عبدالله النفيسي.(أرشيف)
عبدالله النفيسي.(أرشيف)
الجمعة 12 مايو 2017 / 20:17

النفيسي: عاصفة اللسان الطويل

حينما يتقدم أمثال النفيسي بألسنتهم فقط، علينا أن ندرك أنهم لا يملكون سوى خدمة مشاريع دخيلة، وأنهم لا يقولون إلا ما يقض مضجع حلفائهم

الإخوان المسلمون يصنعون التوترات ثم يعملون فيها، يصنعون الماء العكر ثم يصطادون فيه. وفي الأثناء إن فشلوا فإنهم سيخترعون صيداً فقط. وأحياناً تنظر إليهم بشفقة لأنهم يتخيلون حدثاً ثم يثرثرون حوله لمدة أسبوع وأكثر. ومن المضحك أنهم في الفترة الأخيرة لم يعد لديهم أيّ ملف يتحدثون حوله، وإن استطاعوا الكلام فإنهم يضعون الإمارات أولاً في جدول الشتائم.

التنظيم وألسنته القذرة منذ سنوات تأسيسه لا يستطيع أن يخبرنا بما قدم لخدمة أيّ شيء، سوى أنه أطلق اللسان للكلام بلا نتيجة ولا غاية. ولا أدل من ذلك على النفيسي الإخواني الذي تعوّد على اختبار حدود الصبر كل مرة، ويعود لأوهامه البائسة للتشكيك في الإمارات. الإمارات التي قدمت دماء أبنائها الطاهرة بينما هو يقدم كلماته القذرة النتنة المليئة بالفتنة، يريد بها الخراب بئس الطالب والمطلوب!

قبل أشهر، حينما حدثت حركة في تركيا خرج النفيسي مرعوباً يتحدث عن مؤامرة كونية تريد أن تحرك شعور أردوغان، وقدم نظرياته الكبرى للأمن القومي التركي وضرورة أن يؤمنه أردوغان، وطرح الرجل الذي يقدم نفسه كنصيرٍ للحريات، التبريرات لاعتقال أكبر عددٍ ممكن من الطابور الخامس. والطابور الخامس هنا قضاة ومعلمون ومحامون تصل أعدادهم لعشرات الآلاف. وللعلم فالنفيسي كان يقف بقوّة قبل فترة مطالباً السعودية بأن تفرج عن التكفيري الإرهابي وليد السناني وآخرين رأينا تكفيرهم على شاشات التلفاز قبل فترة. ولكن حينما كان الأمر لتركيا، لم يملك إلا أن يصبح مبرراتياً من الدرجة الأولى.

لا أحد ينكر أن صوت النفيسي وأداءه المسرحي يمكن أن يكون جذاباً لبعض عشاق الكاريكاتيرات المتحركة، ولكنه في النهاية لا يقدم سوى الثرثرة الفجة، وتحليلاته تدور في فلك واحد، تريد أن تقلل من شأن الإمارات. وأعجب ما أستغرب له هو أنّ النفيسي الذي يجلس في فيلته؛ وتحت مكيفه ينظّر لرجال التحالف العربي وهم يقاتلون تحت حر الشمس، وطلب قبل أسبوعين أن يكون "عراباً" سياسياً للتحالف. هذا الانتفاخ بالجهل والتفاهة والغرور ليس مرضاً واحداً، إنما مجموعة أمراض لا دواء لها، نسأل الله أن يعيذكم من أمثالها.

حينما يتقدم أمثال النفيسي بألسنتهم فقط، علينا أن ندرك أنهم لا يملكون سوى خدمة مشاريع دخيلة، وأنهم لا يقولون إلا ما يقض مضجع حلفائهم، وهم المجبولون على الطاعة العامية للتعليمات، وهذه الطاعة العمياء لم أدعيها ادعاء، وإنما يمكنكم قراءة النفيسي وهو ينتقدها على تنظيمه في الثمانينات، بالطبع بإمكانه أن ينتقدها ولكن مجبر ومضطر أن يواصل كونه طائعاً مطيعاً كأي جندي في جيش مرشده، الذي لا يحب الإمارات فيطلق اللسان القذر ظناً أن ما عمّره السنان يهدمه اللسان!