مجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات.(أرشيف)
مجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات.(أرشيف)
الجمعة 5 مايو 2017 / 20:04

إعلام القوى الناعمة: التكامل عنوان النجاح

يوجد مجلس كبير ينسق بين كل هذه الجهود، ليصبح لسان من يريد أن يخدم بلاده مليئاً بالكلام الحقيقي والصالح، والسياسات البيّنة تحتضنها رؤى ثقافية وتتضافر معها وسائل الإعلام

تابعت خلال الأسبوع المنصرم التوجيهات الحكيمة بإنشاء مجلس القوى الناعمة، واستعرضت الأسماء القيادية القادرة على أداء دورٍ مناسب في ترسيخ الصورة الإيجابية للدولة وتعزيزها، وكانت الأسماء في مجملها تمثل خيرة شباب الوطن، والمفكرين القادرين على أن يكونوا سفراء الإيجابية والسعادة والمستقبل وكل العناصر المشرقة. وكما هو معروف فإنّ داخل كل مواطن مكون يدعم مثل مجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

من الأحاديث التي يقولها الحكماء، في أدب النصيحة، أن لا يتقدم أي إنسان لنصح أحد إلا بعد أن يكون قد قام هذا الإنسان بعمل طيب وخير عرف به، وتم عليه عام. فلذلك حينما نقوم بمطالعة كيف سيبدأ مجلس القوة الناعمة، لا نجد صعوبة كبيرة، حينما نعرف أن الطريق ممهد، لأن كم المبادرات التي أقدمت عليها الدولة يمنح المجلس رصيدًا ضخمًا يمكن أن يتم استثماره على مدى طويل، تم بناؤه منذ تأسيس الدولة، وربما من قبلها، فللإمارات يد خير سلفت وفيها عطاء لا ينقطع وفكر مستقيم.

العطاء في الإمارات لا لون له سوى لون الخير، فحينما جاء النداء ذهبت القوات وطردت أذناب الشر من اليمن، وحينما قال الشعب كلمته كانت الإمارات هي اليد الحانية التي تمنح الطيبات، بلا منّ ولا أذى، بل بترقب وفرح وأمل، فالإمارات تدعم بروحها وتمنح تجربة لأجل الخير والعمار، وهمها الأكيد هو بناء استقرار يمكن الشعوب من الانطلاق، وهذه الرؤية الرسالية تحتاج إلى حاضنة، ويأتي هنا دور الإعلام، فإننا نحتاج لمن يكتب بقلم نابه عن هذا الدور، وبتفصيل متقن، يرد الهجمات المغرضة التي تغبش على دور بلادنا الأخلاقي.

حينما تطالع الهجمات التي يقودها الإخونج وترى كثافة الضخ، تدرك أن باطلهم الذي يعملون عليه، يستحق أن يقاومه رجال أشاوس بأقلام ناضجة، النوايا مشرعة وموجودة، ولكن ما كان ينقص الكثيرين هو التنسيق المتزامن، وهذا المجلس حري به أن يضع يده مع يد الإعلام، فيملك المعلومات ويعطي التصورات، فما أحوجنا إلى أرقام تصدر في نشرات عن دور الإمارات في كل بلدٍ وكل مكان، ليتمكن الكاتب الأمين من أداء دوره.
إن المؤتمرات التي تنعقد في أبوظبي ودبي والشارقة وغيرها، والمناسبات الثقافية، تجمع آلاف المثقفين من كل العالم، ويمكننا أن ندرّب الكوادر لتصبح قادرة على محاورتهم، وعلى إطلاعهم على تصورنا للقضايا العالمية.

تخيلوا لو صارت للإمارات كلمة من قبل مواطنين وخبراء أكفياء لا يخاطبون العالم عن الإرهاب أو التسامح أو حتى موقفنا من السلاح النووي فقط، وإنما يخاطبون العالم عن أزمة مياه الشرب في المنطقة وفي المستقبل، والجهود نحو الطاقة النظيفة، تخيلوا أن نمتلك ناصية الحديث عن التغير المناخي، لحظتها سيكون لدينا الخطاب الوحيد الذي ينظر بحق للتحديات التي تقابل البشرية.

اليوم نحن كلنا بوسعنا أن نقدم لبلادنا الشيء الكثير، وسيتواصل الجهد، ولكن هذه المرة، يوجد مجلس كبير ينسق بين كل هذه الجهود، ليصبح لسان من يريد أن يخدم بلاده مليئاً بالكلام الحقيقي والصالح، والسياسات البيّنة تحتضنها رؤى ثقافية وتتضافر معها وسائل الإعلام، حينما يكتب مقال نافع ومهم، نحتاج أن يتطوع أفراد لترجمته وحينما يخرج مقال مميز نحتاج أن يقوم الإعلام بنقاشه، وسيترجم النقاش القادرون على ذلك.

نحن نتفاءل لأنّ الجهود الطيبة التي تم زراعتها على مدى السنوات الطويلة الماضية، يتم حراستها الآن وإضافة الكثير إليها عبر هذه المبادرات التي ستهتم بالصورة الإيجابية لبلادنا، ولمستقبل أطفالنا، ويمكننا جميعًا المساهمة بدهم الخيارات الطيبة، والقضايا التي تواجه الإنسانية، والتفكير في الفضاء المفتوح، بعيدًا حيث يوجد الإنسان.