الثلاثاء 9 مايو 2017 / 14:49

مسنون إماراتيون يروون ذكرياتهم عن خيم الخير الرمضانية

24- دبي- زيد قاسم

ما أن يتم الإعلان عن قرب شهر رمضان المبارك حتى ترتفع أعمدة الخيم الخيرية الرمضانية في الإمارات، وتبدأ وتيرة العمل تتزايد تجاه كل ما يُفعل منظومات العطاء والتكافل الاجتماعي في تحقيق نموذجي لمفهوم القيم الرمضانية يبدأ من الجهات والمؤسسات الرسمية وصولاً إلى العائلات والأفراد، فمتى بدأت فكرة خيم الإفطار الخيرية ومن أطلقها وما هي أهميتها؟ استفسارات طرحها 24 على مواطنين شهدوا مراحل قيام الدولة وحفظو في ذاكرتهم تفاصيل كثيرة عن العادات والقيم الإماراتية المعطاءة.

وقال الموطن محمد المرزوقي (71 عاماً) : "كنا في قديم الزمان عائلات ممتدة في المنزل الواحد، تجتمع الأسرة بعدد أفرادها الكبير على موائد الإفطار بعد صلاة المغرب، وأتذكر في صغري أن الشخص الذي كان يقطن بالقرب من المسجد كان يصطحب الخارجين منه بعد الصلاة إلى بيته ليتناولوا طعام الإفطار، خاصة من الأشقاء والمغتربين".

وتابع: "فكرة الخيام أتت بعد أن كانت قيادات الدولة المؤسسة تزور منازل المواطنين وتشاركهم بكل محبة الإفطار، ويسألونا إن كنا نحتاج لأي أمر ويحثونا على فعل الخير والعطاء، وهم أول من وجه بضرورة نصب خيام بالقرب من بعض المساجد تسهيلاً على المصلين ليتمكنوا من الإفطار".

وأضاف المرزوقي "عندما بدأ شيوخنا نصب خيم الخير، الكثير من العائلات خاصة التي تسكن بالقرب من المساجد بادرت لخدمة الصائمين بل أنني أذكر أن والدي تكفل بتأمين الطعام لخيمية خيرية صغيرة في ذلك الوقت وكان يلزمني خدمة الصائمين والإفطار معهم، وحتى اليوم أحرص أن أساهم في الخيم الخيرية وأعلم أبنائي وأحفادي ذلك".

أجر الخير

من جهته قال عبيد سالم (77 عاماً) "في بداية الثمانيات تقريباً صارت خيم الإفطار الخيرية سمة من سمات شهر رمضان، عائلات إماراتية بأكملها باتت تتكفل بإعداد الطعام وتقديم الخدمات للصائمين، وأذكر عندما كنا صغاراً كنا نتنافس وأشقائي من يذهب ليفطر في خيمة مجلس والدي حيث كان يستضيف الصائمين، ووالدتي كانت تعد الهريس والفريد، وتقول "الله يعطينا أجر الخير".

وتابع سالم: "كنا نحلب النوق لنقدمها للصائمين ونوزع التمور والمياه على المصلين في المسجد القريب من منزلنا، وأنا تربية كما أراد لنا مؤسسين الدولة على فعل الخير وإغاثة المحتاج وإعانة الناس، وحرصت على تربية أبنائي على ذلك، وحتى اليوم زوجتي ورغم تقدمها بالسن في رمضان تصر على أن تعد وجبه بنفسها للصائمين".

ورأى محمد الشامسي (71 عاماً) أن "الأسر الإماراتية منذ قيام الدولة اعتادت على فعل الخير بداية من الحرص على اجتماع الأسرة على موائد رمضان وصولاً إلى توفير الطعام بمجالس العائلات لعابري السبيل، وصولاً إلى إنشاء خيام الإفطار الخيرية بالقرب من الجوامع وفي المناطق النائية والبعيدة".

تكافل أسري
وعن ذكرياته يقول الشامسي "كان هناك على طريق أبوظبي دبي مزرعة بعيده عن "فريجنا" يعمل بها مجموعة من الأشخاص، وسمعت والدي يقول لشقيقاته ووالدتي أنه سينصب خيمة بالقرب منها ويمدها بالطعام والماء خلال شهر رمضان لأنه رأى أحد العاملين فيها يسير يومياً سيراً على الأقدام ليجلب طعام الإفطار، وكنت أساعده في توصيل الأكل، واليوم أنا وعائلتي نتكفل سنوياً بنصب خيمة لإفطار الصائيمن، وأحياناً نكتفي بتوزيع المأكولات على الأسر المحتاجة التي نعرفها".