمة، كما جرى مؤخراً عندما أمر ترامب بتوجيه ضربة محدودة على قاعدة جوية سورية رداً على هجوم بأسلحة كيماوية. ولكن سوريا تمثل أيضاً جرس إنذار لعملية عسكرية واسعة ستعمل الولايات المتحدة لتجنبها، مع مواصلة التركيز على محاربة داعش.

تخريب ووساطة
وفي ظل ذلك الصراع، ستتنقل روسيا ما بين مخرب ووسيط ، في محاولة لجر أمريكا نحو حوار مثمر. وأما تركيا المنتشية بفوزها باستفتائها الأخير على تعديلات دستورية، فمن المتوقع أن تتحدى الأمريكيين والروس والإيرانيين فيما تعمل على توسيع نفوذها عبر شمال سوريا والعراق باسم احتواء الأكراد، وحماية السنة من تعديات إيرانية.
  
وتقول الكاتبة إن القوى السنية الرائدة في المنطقة، تركيا والسعودية ودول الخليج، ستجد الرئيس ترامب أكثر استعداداً للمساعدة في لجم إيران مما كان عليه سلفه أوباما، الذي اضطلع بمهمة تحييد الخطر النووي الإيراني من أجل تجنب جر أمريكا إلى حرب شرق أوسطية أخرى.