مجموعة مسلحة في سوريا.(أرشيف)
مجموعة مسلحة في سوريا.(أرشيف)
الجمعة 28 أبريل 2017 / 14:57

هل تعدّ أمريكا لعملية وشيكة جنوب سوريا؟

يتساءل مراقبون ومحللون منهم جيسي ماركس، باحثة لدى معهد هربيرت سكوفيل للسلام في واشنطن، عما إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وشك إطلاق عملية عسكرية في جنوب سوريا.

من شأن غزو لجنوب سوريا، أن يصعد التوترات السياسية والديبلوماسية مع روسيا، وقد يقلص نتائج محادثات أستانة للسلام وكذلك محادثات جنيف

وكتبت ماركس في مجلة ناشونال إنتريست أنه فيما تقترب قوات التحالف نحو معقل داعش في الرقة، عززت الولايات المتحدة نشاطها العسكري عند الحدود الشمالية للأردن، ما يشير إلى أن القتال ضد داعش سيتوسع قريباً في جنوب سوريا.

نشر قوات
وتلفت الكاتبة لقول مسؤول سياسي في الجيش السوري الحر إلى أن القوات الأمريكية نشرت عند الحدود الأردنية وحدة عسكرية للعمل إلى جانب جنود أردنيين.
وفي 9 إبريل( نيسان)، نقلت صحيفة الحياة، عبر مصدر سياسي في عمان، صحة تقارير سابقة، أفادت أن وحدة أمريكية ـ بريطانيةـ أردنية تنتظر في شمال الأردن الضوء الأخضر للدخول إلى جنوب سوريا. ويتركز هدف الهجوم لمحاربة لواء خالد بن الوليد، فرع داعش في هضبة الجولان.

عملية مشتركة
وتلفت ماركس لتمكن قوات التحالف الأمريكي وقوات معارضة مختارة من صد هجوم شنه متشددو داعش عند قاعدة التنف المشتركة، على بعد 15 كيلومتراً من الحدود الجنوبية الأردنية، ما أدى لتدمير عدة عربات هجومية، وتعطيل جهاز متفجر محمول على عربة، وقتل عدد من الجهاديين، بدعم جوي من قوات التحالف.

استعدادات
وأشارت تقارير صحفية، نشرت في 11 إبريل( نيسان) لاستعدادات تجريها الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي لشن هجمات تنطلق من الأردن نحو جنوب سوريا، وبخاصة في الصحراء شرق سوريا، وفي درعا، حيث بدأت الانتفاضة السورية في عام 2011.

وفي 14 أبريل( نيسان)، أعلن سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسية، أن موسكو تتابع عن قرب التعبئة العسكرية وتجميع العتاد، الذي تجريه قوات التحالف عند الحدود الجنوبية لسوريا.

محاربة داعش
ولكن، بالرغم من معارضة إدارة ترامب الحادة لنظام الأسد، فقد أبدى التزامه بمحاربة داعش. وفي الوقت الحالي، تقوم الولايات المتحدة، التي قدمت منذ مدة طويلة دعمها لقوات سوريا الديموقراطية، بتوسيع دعمها لقوات سورية معارضة "مختارة" في الجنوب السوري. وقد يكون لتلك التكتيكات نتائج جديدة محتملة.

إشعال توترات
وتقول الكاتبة إن الدعم الأمريكي لأعضاء محددين من المعارضة السورية قد يقوي الجبهة الجنوبية، وقد يشعل توترات مع قوات موالية للأسد تسيطر حالياً على مساحات واسعة في درعا. كما يمكن أن ينتج عن المشاركة العسكرية الأمريكية في الجنوب حصول صراع( مباشر أو غير مباشر) مع قوات الأسد.

ومن شأن غزو لجنوب سوريا، أن يصعد التوترات السياسية والديبلوماسية مع روسيا، وقد يقلص نتائج محادثات أستانة للسلام وكذلك محادثات جنيف للسلام المدعومة من الأمم المتحدة. ولكن أياً من تلك النتائج لا يمكن أن يقارن بمخاطر قد يتعرض لها مدنيون مقيمون في جنوب سوريا.

تبعات
وتلفت ماركس لاحتمال أن تؤدي عملية للتحالف الدولي في جنوب سوريا إلى تبعات على الأمن القومي في الأردن، الذي يعتبر وجود الأسد وحلفائه( إيران وحزب الله) في جنوب سوريا بمثابة تهديد مباشر. وتمثل حماية المصالح الاستراتيجية والأمن القومي أولى أولويات حلفاء أمريكا في المنطقة. فالأردن وإسرائيل لا يستفيدان من التواجد السوري في الجنوب. ولإسرائيل مصلحة استراتيجية في ضمان عدم وجود موطئ قدم لحزب الله أو الحرس الثوري الإيراني بالقرب من حدودها. كما ينشط أفراد من الحرس الثوري الإيراني في منطقة لا تبعد أكثر من 70 كيلومتراً عن الحدود الشمالية للأردن، ما يثير غضب واستياء الدولتين. وقد أكد الملك عبد الله في حديثه الأخير إلى صحيفة واشنطن بوست أن الأردن لن يسمح باستمرار تواجد قوات الحرس الثوري الإيراني عند حدوده.