الرئيس التشيكي ميلوس زيمان.(أرشيف)
الرئيس التشيكي ميلوس زيمان.(أرشيف)
الخميس 4 مايو 2017 / 15:04

بعد البريكسيت.. أي بلد يستعد للخروج من أوروبا؟

خلال عامين، ستغادر المملكة المتحدة رسمياً الاتحاد الأوروبي، وتكثر التساؤلات الأوروبيين عن البلد الذي سيلحق ببريطانيا.

جمهورية التشيك تواجه مداً مناهضاً لأوروبا، ومشاعر معادية للهجرة بدأت منذ انضم هذا البلد في وسط أوروبا للاتحاد الأوربي، في عام 2004

وفيما تتجه الأنظار إلى فرنسا وهولندا، نظراً لوجود حركات قوية فيهما تشكك بجدوى الوحدة الأوروبية، وتدعمها أحزاب مناهضة للهجرة، كتب بيل ويرتز، العضو في يانغ فويسيس، مؤسسة غير نفعية، يعد مشروعاً لصالح الشباب المستقلين سياسياً، أن الخطر الأكبر على الاتحاد مصدره شرق القارة.

رفض للاجئين

يقول ويرتز إن جمهورية التشيك تواجه مداً مناهضاً لأوروبا، ومشاعر معادية للهجرة بدأت منذ انضم هذا البلد في وسط أوروبا للاتحاد الأوربي، في عام 2004.

ويعارض ثلثا التشيك قبول لاجئين، وأظهر استطلاع أجري في عام 2015 أن 94% منهم يفضلون إغلاق الحدود نهائياً. وقد استثمر الساسة تشيك تلك المشاعر، مع تنامي عدد المرشحين لانتخابات عامة تحت شعار "مناهضة الهجرة".

ويشير ويرتز لتسبب تلك الكراهية للهجرة بعداء حيال دول أعضاء تفضل سياسة الهجرة المفتوحة، وخاصة ألمانيا، وزيادة العداوة حيال الاتحاد الأوروبي ذاته. ويمثل هذه المشاعر الرئيس التشكي ذاته، ميلوس زيمان.

تبديل أولويات
وبحسب الكاتب، وصل زيمان إلى السلطة في عام 2013، في إطار تحول في سياسات براغ صوب الغرب. ولكن مع تنامي الاستياء الشعبي حيال الاتحاد الأوربي، بدل زيمان أولوياته.

واليوم، يواجه هذا السياسي ذو الـ 73 عاماً، كراهية شعبية متزايدة حيال النخبة السياسية. وقد جعل زيمان من صفة" برازكا كافارنا" أو "مجتمع مقهى براغ"، شعاراً لوصف المفكرين المناهضين لسياساته. وفي نوفمبر( تشرين الثاني)، 2016، قال: "يستطيع كل شخص التعبير عن رأيه، ولكني أحتقر من يظنون أن رأيهم هو الأمثل. وغالباً ما يكون هؤلاء ساسة فاشلين لا يمكن أن يمثلوا ضمير الشعب".

تحدي أوروبا
وبعد الانتخابات الأمريكية، قال الرئيس التشيكي: "إننا جد سعداء بفوز ترامب"، بوصفه شعوراً لم يشاركه فيه عدد كبير من الزعماء الأوروبيين. وفي تحديه لذلك المعيار، سلط زيمان الضوء على اعتقاد متنامٍ داخل جمهورية التشيك يقضي بأن العلاقات مع بروكسل لم تعد أساسية.

ويرى الكاتب أنه بالرغم من كون النقاط التي ينتقد فيها زيمان الكتلة الأوروبية مثيرة للجدل، وخاصة دمج لاجئين مسلمين، والتي يعتبرها زيمان "مستحيلة"، فإن هناك مشاكل سببها مسؤولو بروكسل وستراسبورغ لأنفسهم.

من تلك المشاكل، اعتقاد تكنوقراط أوروبيون، ومنذ عام 2004، عند ضم دول من الكتلة الشرقية سابقاً، أن تمويل البنية التحتية والقطاع الزراعي في تلك الدول سيجعل قادتها يميلون لسياسات بروكسل. ولكن عندما طالب وزير خارجية التشيك، لوبومير زاو راليك استقالة رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود جونكر بعد التصويت على بركزيت، تم تجاهله. ولو أن دعوة مشابهة صدرت عن فرنسا أو ألمانيا، لربما كانت ادت إلى الاستقالة.

أذن صماء
وفي مقاربة أخرى، يشير ويرتز إلى أن المفوضية الأوروبية تدير أذناً صماء للتاريخ السياسي لتلك الدول الشيوعية سابقاً. كما يبدو أن الانقسام بين الشرق والغرب واضح بصورة تتعدى مجرد الاستياء من الاتحاد الأوروبي، بل تتجسد من خلال علاقات مع دول غير أوروبية. فإن ثاني أكبر شريك تجاري لجمهورية التشيك هو الصين، بعد ألمانيا. ويعود تاريخ تلك العلاقة لعام 1949، عندما اعترفت جمهورية تشيكوسلوفاكيا القديمة بجمهورية الصين الشعبية، وهو قرار اتخذته أمريكا بعد 30 عاماً.

صفقات مستقلة
كما يشير الكاتب لمنع الاتحاد الأوروبي دوله الأعضاء من عقد صفقات تجارية مستقلة دون موافقة الدول الأعضاء الـ 28، ما قاد لحالة شاذة عندما وقعت آيسلاندا البلد الذي يقطنه 300 ألف نسمة، اتفاقية تجارة حرة مع الصين، فيما باقي أوروبا خارجها.

ويرى ويرتز أنه في حال لم يطور الاتحاد الأوروبي قابليته لتوسيع الضم السياسي لدول وسط وشرق أوروبا، فإن الثقة المتداعية بين بروكسل وتلك الدول قد تنهار تماماً، وقد يقرر بعض أحدث أعضائه التخلي عنه.