مجلس القوة الناعمة للإمارات.(أرشيف)
مجلس القوة الناعمة للإمارات.(أرشيف)
الأحد 30 أبريل 2017 / 20:33

مجلس القوة الناعمة.. لأن الإمارات روح ومبدأ

النموذج الإماراتي الذي يتحدث عنه الجار القريب، والجار البعيد، والمراقب، والمنافس هو نموذج تكاملي من صنع قيادة تخطط وتبني للمستقبل، وكفاءات تحسن تنفيذ الرؤية، وكوادر تتسم بالانتماء والإخلاص

الإمارات ليست مجرد دولة، إنها فكر ومبدأ وجمال. وهي ليست مجرد مثال في الاتحاد لا بد أن يحتذى، بل هي الأنموذج. كما أنها ليست مجرد تجربة في التنمية الاقتصادية والعلمية، بل هي التنمية في حد ذاتها. ولذا جاء مجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات.

فحين أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عن تشكيل مجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات العربية المتحدة، خمّن من لم يسمع بهذا المصطلح، أن الإمارات مقبلة على أمر يحمل خيراً للبشرية، لكن من سمع بهذا المصطلح وقرأ في أدبياته أيقن بهذا الأمر.

الخطوط العريضة لإعلان سموه تحدِّد هدف هذا المجلس بتعزيز سمعة الدولة إقليمياً وعالمياً وترسيخ احترامها ومحبتها بين شعوب العالم، وتحدد اختصاصه برسم السياسة العامة واستراتيجية القوة الناعمة للدولة.

لكن هذه المهام لن تكون حصراً في مجلس إدارة من صناع القرار وحاملي لواء الفكر والبناء والتنمية، بل هي مهمة يبدع فيها كل إماراتي تشرب روح حب الوطن، واستعذب طعم الانتماء له، وأخلص في الولاء لقيادته، وشارك في تحقيق منجزاته.

النموذج الإماراتي الذي يتحدث عنه الجار القريب، والجار البعيد، والمراقب، والمنافس هو نموذج تكاملي من صنع قيادة تخطط وتبني للمستقبل، وكفاءات تحسن تنفيذ الرؤية، وكوادر تتسم بالانتماء والإخلاص، ولذا فلا نستغرب بل نستشرف أن يتخطى التطبيق الإماراتي لنظرية القوة الناعمة الآفاق التنظيرية التي وضعها جوزيف جاي في كتبه ونتاجاته الفكرية.

ومن قبل المجلس ومن بعده، وبأعضاء مجلس إدارته الموقرين وبكل إماراتي مخلص ومنتمٍ، فإن قوة الإمارات الناعمة حاضرة بقيم خلقية ورثها الإماراتي عن أجداده فيها تتلاحم المروءة العربية بالروح الإنسانية السامية، قوة الإمارات الناعمة حاضرة بأفكار بدأت من التربية عبر مشاريع التربية الأخلاقية ورعاية المواهب وتطوير الكفايات لخلق الشخصية الإماراتية المتميزة. حاضرة في تقديرها للإنسان، ليس مجرد أن يحيا كريماً، أو أن يحيا راضياً، بل أن يحيا سعيداً. حاضرة في الثقافة بتجلياتها التي تسمو على روح التطرف والتخلف والرجعية.

مجلس القوة الناعمة جاء اليوم، لأن الإمارات روح لا بد أن تسري في البشرية، وهي قصة لا بد أن تروى.