صواريخ تطلق من بارجة أمريكية على مطار الشعيرات في سوريا.(أرشيف)
صواريخ تطلق من بارجة أمريكية على مطار الشعيرات في سوريا.(أرشيف)
الجمعة 28 أبريل 2017 / 15:01

بعد مئة يوم في البيت الأبيض.. 6 ملامح لسياسة ترامب الخارجية

24- زياد الأشقر

كتب هال براند في مجلة فورين بوليسي، إن إدارة ترامب تقترب من عتبة المئة يوم، المَعلم الذي يعكس ما فعله الرئيس وإلى أين يمضي، محدداً ست نقاط تعكس التغييرات التي أحدثها في السياسة الخارجية.

أثبت فريق ترامب أن الظهور بمظهر الحزم أمر سهل. لكن سيعلم قريباً أن الحصول على نتائج هو الصعب

ويقول الباحث إن الرئيس دونالد ترامب جاء إلى واشنطن متعهداً القطع جذرياً مع السياسة الخارجية الأمريكية التي عرفناها على مدى عقود، وكانت بدايات رئاسته دوامة من النشاط والجدل والفوضى.

وحدد ستة معالم لديبلوماسية ترامب بعد مئة يوم له في البيت الأبيض:

1- غرائز "أمريكا أولاً" هي حقيقية: خلال الحملة الانتخابية، أظهر ترامب عداءً لتحالفات الولايات المتحدة ولاتفاقات التجارة الحرة ولدعم حقوق الإنسان والديمقراطية في الخارج، وقد أثبت على الأقل أنه يعني بعض ما يقوله. وألقى خطاباً في يوم تنصيبه بدا أنه مقتطع من ثلاثينيات القرن الماضي، وانسحب من الشراكة عبر المحيط الهادئ في يوم واحد. ووبخ الحلفاء وأربكهم من رئيس الوزراء الأوسترالي مالكولم تيرنبول إلى أنجيلا ميركل، وركز في البداية على تحصين الحدود مع المكسيك وأصدر أوامر تنفيذية تتعلق باللاجئين والهجرة. لكن بعضاً من هذه المبادرات تعثر في سياق الممارسة، فيما تراجعت الإدارة عن البعض الآخر أو عدلته. لكننا شهدنا أن "أمريكا أولاً" ليس شعاراً لا معنى له بالنسبة إلى ترامب، إنه يستحوذ على بعض غرائزه الأساسية في ما يتعلق بالسياسة الخارجية.

 ولحسن الحظ، أن ما ذكر أعلاه ليس الرواية الكاملة للمئة يوم الأولى من رئاسة ترامب. وتقريباً كل رئيس يبدأ بإطلاق الوعود عن تغيير أساسي، وبالنسبة إلى ترامب فإن سياسته الخارجية تبين أنها طبيعية أكثر مما توقع المراقبون. وبعد مواجهة في البداية، تعلم ترامب أن يكون متسامحاً مع الناتو، وأكد على التحالف مع اليابان وكوريا الجنوبية وسط تصاعد الأزمة مع كوريا الشمالية. واتخذ موقفاً معتدلاً من اتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية ولم يمزق الإتفاق النووي مع إيران أو سياسة "صين واحدة". وأرجأ على الأقل في الوقت الحاضر التقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتراجع عن عروض أولى لصنع السلام مع الرئيس السوري بشار الأسد، وأطلق 59 صاروخ كروز على سوريا رداً على استخدام النظام السلاح الكيماوي.

3- الظهور بمظهر القسوة هي أولوية ترامب- لكنها ليست استراتيجية. لقد زاد ترامب الضغوط على لاعبين سيئين من إيران إلى كوريا الشمالية وسوريا. وهناك أسباب لفعل ذلك، بحيث أنه من المشروع أن يجادل المرء بأن الرئيس السابق باراك أوباما كان ليناً وبطيئاً في التعامل مع تهديدات للمصالح الأمريكية. وأثبت فريق ترامب أن الظهور بمظهر الحزم أمر سهل. لكن سيعلم قريباً أن الحصول على نتائج هو الصعب.

4- ترك الحرية للجنرالات له إيجابيات ومخاطر. لقد أعلن ترامب أن قادته الكبار لديهم "الصلاحية الكاملة"، وخفف التضييق الذي كان يمارس على العمليات العسكرية خلال عهد أوباما. لكن لا مركزية السيطرة على الضربات الجوية يمكن أن ينتج عنها مواجهة أكثر نشاطاً لداعش، لكنها قد تؤدي إلى إصابات أكثر في صفوف المدنيين. كما أن مقاربة رفع اليد عن الأمور العسكرية يمكن أن تزيل ضوابط الآمان التي تمنع الأخطاء.

5- الإنضباط ليس الحجة القوية لدى الإدارة. وما من أحد يريد أن يكون الحال على هذا النحو طبعاً، ويبدو أن مستشار الأمن القومي إتش. آر. ماكماستر يقوم فعلياً بعمل جيد بتوفير قدر أكبر من النظام في صنع القرار. لكن الإدارة لا تزال تعاني في هذا المجال. إن كثرة الرسائل المتناقضة عن السياسة الأمريكية حيال الأسد عقب الغارات الجوية مثلاً، أدت إلى تشويش في الخطاب، أثار مزيداً من الأسئلة حول السياسة الأميركية نحو الأسد أكثر مما أعطى إجابات عما يحاول ترامب تحقيقه.

6- إن مصير السياسة الخارجية لترامب يبقى مجهولاً. في عالم مثالي، كانت المئة يوم الأولى تكون لتكشف بدقة ما ستكون عليه سياسة ترامب في نهاية المطاف. لكن في الوقت الراهن، لا يمكن الإدارة نفسها أن تجيب على هذا السؤال. وربما اطلعنا على قدر لا بأس به من سياسة ترامب الخارجية حتى الآن، لكن ربما وقت المفاجآت الأكبر لم يحن بعد.