مؤسس القاعدة أسامة بن لادن والزعيم الحالي للتنظيم أيمن الظواهري.(أرشيف)
مؤسس القاعدة أسامة بن لادن والزعيم الحالي للتنظيم أيمن الظواهري.(أرشيف)
الجمعة 28 أبريل 2017 / 14:58

معلومات مثيرة عن تعاون تكتيكي بين إيران والقاعدة

بعد الهجوم الأمريكي الصاروخي ضد قاعدة الشعيرات الجوية في حمص وسط سوريا رداً على استخدام النظام السوري لغاز السارين ضد شعبه، سارع زعماء إيران لانتقاد ذلك العمل العسكري، معتبرين أن الضربة ضد الأسد "تمثل أكبر دليل على وقوف الجيش الأمريكي بجانب القاعدة وداعش".

كانت إيران تدعم القاعدة عبر تأسيس فرعه في اليمن، والذي اتخذ لنفسه في ما بعد الإسم السيئ الصيت "القاعدة في شبه الجزيرة العربية"( آكاب)

 لكن سيان دورنز، محلل للسياسة الخارجية الأمريكية مقيم في واشنطن، يرى أنه آن الأوان للكشف عن حقيقة تعاون الجمهورية الإسلامية في إيران القديم مع القاعدة، بما فيه دعم سلف داعش، القاعدة في العراق، وهو الأمر الذي نادراً ما تمت الإشارة إليه، وقليلاً ما تناولته الصحف العالمية.

تعاون تكتيكي
يشير دورنز لأدلة جمعت على مدار سنين، وتؤكد العلاقة بين إيران وتنظيم القاعدة. وفي تقرير صدر حديثاً عن مركز ويست بوينت لمكافحة الإرهاب، سلط المحلل عساف موقدم الضوء على" التعاون التكتيكي بين طهران والتنظيم الإرهابي".

وبحسب موقدم، تعود العلاقات بين إيران والقاعدة لما قبل هجمات 11 سبتمبر(أيلول) الإرهابية "بنحو عشر سنوات". فقد زار زعيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري الجمهورية الإسلامية سراً في إبريل( نيسان) 1991. وكان الظواهري، في ذلك الوقت، زعيماً للجهاد الإسلامي المصري، التنظيم الذي اندمج لاحقاً بالقاعدة. وأثناء وجوده هناك، تلقى الظواهري ما طلبه من مساعدات لأغراض التدريب لعملياته الإرهابية، فضلاً عن دعم مالي بقيمة 2 مليون دولار قدمتها له طهران. وفي أقل من عام توسع الاتفاق بين الظواهري وإيران ليشمل القاعدة وحزب الله اللبناني، والذي يعمل كوكيل لراعيه إيران.

تفاصيل التعاون
ووفقاً لكيل أورتون من معهد هنري جاكسون، مؤسسة فكرية مقرها بريطانيا، التقى عماد مغنية القائد العسكري لحزب الله في حينه، شخصياً بأسامة بن لادن، مؤسس القاعدة، في السودان من أجل بحث تفاصيل تعاونهما.

ويلفت دورنز إلى أنه بالرغم من كون الجمهورية الإسلامية في إيران تعتمد نظاماً شيعياً، فإن هذا لم يمنعها من العمل والتعاون مع تنظيمات إرهابية سنية، كالقاعدة أو حماس. وفي وقت يتبع الجانبان إيديولوجيتين مختلفتين، ويتنافس أتباعهما للسيطرة على المنطقة، فإن ذلك لم يمنعهما من التعاون لأجل قضية مشتركة لمحاربة "عدو بعيد"، الولايات المتحدة وحلفائها، ومنهم إسرائيل.

دعم جهاديين ناشئين
وفي الواقع، وكما يشير لورنس رايت في كتابه الصادر في عام 2006 "البرج القادم"، ألهمت الجمهورية الإسلامية منذ تأسيسها في عام 1979 جهاديين ناشئين من جميع الأطياف، عبر إظهارها لهؤلاء بأنه من الممكن الإطاحة بحكومات علمانية لتحل مكانها أنظمة دينية.

وبحسب الكاتب، في منتصف التسعينات، كانت إيران تدعم القاعدة عبر تأسيس فرعه في اليمن، والذي اتخذ لنفسه في ما بعد الإسم السيئ الصيت "القاعدة في شبه الجزيرة العربية"( آكاب). وبواسطة تلك المساعدة، مكنت إيران ذلك التنظيم الإرهابي من شن هجوم على حاملة الطائرات يو إس إس كول في عام 2000، والذي أدى لمقتل 17 جندياً أمريكياً، ولإصابة 39 آخرين.

ممر للإرهابيين
وبحسب تقرير لجنة تحقيق تشكلت في الكونغرس من كلا الحزبين بعد أحداث 11/9، وفرت طهران أيضاً لإرهابيي القاعدة ممراً للانتقال عبر إيران إلى أفغانستان، وذلك قبل وبعد الهجمات. فقد استفاد عدد من مختطفي الطائرات من الضيافة الإيرانية.

ويقول دورنز إنه بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان، واصلت إيران استضافة مقاتلي القاعدة. وغالباً ما وفر ذلك الملاذ بحجة "الإقامة الجبرية". ولكن ملالي طهران رفضوا مطالب بترحيل أولئك الإرهابيين إلى مواطنهم.

لجوء آمن
وشغل عدد من الذين لجؤوا إلى إيران مراتب قيادية رفيعة في القاعدة، ومنهم سعد بن لادن، ابن مؤسس القاعدة وخليفته المتوقع، لحين مقتله في يوليو( تموز) 2009 في غارة أمريكية بواسطة طائرة بدون طيار.

وبحسب الكاتب، وفرت إيران أيضاً الحماية لقادة آخرين في القاعدة كمصطفى حامد الذي سمي "أمير القاعدة في إيران"، وأبو مصعب السوري، الذي جعلت صلاته القديمة بمختلف أنواع المنظمات الإرهابية، لأن يصفه المحلل في الإرهاب ويل ماكانتس لدى معهد بروكينز بأنه "كارلوس القاعدة". والسوري هو مؤلف كتاب إرشادي للحركة الجهادية يتكون من 1600 صفحة صدر بعنوان "نداء المقاومة الإسلامية الدولي"، والذي ألهم عدداً من الإرهابيين في فترة ما بعد هجمات 11/9.

مركز عمليات
وبحسب موقدم "واصل مسؤولون إيرانيون السماح للقاعدة باستخدام إيران" كمركز تيسير عمليات"، بما فيها مركز انطلاق لشن هجمات ضد الغرب. وفي مقابل ما سماه بن لادن "الشريان الرئيسي للتمويل والتجنيد والاتصالات"، امتنع تنظيم القاعدة عن شن هجمات ضد الديكتاتورية الشيعية أو حلفائها.