جنود أمريكيون يقصفون داعش في العراق.(أرشيف)
جنود أمريكيون يقصفون داعش في العراق.(أرشيف)
الإثنين 8 مايو 2017 / 15:09

أمريكا وتركيا وإيران في العراق.. هل تتواجه القوى الثلاث؟

كتب ريموند تانتر، عضو رفيع سابق في مجلس الأمن القومي في إدارتي ريغان وبوش، وإدوارد ستافورد، ضابط متقاعد من الخدمة الخارجية، عمل في السفارة الأمريكية في تركيا حول احتمالات وقوع مواجهة بين أمريكا وتركيا وإيران في العراق وسوريا، وتداعيات مشاركة قوات الدول الثلاث في الحرب على داعش، حيث لكل منها أهدافها ومصالحها الخاصة بها.

من سيتقدم لملء الفراغ السياسي في مرحلة ما بعد داعش في الموصل؟

ولتوضيح وجهة نظرهما، يلفت الكاتبان لحادث وقع في 25 إبريل( نيسان) الأخير، عندما شنت طائرات تركية غارات ضد مواقع لمتمردين أكراد في شمال العراق وشمال شرق سوريا، ما أدى، وبسبب قذائف طائشة، لقتل عناصر من ميليشيا كردية تعرف باسم وحدات حماية الشعب الكردي، أو واي بي جي، ومقاتلين من بشمركة كردستان العراق، يحاربون داعش في المنطقة.

وقال الجيش التركي إن هدفه من الغارة كان منع قوات حزب العمال الكردستاني، بي كي كي المحظورة، من تهريب مقاتلين وأسلحة إلى تركيا تتهمهم أنقرة بتنفيذ هجمات إرهابية داخل تركيا انطلاقاً من العراق وسوريا المجاورتين.

ولكن، وكما يلفت الكاتبان، أعربت واشنطن عن قلقها حيال وقوع ذلك الحادث دون تنسيق معها، ما يعرض للخطر قوات أمريكية متواجدة في سوريا وتحارب داعش إلى جانب قوات كردية سورية. وترفض أيضاً واشنطن ما تقوله أنقرة من أن تلك القوات إرهابية، وأنها فرع لحزب العمال الكردستاني المحظور.

أخوة أعداء
ويشير تانتر وستافورد لمشاركة إيران وتركيا للولايات المتحدة في حربها ضد داعش، وكذلك تخوفها من سعي الأكراد لإنشاء كيان مستقل( دولة كردية)، وهو الأمر المرفوض تماماً من قبل طهران وأنقرة. ورغم ذلك، وفي الحرب على داعش، تتعامل الأطراف الثلاثة بحذر شديد مع بعضها ، ويبدو المقاتلون الأكراد كأخوة أعداء أكثر من كونهم شركاء.

ويرجع السبب في ذلك، بحسب الكاتبين، لاختلاف علاقة الدين بالدولة في كل بلد. ففي تركيا يسيطر الرئيس المنتخب، أردوغان، على رجال الدين، وفي إيران يهمين الملالي على القادة السياسيين. ومن هنا يجب أن تعكس مقاربة واشنطن لكيفية تنفيذ إيران وتركيا لعملياتهما العسكرية في العراق وسوريا، المصالح المشتركة والمتضاربة لكلا التحالفين في شمالي العراق وفي شمال شرق سوريا.

ثناء عراقي
وكمثال على التصادم المتسارع بين المصالح الأمريكية والإيرانية في العراق، يلفت تانتر وستافورد، لثناء الرئيس العراقي فؤاد معصوم على إيران، في 28 مارس( آذار) عندما قال: "أحييِّ إيران لدعمها الفعال في حربنا ضد داعش". وأضاف إن "وجود قاسم سليماني (قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني) في العراق هو جزء من خطة وضعتها بغداد بهدف تلقي دعم مستشارين أجانب".

ولكن ذلك التصريح العراقي جاء بعد ورود معلومات عن إن إدارة ترامب تدرس اعتبار كامل الحرس الثوري الإيراني بمثابة تنظيم إرهابي أجنبي.

دوافع للتنسيق
ومن جهة أخرى، يشير الكاتبان لعدم مشاركة تركيا في التحالف الأمريكي ضد داعش في العراق، ولكن أنقرة عضو في التحالف في سوريا، وتتواجد قوات تركية خاصة في شمال العراق لمحاربة بي كي كي، ولتقديم العون لسكان تركمان يقيمون بالقرب من الموصل. ومن شأن ذلك أن يدفع أنقرة للتنسيق مع التحالف المضاد لداعش في شمال العراق.

وقد أعرب الرئيس التركي، أردوغان، عن أسفه لمقتل مقاتلين من البشمركة جراء الغارات التركية الأخيرة ضد متمردين أكراد. ولكن ذلك الهجوم أدى لمفاقمة تعقيدات الحملة العسكرية الأمريكية ضد داعش، وكشف عن صعوبات كامنة في المنافسة الثلاثية الأبعاد بين أنقرة وطهران وواشنطن.

ملء فراغ

وفي رده على احتمال وقوع مواجهة بين إيران وأمريكا في العراق، كتب المحلل السياسي زكي يازانشينداس: "من سيتقدم لملء الفراغ السياسي في مرحلة ما بعد داعش في الموصل. هل ستنكفئ واشنطن لسياستها السابقة في الشرق الأوسط، أم تختار إعادة طمأنة حلفائها الإقليميين عبر الاحتفاظ، على الأقل، بجزء من قواتها المتواجدة حالياً في شمال العراق؟".

استياء أمريكي
ويلفت الكاتبان لاستياء أمريكي واسع حيال الدعم الكبير الذي تقدمه طهران لقوات الحشد الشعبي العراقية مالياً وعسكرياً، ولتواجد تلك الميليشيات في الموصل، ما يثير مخاوف واشنطن من احتمال توسع النفوذ الإيراني في العراق، وخاصة في جنوب البلاد عند البصرة وفي شماله (كركوك وما حولها) حيث تتجمع حقول النفط.