تصوير تعبيري.(ديلي بيست)
تصوير تعبيري.(ديلي بيست)
الجمعة 5 مايو 2017 / 15:05

درونز داعش.. بروباغندا إعلامية بقوة القنابل

عن محاولات داعش رفع وتيرة ترهيبه لأعدائه، عبر الترويج لطائراته المسيرة الفتاكة، أطلق في 23 يناير( كانون الثاني) الأخير، إعلاناً حول فيديو تبعته إصدارات أخرى، في إطار حملته الدعائية الجديدة.

وكما أشارت ريتا كاتز، محللة في شؤون الإرهاب، ومشاركة في تأسيس مجموعة أبحاث دولية حول الكيانات الإرهابية، في موقع ديلي بيست، كانت قوات عراقية وقوى متحالفة معها تواصل، في ذلك الوقت، حملتها ضد داعش لاستعادة الموصل، العاصمة الفعلية للتنظيم في العراق.

صمت مريب
وبحسب الكاتبة، وبالرغم من تقارير تفيد بتنفيذ داعش لعمليات عسكرية في العراق، احتفظ التنظيم بصمت مريب حيال أكبر تهديد رمزي وتكتيكي يتعرض له، وخاصة لجهة نشاطه الإعلامي الضخم.

ومن ثم صدر عن داعش فيلم دعائي يتكون من 45 ثانية فقط، ويعرض لهجوم انتحاري ولقتال في مناطق معمورة. ولكن في نهاية الفيلم يظهر شيء آخر، سقوط قذيفة هاون من السماء، تتبعها لقطة لطائرة مسيرة تنطلق من الأرض.

قرقعة إعلامية
وترى كاتز أن ذلك التطور في القتال بواسطة طائرات مسيرة تجاوز عتبة ساحات المعارك، وأفسح المجال أمام تنظيمات إرهابية أخرى لتطبيقه. وقد يسميه البعض قرقعة إعلامية، وقد يكون أبعد من ذلك. إنه يمثل، وخاصة بالنسبة لداعش، أثمن مصادر دعايته.

وتعتقد الكاتبة أن هجمات بواسطة طائرات مسيرة تعتبر، بالنسبة لموالي داعش، أكثر من مجرد هجمات، بل تشرع عناصر" دولة داعش"، وتعطي الانطباع عن تماسك التنظيم في مواجهة قوى العالم العسكرية، إلى جانب رفع معنويات مقاتليه، وهو يفقد مناطق في العراق وسوريا.

ثناء
وتشير كاتز إلى مسارعة أنصار داعش، وفور إصداره لفيلم دعائي بعنوان "فرسان القطاعات" للاحتفال بالإصدار والثناء عليه. وقام نشطاء بنشر أعمال فنية عبر الإنترنت، وإنفوغرافيك حول هجمات بطائرات مسيرة، منها صور تظهر "فرسان القطاعات" وهم يطلقون درونز لمهاجمة مبنى الكابيتول هيل وتمثال الحرية في نيويورك.
 
وتقول الكاتبة أن احتفاء أنصار داعش بالفيلم الدعائي رافقته اقتراحات لتزويد تلك الطائرات "بمسامير أو شظايا"، أو لتزويدها بمواد سامة وأخرى فتاكة، حتى أن أحدهم اقترح استخدام اليورانيوم بواسطتها ضد أعداء التنظيم. 

وقد تفوق داعش على سواه من التنظيمات الإرهابية، كالقاعدة، في نشاطه الدعائي. فقد سعى التنظيم بواسطة آلته الدعائية الضخمة، لترهيب خصومه، عبر بث أفلام لقطع رؤوس ورجم أشخاص، ومن ثم للترويج لصورة "خلافته" وتصديرها لأنصاره في الغرب، وحول العالم، سواء كانوا من العاملين في حقل الإعلام أو ذئاب متوحدين.

أولوية إعلامية
في السياق ذاته، تعتقد كاتز أن دعاية داعش لهجمات تتم بواسطة طائرات مسيرة تعتبر كأولوية إعلامية للتنظيم.

ولذلك، عندما يتعلق الأمر ببحث تبعات تلك الطائرات المسيرة المسلحة على ساحات المعركة، يفترض عدم التساؤل عما إذا كانت مجرد دعاية، بل لأن تلك البروباغندا تمثل سلاحاً معنوياً قوياً له أثر يماثل قوة قنابل ومتفجرات تطلق من طائرات مسيرة.