السبت 29 أبريل 2017 / 12:38

كيف يمكن أن يكون استخدام الماريجوانا أكثر أماناً؟

يشهد تدخين الماريجوانا ارتفاعاً في جميع أنحاء العالم. وقال 13% من البالغين الأمريكيين الذين شملهم استطلاع للرأي لمؤسسة جالوب للاستطلاعات في 2016، إنهم يدخنون حالياً ذلك المخدر، بزيادة عن 7% كانوا يدخنونها في عام 2013 وقال 43% إنهم قاموا بتجربتها.

في كاليفورنيا تستخدم الماريجوانا لأغراض ترفيهية، وهناك خدمات توصيل الى المنازل لمنتجات المخدر

وفي الوقت نفسه، تخطط كندا لتقنين استخدام الماريجوانا بشكل كامل بحلول 2018 وفي أوروبا، يشهد استخدام ذلك المخدر زيادة، حيث أظهرت دراسة مسحية تعود لعام 2015 أن 16.6 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عاماً قد استخدموا ذلك المخدر مرة واحدة على الأقل خلال الأشهر الـ 12 الاخيرة.

مخاطر صحية
ونتيجة لذلك، ينظر الخبراء الطبيون بشكل متزايد في المخاطر الصحية للماريجوانا وكيف يمكن جعل استخدامها أكثر أماناً. وقد تضاعف تأثير ذلك المخدر العشبي المعروف طبياً باسم القنب على مستوى العالم خلال الأعوام الـ 40 الماضية، وفقاً لمتخصصين بريطانيين يقولون إن هناك زيادة في عدد الأشخاص الذين يسعون للحصول على المساعدة في اضطرابات تتعلق باستخدام الماريجوانا.

ويقول الدكتور توم فريمان، وهو باحث بارز زميل جمعية دراسة الإدمان، والمؤلف المشارك لتقرير عن استخدام القنب ونشرته دورية "لانسيت" الطبية البريطانية أخيراً: "زاد عدد الأشخاص في المملكة المتحدة الذين يخضعون لعلاج متخصص من القنب بنسبة تزيد على 50% في السنوات الثماني الماضية".

جنون العظمة
والمكونات الفعالة الرئيسية في الماريجوانا هي مكون "دلتا - 9 - تيترايدروكانابينول" (تي أتش سي" ذو التأثير النفسي والكانابيدول "سي بي دي" غير المسكر. والماريجوانا عالية الفعالية ترتفع فيها مستويات "تي أتش سي" مع مستويات أقل أو منعدمة من "سي بي دي"، وهو مكون يقول الخبراء إنه ربما يحمي من بعض الآثار الضارة لـ "تي أتش سي" مثل ضعف الذاكرة ومرض جنون العظمة (بارانويا).

وفي العديد من عمليات زراعة الماريجوانا اليوم التي تتم في كثير من الأحيان تحت الضوء الصناعي، تعتبر تركيزات "تي أتش سي" أعلى بصورة ملحوظة من النباتات التي تزرع في الهواء الطلق بالطريقة التقليدية، وفقاً لما يشير إليه الباحثون.

مكافحة التبغ
وهناك طريقة أخرى لجعل الماريجوانا أكثر أماناً، كما يقولون، وهي التركيز أكثر على مخاطر التبغ، حيث أن الاثنين كثيراً ما يستخدمان معاً، وخاصة في أوروبا. ويقترح الباحثون، على سبيل المثال، أن المبخرات الخالية من الدخان يمكن أن تساعد على الحد من الآثار الضارة للدخان وإبطال خصائص التبغ التي تسبب الإدمان الى حد بعيد.

الماريجوانا في أمريكا
ومع ذلك، وفقاً لدراسة أجريت حديثاً في الولايات المتحدة، فإن استخدام الماريجوانا وحدها يحمل أيضاً مخاطر صحية. واستناداً إلى أكثر من 20 مليون سجل صحي، وجدت الدراسة أن استخدام الماريجوانا يرتبط بشكل مستقل بزيادة قدرها 26% في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وزيادة بنسبة 10% في خطر الإصابة بهبوط في القلب.

ولأن الدراسة استندت إلى سجلات خروج المرضى من المستشفيات، يقول الباحثون إن النتائج قد لا تعكس عموم السكان. وتمت عمليات خروج المرضى في عامي 2009 و2010، عندما كان استخدام الماريجوانا لا يزال غير قانوني في معظم الولايات الأمريكية.

انعكاس اقتصادي
والآن يتجه المخدر إلى أن يصبح قانونياً للاستخدامات الطبية أو الترفيهية في أكثر من نصف الولايات الخمسين. وقننت ثماني ولايات إضافة إلى عاصمة البلاد واشنطن الاستخدام الترفيهي للماريجوانا، رغم أنه تم حظر البيع التجاري لذلك المخدر في العاصمة - وهو إجراء أدى إلى بعض ترتيبات الإهداء التي تتسم بسعة الحيلة.

وأصبحت مدينة دنفر في ولاية كولورادو، التي كانت من قبل محافظة للغاية، قبلة لمدخني الماريجوانا، الذين يمكن أن يزوروا الأماكن الساخنة لتدخين الماريجوانا في حافلات خاصة بالحفلات. وتشهد صناعة الماريجوانا في كولورادو ازدهاراً، وهناك بعض المدن بدأت تضبط ميزانيتها التي كانت تعاني من عجز في السابق بفضل إيرادات الضرائب على مبيعات الماريجوانا.

وأصبحت المواد الغذائية التي يستخدم فيها القنب تحظى بشعبية كبيرة، بداية من شراب الفراولة وشيكولاتة النعناع والفستق إلى حلوى الدب الهلامية والمقرمشات الثومية، التي يدخل فيها القنب كأحد المكونات بدلاً من تدخينه. وفي كاليفورنيا حيث وافق الناخبون على استخدام الماريجوانا الترفيهية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، هناك خدمات توصيل الى المنازل لمنتجات المخدر.

الماريجوانا في أوروبا
والتحفظات على تقنين استخدام الماريجوانا في أوروبا تعد أقوى، ولكن ذلك بدأ يتغير. ولا تزال مدينة أمستردام الهولندية هي العاصمة الأوروبية للقنب، بمقاهي القنب الشهيرة الموجودة بها.

لكن محبي القنب يمكن أن يقضوا وقتاً طيباً أيضاً في جمهورية التشيك، حيث يستطيع أي شخص زراعة تلك النبتة لأغراض طبية، وكذلك أيضاً يمكن الذهاب إلى البرتغال التي ألغت تجريم حيازة القنب للاستخدام الشخصي في 2001، وفي برشلونة بإسبانيا التي يوجد بها أندية القنب الاجتماعية التي تقتصر على الأعضاء فقط.

وسيبيّن الوقت ما إذا كان مستخدمو القنب هؤلاء سيواجهون أي تداعيات صحية على المدى البعيد، لكن العلماء يقولون إنه كلما عرفنا المزيد عن ذلك المخدر، أصبح استخدامه أكثر أماناً